اكتشاف سبب خفي وراء تشكل اللويحات في الأوعية الدموية
دراسات و أبحاث
اكتشاف سبب خفي وراء تشكل اللويحات في الأوعية الدموية
26 كانون الأول 2025 , 14:40 م

توصل علماء إلى اكتشاف جديد يغير الفهم التقليدي لأسباب تشكّل اللويحات في الأوعية الدموية، حيث تبين أن تراكم الكوليسترول ليس العامل الوحيد المسؤول عن هذه العملية.

وأظهرت الدراسة أن برامج أيضية خاصة داخل خلايا مناعية تُعرف بالماكروفاج تلعب دورا محوريا في تكوّن اللويحات التصلبية .

وقد نُشرت نتائج البحث في مجلة Cardiovascular Research (CR) العلمية، بحسب ما أورد موقع Lenta.Ru.

دور الماكروفاج في استقرار أو خطورة اللويحات

أوضح الباحثون أن التغيرات التي تطرأ على آلية عمل خلايا الماكروفاج قد تحدد ما إذا كانت اللويحة:

مستقرة نسبيا ولا تشكل خطرا مباشرا

أو غير مستقرة وتتحول إلى شكل خطير قد يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية

ويعني ذلك أن سلوك الخلايا المناعية داخل جدار الأوعية الدموية قد يكون عاملا حاسما في تطور المرض.

تغيّرات أيضية عميقة داخل الخلايا المناعية

أظهر تحليل نشاط الماكروفاج في:

جدران الأوعية الدموية

الأنسجة الدهنية

الكبد

أنه عند تطور تصلب الشرايين، تدخل هذه الخلايا في حالة خاصة ترتبط بزيادة استقلاب الدهون والأحماض الأمينية.

وحدد العلماء ثلاث جزيئات رئيسية كمؤشرات على هذه التغيرات:

Trem2

Folr2

Slc7a7

وتعكس هذه الجزيئات تحولات عميقة في سلوك الخلايا المناعية وطريقة تفاعلها مع الدهون داخل جدران الشرايين.

بروتين Slc7a7 ودوره في تكوّن اللويحات

ركز الباحثون بشكل خاص على جزيء Slc7a7، وهو ناقل للأحماض الأمينية مرتبط بعملية استخدام الغلوتامين داخل الخلايا.

وأظهرت التجارب أن اضطراب عمل هذا البروتين يؤدي إلى:

انخفاض قدرة الماكروفاج على امتصاص الدهون المعدلة

ضعف تحولها إلى ما يُعرف بـالخلايا الرغوية

وتُعد الخلايا الرغوية المكوّن الأساسي في بناء اللويحات التصلبية داخل الأوعية الدموية.

خلل استقلاب الأحماض الأمينية كعامل محفز للمرض

تشير نتائج الدراسة إلى أن الخلل في استقلاب الأحماض الأمينية قد يكون أحد الأسباب الخفية التي تؤدي إلى بدء عملية تصلب الشرايين، وليس مجرد نتيجة ثانوية لتراكم الدهون.

وهذا الاكتشاف يسلط الضوء على آليات جديدة لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي في السابق.

آفاق جديدة للتشخيص والعلاج

تغير هذه النتائج النظرة التقليدية لتكوّن اللويحات في الشرايين، إذ توضح أن نموها لا يعتمد فقط على مستوى الدهون في الدم، بل أيضا على كيفية معالجة الخلايا المناعية للعناصر الغذائية.

ويرى الباحثون أن هذا الفهم الجديد قد يفتح المجال أمام:

وسائل تشخيص أكثر دقة

استراتيجيات مبتكرة للوقاية

علاجات جديدة تستهدف الآليات الأيضية لخلايا المناعة

المصدر: Nature Cardiovascular Research