ابتكار مادة قادرة على جمع البقع النفطية فائقة الرقة من سطح البحر
منوعات
ابتكار مادة قادرة على جمع البقع النفطية فائقة الرقة من سطح البحر
5 كانون الأول 2025 , 16:14 م

أعلن فريق من الكيميائيين الروس عن تطوير أول مادة في العالم قادرة على جمع ومعالجة البقع النفطية فائقة الرقة التي تتشكل فوق سطح البحر بعد التسربات والحوادث النفطية. المادة الجديدة تحمل اسم SN-1 وقد تم تطويرها بالتعاون بين:

جامعة غوبكين الروسية للنفط والغاز

معهد الكيمياء غير العضوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية (ИНХС РАН)

المركز الروسي–الفيتنامي الاستوائي للبحوث العلمية

وبحسب ما نقلته Газета.Ru، فإن هذا الابتكار يُعد خطوة مهمة لحماية النظم البيئية البحرية من أحد أخطر أشكال التلوث.

لماذا تُعد البقع النفطية الرقيقة خطراً بيئياً كبيراً؟

عادة ما تكون سماكة الأغشية النفطية المتكونة بعد التسرب 0.1 إلى 0.3 ملم فقط. ورغم رقتها الشديدة، فإن آثارها البيئية مدمرة:

تمنع وصول الضوء والأكسجين إلى المياه.

تعيق عمليات التبادل الحراري بين الماء والغلاف الجوي.

تُحدث خللاً في النظم البيئية تحت سطح البحر.

تمتد على مساحات واسعة خصوصاً في المناطق الاستوائية الحارة التي تسيل فيها النفط بسرعة كبيرة.

ويرتبط الأمر بممرات الشحن النفطي الكثيفة في المناطق الاستوائية، حيث يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تسريع تمدد بقع النفط على مساحات هائلة، مما يجعل إزالتها أصعب بكثير.

كيف يعمل المفاعل الجديد SN-1؟

يوضح الأكاديمي أليكسي ديدوف، رئيس المشروع، أن المشكلة في المناطق الحارة تتفاقم لأن الطرق التقليدية لا تنجح في جمع هذه الطبقات الرقيقة.

أما SN-1 فيعمل بطريقة مبتكرة:

يُطبّق على حواف منطقة التلوث البحري.

يعمل على تخفيض التوتر السطحي للمياه.

يقوم "بشدّ" الغشاء النفطي نحو الداخل.

يؤدي ذلك إلى زيادة سُمك الغشاء من 11 إلى 21 مرة.

وفي الوقت نفسه، يقلّص مساحة التلوث بنسبة تصل إلى 98%.

بعد ذلك، تتحول الأغشية إلى كتل سميكة تشبه "الرقائق" يمكن:

جمعها ميكانيكياً بسهولة، أو

حرقها مباشرة فوق سطح الماء دون تلويث المناطق المحيطة.

وتستمر فعالية المادة أكثر من 24 ساعة، مما يجعلها مناسبة للعمليات الميدانية الطويلة.

اختبارات ميدانية ناجحة في فيتنام والبحر الأسود

أظهرت التجارب في فيتنام فعالية ممتازة للمواد حتى تحت درجات حرارة مرتفعة، كما تم اختبارها في منطقة أنابا على ساحل البحر الأسود.

وتؤكد الباحثة بايرا أوبوشايفا أن:

المادة مناسبة للاستخدام في البحار الواقعة بين خطّي عرض 30 و40 شمالاً وجنوباً

أي في مناطق مثل البحر الأحمر، البحر المتوسط، أجزاء من بحر قزوين، والشرقي من البحر الأسود

كما يمكن استخدامها في الأنهار والبحيرات الساحلية، وهي مناطق تحتاج بشدة إلى حلول بيئية آمنة.

لكنها تشير أيضاً إلى أن فعالية المادة تقل عندما تتجاوز الأمواج 3–4 درجات، إذ تتكسر الأغشية النفطية ولا تعود قابلة للجمع.

خطوة نحو الإنتاج الصناعي

حالياً، يناقش العلماء والهيئات البيئية إمكانية بدء الإنتاج الصناعي لمادة SN-1، لما أثبتته من قدرة كبيرة على تقليل أثر التسربات النفطية وحماية البيئة البحرية.

المصدر: وكالة نوفوستي