ثقب الأوزون في القطب الجنوبي هذا العام يفاجىء العلماء
منوعات
ثقب الأوزون في القطب الجنوبي هذا العام يفاجىء العلماء
7 كانون الأول 2025 , 15:59 م

أعلنت كل من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ووكالة ناسا (NASA) أن ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي خلال عام 2025 كان أصغر بكثير وأقصر مدة مقارنة بالسنوات السابقة. وقد لعب انخفاض مستويات الكلور في الغلاف الجوي وضعف الدوامة القطبية دورا رئيسيا في الحد من فقدان الأوزون هذا الموسم.

وتعزز هذه النتائج الأدلة المتراكمة عبر عقود والتي تشير بوضوح إلى فعالية بروتوكول مونتريال في الحد من المواد المستنزِفة للأوزون. ويتوقع العلماء استمرار تعافي طبقة الأوزون خلال العقود المقبلة.

ثقب الأوزون لعام 2025 ضمن الأصغر منذ بدء القياسات

كشف علماء NOAA وNASA أن ثقب الأوزون لعام 2025 هو الخامس من حيث الصغر منذ عام 1992، وهو العام الذي بدأ فيه تنفيذ بروتوكول مونتريال للحدّ من المواد المستنزِفة للأوزون.

وخلال ذروة الموسم بين 7 سبتمبر و13 أكتوبر 2025، بلغ متوسط مساحة الثقب نحو 7.23 مليون ميل مربع (18.71 مليون كيلومتر مربع). كما بدأ الثقب في التفكك قبل موعده المعتاد بثلاثة أسابيع مقارنة بالسنوات العشر الماضية.

وقال الدكتور بول نيومان، الباحث البارز في جامعة ميريلاند وقائد فريق أبحاث الأوزون في ناسا: “كما توقعنا، نرى ثقوب الأوزون أصغر مساحة مما كانت عليه في أوائل الألفية، وتتشكل لاحقا وتتفكك في وقت أبكر.

قياسات الذروة ومقارنات طويلة الأمد

وصل حجم الثقب إلى أقصى مساحة له في 9 سبتمبر، حيث بلغ 8.83 مليون ميل مربع (22.86 مليون كيلومتر مربع)، أي أصغر بنسبة 30% تقريبًا من أكبر ثقب أوزون مُسجَّل عام 2006.

وباستخدام سجلات الأقمار الصناعية منذ عام 1979، يحتل ثقب أوزون 2025 المرتبة الرابعة عشرة من حيث الصغر خلال 46 عاما من القياسات.

تُظهر خرائط ناسا أن الثقب يصل إلى مناطق يقل فيها تركيز الأوزون عن 220 وحدة دوبسون، وهو الحدّ الذي يُعرّف به العلماء “ثقب الأوزون”.

بروتوكول مونتريال يواصل دفع طبقة الأوزون نحو التعافي

تشير بيانات NOAA وNASA إلى أن الانخفاض المستمر في المواد المستنزِفة للأوزون يؤكد نجاح بروتوكول مونتريال وإجراءاته التكميليّة.

ويقول العالم ستيفن مونتسكا من مختبر المراقبة العالمي في NOAA: “منذ ذروة تركيز هذه المواد في عام 2000، انخفضت بمقدار الثلث تقريبًا في طبقة الستراتوسفير فوق القارة القطبية.

وأضاف نيومان من ناسا: “لولا هذا الانخفاض، لكان ثقب الأوزون هذا العام أكبر بمقدار مليون ميل مربع على الأقل.”

وسجلت بالونات الطقس في 6 أكتوبر 2025 أقل قيمة للأوزون فوق القطب الجنوبي عند 147 وحدة دوبسون، مقارنة بالحدّ الأدنى المسجّل عام 2006 وهو 92 وحدة دوبسون.

كيف يحمي الأوزون كوكب الأرض؟

تعمل طبقة الأوزون كدرع واقٍ يمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية (UV) الضارة، مما يحمي البشر والمحاصيل والحياة البرية. وتقع هذه الطبقة ضمن الستراتوسفير، على ارتفاع يتراوح بين 11 و50 كيلومترا.

عندما تنخفض مستويات الأوزون، تزداد كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض، مما يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد، وإعتام عدسة العين (الساد)، وتلف النظم البيئية.

وتحدث عملية استنزاف الأوزون عندما تصل مركّبات تحتوي على الكلور والبروم — مثل مركّبات CFC — إلى الستراتوسفير، حيث يتم تفكيكها بفعل الأشعة فوق البنفسجية، مطلقة عناصر فعّالة تدمر جزيئات الأوزون.

الانبعاثات القديمة ومسار التعافي المستقبلي

رغم حظر هذه المواد منذ سنوات، إلا أنها ما تزال موجودة داخل مواد قديمة مثل عوازل المباني أو مدفونة في مكبات النفايات. ومع تناقص الانبعاثات تدريجيًا، يتوقع العلماء أن يعود ثقب الأوزون إلى مستويات ما قبل ظهوره بحلول أواخر ستينيات هذا القرن.

وتشير عالمة الأرصاد في NOAA لورا تشيستو إلى أن التغيرات الطبيعية تلعب أيضًا دورًا سنويًا في حجم الثقب، مثل درجات الحرارة، الأنظمة الجوية، وقوة الدوامة القطبية.

وقد ساعدت دوامة قطبية ضعيفة في أغسطس الماضي في الحفاظ على درجات حرارة أعلى من المعدل، مما ساهم في صغر حجم الثقب.

مراقبة عالمية من الأرض والفضاء

يعتمد العلماء على مزيج من الأقمار الصناعية وأدوات الرصد الأرضية لمتابعة طبقة الأوزون، بما في ذلك:

الأقمار الصناعية التابعة لناسا: Aura

أقمار NOAA-20 وNOAA-21

القمر الصناعي Suomi NPP

إضافة إلى إطلاق بالونات الطقس وأجهزة الرصد الأرضية في مرصد القطب الجنوبي.