يعرف معظم الناس أضرار التدخين المباشر والتعرض لـ التدخين السلبي ، لكن قليلين فقط سمعوا عن التدخين من الدرجة الثالثة (Thirdhand Smoke). هذا النوع من التدخين لا يُرى ولا يُشم دائما، لكنه قد يبقى في المنازل والسيارات لسنوات، مخلّفا آثارا صحية خطيرة، خاصة على الأطفال وكبار السن.
في هذا المقال نسلّط الضوء على مفهوم التدخين من الدرجة الثالثة، مخاطره الصحية، الفئات الأكثر عرضة له.
ما هو التدخين من الدرجة الثالثة؟
التدخين من الدرجة الثالثة هو بقايا المواد السامة الناتجة عن دخان التبغ التي تلتصق بالأسطح بعد انتهاء التدخين، مثل:
السجاد
الأثاث
الجدران
الستائر
الملابس
هذه المواد لا تختفي مع الوقت القصير، بل يمكن أن تبقى لسنوات، وتُعاد إلى الهواء أو تنتقل إلى الجسم عبر الغبار أو التلامس المباشر مع الجلد.
أين يوجد التدخين من الدرجة الثالثة وكم يدوم؟
يوجد في كل مكان تم فيه التدخين سابقا، مثل:
المنازل
غرف الفنادق
السيارات
تشير الأبحاث إلى أن المواد الكيميائية الناتجة عن التدخين السلبي:
تخترق الأقمشة والسجاد
تتغلغل في الجدران وألواح البناء
تتراكم مع الزمن
يمكن أن تتحرر مجددا في الهواء
تُبتلع مع غبار المنزل
تُمتص عبر الجل
لماذا يُعد التدخين من الدرجة الثالثة خطرا صحيا؟
المواد الكيميائية الموجودة في التدخين من الدرجة الثالثة تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في التدخين السلبي، والتي ثبت علميا أنها:
تسبب السرطان
تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
وقد حددت ولاية كاليفورنيا 26 مادة كيميائية ضمن بقايا التدخين من الدرجة الثالثة مصنفة على أنها:
مسببة للسرطان
ضارة بالصحة الإنجابية
قد تؤدي إلى تشوهات خلقي
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
1. الأطفال
الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا، لأنهم:
يزحفون على الأرض
يضعون أشياء ملوثة في أفواههم
يمتص جلدهم السموم بسهولة
2. مرضى الحساسية والربو
قد يؤدي التعرض لبقايا التدخين إلى:
تفاقم الأعراض التنفسية
نوبات ربو أشد
3. كبار السن وضعيفو المناعة
هؤلاء أكثر عرضة لتأثيرات السموم بسبب ضعف الجهاز المناعي.
4. سكان المجمعات السكنية منخفضة التكلفة
في المباني متعددة الوحدات، تنتشر بقايا التدخين بشكل واسع، وغالبًا ينتقل غير المدخنين للسكن دون علمهم بتاريخ التدخين في المكان.
كيف تقارن مخاطر التدخين من الدرجة الثالثة بالتدخين المباشر والسلبي؟
من الصعب الفصل تمامًا بين تأثيرات التدخين السلبي والتدخين من الدرجة الثالثة، لأن معظم الأشخاص المعرضين للأول يتعرضون للثاني أيضا.
لكن الأبحاث أظهرت أن التعرض للتدخين من الدرجة الثالثة:
يسبب تلفا في الحمض النووي (DNA) لدى الحيوانات
قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان أو تسريع تطوره
يؤثر سلبا على جهاز المناعة
يسبب اضطرابات سلوكية
كما أظهرت دراسات بشرية تغيّرات في بروتينات الدم مرتبطة بـ:
الالتهابات
أمراض القلب
كيف يمكن تقليل مخاطر التدخين من الدرجة الثالثة؟
يعتمد الحل على شدة التلوث:
تلوث خفيف:
تنظيف الأسطح
غسل الجدران
تنظيف عميق للسجاد
تلوث متوسط:
إزالة السجاد
التخلص من الأثاث المنجد
تلوث شديد:
إعادة ترميم المنزل
إزالة الجدران والعزل
استبدال أنظمة التدفئة والتكييف.
تقل المخاطر تدريجيا، بمرور الوقت، خاصة في المنازل القديمة التي لم يُدخَّن فيها منذ مدة طويلة، لكن الخطر قد لا يختفي تماما، خصوصا داخل الجدران.
التدخين من الدرجة الثالثة خطر صحي حقيقي وغير مرئي، وقد يبقى لفترات طويلة داخل المنازل، مؤثرا بشكل خاص على الأطفال والفئات الضعيفة. التوعية والتشريعات الجديدة خطوة مهمة نحو بيئات سكنية أكثر أمانا.
