العلاج بالخلايا التائية المُعدَّلة وراثيا يسرع شفاء الأمعاء
منوعات
العلاج بالخلايا التائية المُعدَّلة وراثيا يسرع شفاء الأمعاء
12 كانون الأول 2025 , 16:09 م

يلاحظ الكثيرون مع التقدم في العمر أن بعض الأطعمة لم تعد تُهضم كما كانت سابقا، يعود ذلك غالبا إلى تراجع كفاءة الظهارة المعوية، وهي طبقة خلوية رقيقة تُبطّن الأمعاء وتقوم بمهام أساسية مثل الهضم، امتصاص الغذاء، ومواجهة الميكروبات.

تتجدد هذه الطبقة عادة كل 3 إلى 5 أيام، إلا أنّ الشيخوخة أو العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان قد يوقفان هذا التجدد الطبيعي، مما يؤدي إلى الالتهاب وأمراض مثل متلازمة الأمعاء المتسربة.

العلاج بالخلايا التائية CAR T من علاج السرطان إلى إصلاح الأمعاء

كشف باحثو مختبر كولد سبرينغ هاربور (CSHL) عن نهج مبتكر يحفّز نمو الخلايا وتجدد الأنسجة في الأمعاء باستخدام العلاج بالخلايا التائية المُعدَّلة وراثيا بمستقبلات خيمرية وهو نوع متقدم من العلاج المناعي يُستخدم عادة ضد السرطان.

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Aging، وقد تُمهّد الطريق لتجارب سريرية تهدف إلى تحسين صحة الأمعاء لدى كبار السن أو المرضى الذين يعانون من ضعف التجدد المعوي.

القصة بدأت مع الخلايا الهرمة

تقود الدراسة الأستاذة كورينا أمور فيغاس، المتخصصة في أبحاث الخلايا الهرمة (Senescent cells)، وهي خلايا تتوقف عن الانقسام لكنها لا تموت، وتسبب أمراضا عديدة مثل السكري والخرف والتهابات الشيخوخة.

طوّر فريقها سابقا خلايا CAR T تستهدف بروتين uPAR الموجود على سطح الخلايا الهرمة، وتمكّنوا من القضاء عليها لدى الفئران، ما حسّن عمليات الأيض بشكل كبير.

هل يمكن تجديد الأمعاء عبر القضاء على الخلايا الهرمة؟

لتجربة الفكرة، تعاونت فيغاس مع الأستاذ سمير بيياز والباحث أونور إيسكيوجاك. وأدخلوا الخلايا التائية المُعدَّلة وراثيا بمستقبلات خيمرية إلى أمعاء فئران مسنّة وأخرى أصغر سنا.

النتائج كانت مذهلة:

تحسن كبير في امتصاص العناصر الغذائية

انخفاض واضح في الالتهابات

قدرة أعلى على تجدد الظهارة وشفاء الأنسجة بعد الإصابة

وتوضح فيغاس:

"في جميع الحالات لاحظنا تحسنا كبيرا … بطانة الأمعاء تُشفى وتتجدد بسرعة ملحوظة."

فعالية العلاج بعد العلاج الإشعاعي

تعاني نسبة كبيرة من مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الإشعاعي في البطن أو الحوض من مشاكل خطيرة في الأمعاء. ولتقييم فعالية العلاج الجديد، قام الباحثون بمحاكاة العلاج الإشعاعي على الفئران.

النتيجة:

الفئران التي تلقت العلاج بالخلايا التائية المُعدَّلة وراثيًا بمستقبلات خيمرية تعافت بشكل أفضل وأسرع بكثير من تلك التي لم تتلق العلاج.

الأكثر إثارة أنّ جرعة واحدة فقط من العلاج كانت كافية لتحسين صحة الأمعاء لمدة عام كامل، وهي مدة طويلة جدًا في عمر الفئران.

دلائل واعدة على الخلايا البشرية

وجد الباحثون أيضًا أن الخلايا التائية CAR T المضادة لـ uPAR تساعد في تجدد الخلايا البشرية في الأمعاء والقولون، ما يجعل التطبيق البشري ممكنًا للغاية رغم الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم الآليات الدقيقة.

ويعلق البروفيسور بيياز:

"هذه خطوة مهمة في رحلة طويلة لفهم كيفية شفاء الأمعاء لدى كبار السن بشكل أفضل."

المصدر: مجلة Nature Aging