أعلن باحثون أمريكيون عن ظهور عدوى جديدة ينقلها القراد تسببت في وفاة عدة كلاب خلال الأشهر الماضية، ويحاول العلماء الآن تقييم مدى خطورتها على البشر.

وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Emerging Infectious Diseases.

كيف بدأ الاكتشاف؟

رصد العلماء لأول مرة هذا العامل الممرض في عام 2020 عندما ظهرت البكتيريا في دم ثلاث كلاب. ومنذ ذلك الحين، سُجّلت إصابة 16 كلبا إضافيا، ما أثار قلق المختصين حول طبيعة هذا المرض الجديد.

ولفهمه بدقة، قام فريق من جامعة ولاية كارولاينا الشمالية بعزل البكتيريا من دم كلب مصاب وتنميتها داخل المختبر، وهي خطوة صعبة نظرا لطبيعة هذه الكائنات التي لا تنمو إلا داخل خلايا حية.

بكتيريا جديدة تنتمي إلى مجموعة الحمى المر spotted fever

أظهر تحليل الجينوم أن البكتيريا المكتشفة نوع جديد ينتمي إلى مجموعة الحمى البقعية (Spotted Fever Group Rickettsia) ، وهي نفس المجموعة التي تسبب «حمى جبال روكي» المعروفة بانتقالها عبر القراد.

وسُمّيت البكتيريا الجديدة:

Rickettsia finnyi

نسبةً إلى الكلب فيني الذي اكتُشفت البكتيريا في دمه.

أعراض خطيرة لكن العلاج ممكن

تشبه أعراض المرض لدى الكلاب أعراض حمى جبال روكي، وتشمل:

ارتفاع الحرارة

وهن شديد

انخفاض كبير في الصفائح الدموية

ومع ذلك، تمكن الأطباء من إنقاذ أغلب الحيوانات المصابة عن طريق العلاج بالمضادات الحيوية في الوقت المناسب.

لماذا يشك العلماء في احتمال انتقال العدوى إلى الإنسان؟

1. قدرة البكتيريا على النمو لأسابيع داخل خلايا الكلاب

نجح الباحثون في تنمية البكتيريا داخل الخلايا المناعية للكلاب لمدة 104 أيام، ما يشير إلى أن الحيوان قد يكون حاملا طويل الأمد للعدوى، وبالتالي قادرًا على نقلها.

2. طبيعة بكتيريا الريكيتسيا

رغم أن الإنسان والكلاب ليسا جزءا أساسيا من دورة حياتها، إلا أن أنواع الريكيتسيا معروفة بقدرتها على الانتقال بين الأنواع، وتعد سابقا مسببات لأمراض خطيرة.

3. الاشتباه في نوع القراد الناقل

يعتقد العلماء أن الناقل المحتمل هو قراد Lone Star، حيث وُجدت آثار للبكتيريا في حمضه النووي، كما أن مناطق انتشاره تتوافق مع أماكن ظهور الإصابات في الكلاب.

خطوة مهمة نحو الوقاية ومنع انتقال العدوى للبشر

يحذّر الباحثون من أن تحديد نوع القراد الحامل للعدوى هو المفتاح لحماية الحيوانات والبشر على حد سواء.

فمعرفة مصدرها يساعد في:

تطوير استراتيجيات مكافحة القراد

مراقبة الحيوانات الأليفة

الوقاية من الأمراض الحيوانية المنشأ الخطيرة.