كتب العميد شارل أبي نادر:
مقالات
كتب العميد شارل أبي نادر: "حـرب أو لا حرب؟ هل تجاوز لبنان خطر العدوان "الإسرائيلي" الواسع؟".
شارل ابي نادر
16 كانون الأول 2025 , 04:39 ص


تتباين وتتعارض المعطيات والتحليلات حول إمكانية شن الـ.ـعـ..ــدوّ "الإســـ.ـرائــيـلي" حــ..ـربًا واسعة على لبنان. منهم من يرى أن هذه العـ.ــمليـة حاصلة وربما في وقت غير بعيد، وذلك بهـ.ـدف نزع سـلـاح حــ.ـزب الله بالقوّة، بعدما تبين لهذا الـ.ـعـ..ــدوّ -حسب إدعائه- أن السلطات اللبنانية، السياسية والعسـ.ـكر ية، غير قادرة على ذلك، أو هي عمليًّا، لا تريد تنفيذ عـ.ــمليـة نزع هذا السـلـاح، ولم يتبق أمامه إلا نزعه بالقوّة وعبر اجتياح بري كبير، بينما يرى آخرون أن هناك عدة نقاط ومعطيات، تستبعد إمكانية شن الـ.ـعـ..ــدوّ "الإســـ.ـرائــيـلي" حــ..ـربًا واسعة على لبنان.

لناحية من يعتقدون أن هذا الـ.ـعـ..ــدوان "الإســـ.ـرائــيـلي" حتمي وقريب، هم يستندون في ذلك إلى عدة نقاط، يمكن الإشارة إليها كالتالي:

- أولًا، نتكلم عن الإستراتيجية الـ.ـعـ..ــدوانية لدى كيان الاحـ.ـتلال، والتي هي، وبمعزل عن أوهام نتنياهو ( "إســـ.ـرائــيـل الكبرى"، متجذرة في عقيدة الصهيـ.ـونية وفي أصول نشأتهم، مهما كان شكل ومضمون السلطة الحاكمة في " "إســـ.ـرائــيـل").

- الغطرسة "الإســـ.ـرائــيـلية" وخاصة بعد الحـ.ـرب على غزّة وعلى لبنان، وبعد تغيير النظام في سورية لمصلحة الأجندة "الإســـ.ـرائــيـلية" - الأميركية، لم يعد لها حدود، فالـكـ..ـيان، معتمدًا بدرجة أولى على دعم أميركي غير محدود، أطلق العنان لآلته العسـ.ـكر ية المتفوقة وخاصة الجوية منها، لتنفيذ أي توغل أو اعتـ.ـداء يريده دون هوادة، ضاربًا بكلّ القوانين الدولية عرض الحائط.

- مسار التوسع الـ.ـعـ..ــدواني "الإســـ.ـرائــيـلي" في كلّ محيط فلسـ.ـطين المحـ.ـتلة، يوحي بأن الـكـ..ـيان لن يترك أي جغرافية حدودية محيطة بفلسـ.ـطين المحـ.ـتلة، يعتبر في مكان ما أنها تشكّل خطرًا على المناطق التي يحـ.ـتلها، دون أن يعمل لإزالة هذا الخطر، ولبنان في نظره، يشكل، ومن خلال قدرات حــ.ـزب الله، الخطر الأكبر على كيانه، خاصة أنه يتكلم دائمًا عن أن حــ.ـزب الله استعاد النسبة الأكبر من قدراته العسـ.ـكر ية، وأنه -حسب معطيات الـ.ـعـ..ــدوّ "الإســـ.ـرائــيـلي"- نجح في إيجاد طرق بديلة لاستعادة هذه القدرات.

- وتبقى النقطة الأهم حسب هؤلاء الذين يعتقدون بحتمية الـ.ـعـ..ــدوان "الإســـ.ـرائــيـلي" الواسع على لبنان وعلى حــ.ـزب الله، أن الأخير، وبنسبة غير بسيطة، فقد سـلـاح الردع الذي كان يملكه بمـ..ـواجهة الـ.ـعـ..ــدوّ "الإســـ.ـرائــيـلي"، الأمر الذي يزيل من أمام وحدات الاحـ.ـتلال، العائق الأكبر الذي كان يمنع الـ.ـعـ..ــدوّ من السير بمغامرة برية واسعة ضدّ لبنان.

لناحية الذين يستبعدون قيام الـ.ـعـ..ــدوّ بشن عد وان واسع على لبنان، هناك في نظرهم عدة نقاط يستندون إليها لتكوين رؤيتهم وأهمها:

- ما زال الـ.ـعـ..ــدوّ "الإســـ.ـرائــيـلي"، ورغم نجاحه في إلحاق خسائر غير بسيطة بجانب حــ.ـزب الله، يعتبر أن الأخير ما زال يملك، على الأقل، الحد الأدنى من الإمكانيات العسـ.ـكر ية التي ستساعده لمـ..ـواجهة أي عـ.ــمليـة برية على لبنان، خاصة -وبحسب رؤية هؤلاء - ستكون هذه العـ.ــمليـة فرصة مناسبة، يتطلع إليها حــ.ـزب الله بشغف، لتصفية حسابات مستحقة ضدّ الـ.ـعـ..ــدوّ "الإســـ.ـرائــيـلي"، وهذا الأمر يدركه جيّدًا هذا الـ.ـعـ..ــدو، الأمر الذي سيعمل على تلافيه من خلال ابتعاده عن تنفيذ عـ.ــمليـة برية واسعة.

- من الواضح أيضًا أن الأميركيين وخاصة الرئيس ترامب، لا يحبذون قيام "إســـ.ـرائــيـل" بعد وان واسع على لبنان، معتبرين أن أي عمل عسـ.ـكر ي واسع اليوم على لبنان وعلى حــ.ـزب الله، من جهة لن يكون مضمون النتائج من الناحية العسـ.ـكر ية، ومن جهة أخرى، سيقضي على إنجازات سياسية بنظرهم، تحققت حتّى الآن مع لبنان، على الأقل لناحية تخلي السلطة السياسية الرسمية عن دعم المـ.ـقاومة في بيانها الوزاري، أو لناحية قرار هذه السلطة بحصرية السـلـاح أو بمعنى نزع الغطاء الشرعي عن سـلـاح حــ.ـزب الله، الأمر الذي تعتبره الإدارة الأميركية وأغلب حلفائها في العالم وفي الإقليم، إنجازًا سياسيًّا كان سابقًا بعيد المنال.

من هنا، وأمام هذا التباين والتناقض بين الفريقين: من يعتقد بحصول عد وان "إســـ.ـرائــيـلي" واسع على لبنان، ومن يستبعده، تبقى احتمالية استبعاد هذا الـ.ـعـ..ــدوان أقوى من احتمالية حصوله، خاصة أن مسار المفاوضات بين لبنان والـ.ـعـ..ــدو "الإســـ.ـرائــيـلي"، بمعزل عمّا إذا اعتبروها مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، بدأت تأخذ طابعًا جديًا في مكان ما، أحد أكثر مؤشراته جدية تخفيف الـ.ـعـ..ــدوّ إلى الحد الأدنى من عـــ.ــمـلـيات الاغتيال بالمسيرات وخاصة بعد اغتيال الشـ.ــهـ.ـيد القائد أبو علي طبطبائي في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنصـ.ــرم.