توصل فريق من العلماء في جامعة مينيسوتا إلى آلية محتملة قد تساهم في تقليل الالتهابات المرتبطة بالتقدم في العمر وتحسين قدرة جهاز المناعة لدى كبار السن على مواجهة العدوى الخطيرة. وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Nature Aging العلمية.
دور جهاز المناعة في الشيخوخة
مع التقدم في العمر، يصبح رد الفعل المناعي في كثير من الحالات مفرط الالتهاب وأقل كفاءة، مما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل الإنتان (تعفن الدم). وأوضح الباحثون أن هذه الظاهرة لا تعود فقط إلى ضعف المناعة، بل إلى تغيرات تنظيمية داخل الخلايا المناعية نفسها.
بروتين GDF3 ودوره في الالتهاب
أظهرت الدراسة أن بروتينا يُعرف باسم GDF3 يلعب دورا محوريا في هذه العملية. ويُفرَز هذا البروتين من قبل الخلايا البلعمية (الماكروفاج)، وهي من أهم خلايا جهاز المناعة الفطري.
يعمل بروتين GDF3 وفق ما يشبه آلية الحلقة المغلقة، حيث يرسل إشارات إلى الخلايا البلعمية نفسها، مما يؤدي إلى تعزيز نشاطها الالتهابي بشكل مفرط، وبالتالي إضعاف قدرة الجسم على الاستجابة السليمة للعدوى.
آلية التأثير الجزيئي
بيّنت التجارب أن بروتين GDF3 ينقل إشاراته عبر مسار يُعرف باسم SMAD2/3، وهو مسار يؤدي إلى تغيرات مستقرة في تنظيم الجينات داخل الخلايا المناعية.
نتيجة لذلك، تبدأ الخلايا البلعمية في إنتاج كميات أكبر من السيتوكينات المحفزة للالتهاب، وهو ما يساهم في حدوث التهاب مزمن وتلف في الأنسجة مع مرور الوقت.
نتائج التجارب على الحيوانات
أظهرت التجارب التي أُجريت على الفئران أن إزالة الجين المسؤول عن إنتاج بروتين GDF3 أدت إلى تقليل الاستجابة الالتهابية الضارة تجاه السموم البكتيرية.
كما أن استخدام أدوية تعمل على تثبيط مسار الإشارة GDF3–SMAD2/3 أدى إلى تغيير سلوك الخلايا البلعمية الالتهابية في الأنسجة الدهنية، وساهم في زيادة معدلات بقاء النماذج الحيوانية المسنة على قيد الحياة عند تعرضها لعدوى شديدة.
آفاق مستقبلية وتطبيقات محتملة
أكد الباحثون أن هذه النتائج لا تزال ضمن إطار الدراسات ما قبل السريرية، وأن تطبيقها على البشر يتطلب إجراء المزيد من الأبحاث السريرية.
ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن بروتين GDF3 قد يمثل هدفا علاجيا واعدا، يمكن من خلاله تقليل الالتهابات المدمرة المرتبطة بالتقدم في العمر، وتحسين كفاءة جهاز المناعة لدى كبار السن.