تعرف على دور البروتين الحيواني المتحلل في تحسين تليف الكبد والندوب الجلدي
دراسات و أبحاث
تعرف على دور البروتين الحيواني المتحلل في تحسين تليف الكبد والندوب الجلدي
14 كانون الأول 2025 , 11:15 ص

كشف علماء روس عن نتائج دراسة علمية حديثة تشير إلى أن شكلاً خاصا من البروتين الحيواني المتحلل قد يساعد في تقليل الندوب وتحسين حالات التليّف (الفيبروز) في أعضاء مختلفة من الجسم، وعلى رأسها الكبد وذلك بحسب صحيفة إزفيستيا الروسية. ويحدث التليّف عندما يتم استبدال الأنسجة الوظيفية السليمة بأنسجة ضامة (ندبية)، ما يؤدي إلى فقدان العضو قدرته الحيوية على أداء وظائفه الطبيعية.

ما هو تليف الأعضاء ولماذا يُعد خطيرا؟

يُعد التليّف عملية مرضية شائعة تصيب عدة أعضاء في الجسم، مثل الكبد ، والجلد، والغدد الثديية، وتنتج عادة عن تلف متكرر أو التهابات مزمنة.

وفقا للمتخصصين، تكمن خطورة التليّف في طبيعته التقدمية، حيث يؤدي مع مرور الوقت إلى استبدال الخلايا الوظيفية بأنسجة ندبية، ما يفضي في النهاية إلى قصور وظيفي في العضو المصاب.

ويشير الدكتور أندريه سكالني، المرشح لدرجة الدكتوراه في العلوم الطبية وخبير معهد التغذية الوظيفية، إلى أن العالم يشهد تزايدا ملحوظا في الأمراض المزمنة المرتبطة بالتليّف، وكان يُعتقد لفترة طويلة أن هذه التغيرات غير قابلة للعكس.

بروتينات متحللة من مصادر حيوانية

في إطار البحث، درس العلماء تأثير الهيدروليزات البروتينية الحيوانية، وهي بروتينات تم تفكيكها إلى جزيئات أصغر يسهل على الجسم امتصاصها.

وقد تم الحصول على هذه البروتينات من:

لحم البقر

الدجاج

الأسماك

وأظهرت الدراسة نتائج إيجابية في عدة حالات سريرية، منها:

تحسّن ملحوظ في مرونة وليونة الندوب الجراحية

نتائج جيدة في حالات تليّف الكبد

تحسّن في حالات اعتلال الثدي الليفي (الماستوباثي)

ومع ذلك، شدد الخبراء على أن هذه المركبات ليست أدوية، بل تندرج ضمن فئة التغذية الوظيفية، ولا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات والتجارب السريرية الموسعة.

حالة سريرية: تحسن واضح بعد استخدام طويل الأمد

عرض الباحثون مثالا لامرأة تبلغ من العمر 59 عاما كانت تعاني من عدة أمراض مزمنة، من بينها:

تليّف الكبد

خشونة مفاصل الركبة

اضطرابات القنوات الصفراوية

التهاب المعدة المزمن

استخدمت المريضة الهيدروليزات البروتينية لمدة ثلاث سنوات تقريبا، مع فترات توقف قصيرة، حيث كانت تتناوب بين الأنواع الثلاثة (البقري، السمكي، والدجاجي) كل 4 إلى 5 أسابيع.

وأظهرت نتائج فحص الكبد باستخدام تقنية FibroScan تحسنا واضحا مقارنة بالحالة الأولية.

هل يمكن للهيدروليزات البروتينية عكس التليّف؟

بحسب الدكتور ألكسندر ماليفاني من معهد التغذية الوظيفية، تشير الملاحظات السريرية إلى أن الاستهلاك المنتظم لهذا النوع من البروتين، الذي يعمل كـ”مادة بنائية“ للأنسجة والأعضاء، قد:

يقلل من حجم الأنسجة المتليّفة

يزيد من مرونتها

وفي بعض الحالات، مثل الكبد، يساهم في استبدال النسيج المتليّف بنسيج وظيفي سليم

كما لوحظ تحسّن كبير في الندوب الجراحية، حتى القديمة منها التي يعود عمرها إلى 10 أو 20 عاما، حيث أصبحت أكثر ليونة وأقل شدّا على الأنسجة المحيطة.

ليست دواءً… بل تغذية وظيفية داعمة

يؤكد المختصون أن هذه الهيدروليزات، والتي تُستهلك غالبا على شكل مسحوق مذاب في الماء، لا تُغني عن الطعام ولا تُعد علاجا دوائيا.

لكنها قد تكون مفيدة في بعض الحالات، مثل:

تسريع التئام الجروح بعد العمليات الجراحية

تحسين سرعة الشفاء بعد خلع الأسنان، حيث لوحظ تقليص مدة إزالة الغرز إلى النصف تقريبا

وينصح العلماء باستخدام هذه الإضافات كمكمّل غذائي داعم ضمن نظام غذائي متوازن.

الصناعة الغذائية تفتح “صيدلية” جديدة

يرى الخبراء أن مستقبل التغذية يتجه نحو ما يشبه “صيدلية غذائية” تقع عند تقاطع الطب مع علم التغذية.

ويوضح كونستانتين ديريفسكوف، خبير سلامة الغذاء، أن الاهتمام يتزايد بمركبات حيوية مثل:

الفيتامينات

العناصر الدقيقة

الأحماض الأمينية

الببتيدات والبروتينات المتحللة

ويمتاز الجسم بقدرته على امتصاص هذه المركبات سواء تم تناولها في شكل مكملات أو ضمن الطعام العادي، مما دفع الصناعة الغذائية إلى تطوير اتجاهين رئيسيين:

1. إنتاج أطعمة مدعمة بعناصر مفيدة مع توضيح ذلك على العبوة

2. تصنيع مكملات غذائية متخصصة تهدف إلى دعم وظائف محددة في الجسم

ويُعد استخدام البروتينات المتحللة من اللحوم والأسماك توجها واعدا، إذ لم يعد يُنظر إلى المنتجات الحيوانية كمصدر للشبع فقط، بل كمصدر لمنظمات حيوية دقيقة التأثير.

ملاحظات علمية وتحذيرات

على الرغم من النتائج المشجعة، يحذر الخبراء من التسرع في الاستنتاجات، إذ لم تُجرَ بعد تجارب سريرية واسعة النطاق تعتمد على المقارنة مع دواء وهمي (Placebo).

ولذلك، لا يمكن استبعاد تأثير عوامل أخرى على النتائج، ما يستدعي المزيد من الأبحاث الدقيقة قبل اعتماد هذه المنهجية على نطاق واسع.

المصدر: صحيفة إزفيستيا الروسية