تأثير المريخ في تشكل مناخ الأرض على مدى ملايين السنين
دراسات و أبحاث
تأثير المريخ في تشكل مناخ الأرض على مدى ملايين السنين
12 كانون الأول 2025 , 14:33 م

كشف بحث علمي جديد، نشره فريق من العلماء بقيادة عالم الفلك ستيفن كين، عن تأثير غير متوقع لكوكب المريخ على المناخ الأرضي على مدى ملايين السنين. وعلى الرغم من أن علماء الفلك لطالما اعتقدوا أن كوكبين فقط، المشتري والزهرة، هما اللاعبان الرئيسيان في تشكيل دورات مناخ الأرض، إلا أن الدراسة الجديدة تكشف أن المريخ يلعب دورا أكبر بكثير مما كان يُعتقد.

وقد نشرت منصة Наука Mail تفاصيل هذا البحث، في حين صدرت نتائج الدراسة عبر Cornell University ومنصة arXiv للبحوث العلمية.

دورات مناخية تحدد تاريخ الأرض

على مدار ملايين السنين، مرّت الأرض بين عصور جليدية وفترات دافئة في دورات متعاقبة. وتفسّر هذه الدورات من خلال دورات ميلانكوفيتش، وهي تغيّرات بطيئة في:

شكل مدار الأرض

ميل محور دورانها

اتجاه هذا الميل

وتنتج هذه التغيّرات عن التأثيرات الجاذبية للكواكب الأخرى. إلا أن الدراسة الجديدة سلطت الضوء على عامل مهم كان يُغفل سابقا: كتلة المريخ.

تجارب محاكاة تكشف الحقيقة

استخدم العلماء محاكاة حاسوبية متقدمة، وقاموا

خلالها بتغيير كتلة المريخ تدريجيا من الصفر وحتى عشرة أضعاف كتلتها الأصلية. وكانت النتائج مذهلة:

الدورات المناخية القصيرة (~100 ألف سنة) التي تتحكم في ظهور العصور الجليدية تعتمد بشكل كبير على كتلة المريخ.

عندما زادت كتلة المريخ في المحاكاة، أصبحت هذه الدورات أطول وأقوى.

وعندما اقتربت كتلة المريخ من الصفر، اختفى أحد أهم الأنماط المناخية وهو الدورة الكبرى التي تمتد لـ 2.4 مليون سنة.

هذه النتائج تعني أن وجود المريخ بكتلته الحالية ضروري للحفاظ على التوازن الدوري الطويل للمناخ الأرضي.

دور الجاذبية في تشكيل مستقبل الكوكب

أظهرت الدراسة أن هذه الدورة الكبرى تعتمد على وجود رنين جاذبي بين الأرض والمريخ، أي تفاعلات دقيقة بين مداراتهما تؤثر على:

كمية ضوء الشمس التي تصل الأرض

ميل محور دوران الأرض

استقرار المناخ على مدى أزمنة هائلة

ووفق النتائج، لو كانت كتلة المريخ أكبر بعشر مرات، لكان دورة ميلان المحورية (التي تدوم عادة 41 ألف سنة) قد تحولت إلى دورة بين 45 و55 ألف سنة، مما يغيّر جذريا نمط العصور الجليدية عبر تاريخ الأرض.

أهمية الاكتشاف في البحث عن عوالم أخرى

لا يقتصر هذا الاكتشاف على فهم مناخ الأرض وحده، بل يمتد أثره إلى دراسة الكواكب الخارجية. فهو يوضح أن:

مناخ الكواكب الشبيهة بالأرض

استقرار الفصول

إمكانية وجود حياة

قد تعتمد بشكل مباشر على كتلة ومدار الكواكب المجاورة لها.

هذا يفتح آفاقا جديدة في دراسة قابلية الكواكب الأخرى للسكن، إذ ينبغي للعلماء النظر ليس فقط إلى الكوكب نفسه، وإنما إلى محيطه الكوكبي بالكامل.

المصدر: Cornell University