كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن معلومة تاريخية ومعمارية قد لا يعرفها كثيرون حول عمود ألكسندر القائم في ساحة القصر بمدينة سانت بطرسبرغ، وذلك خلال جولة رسمية مع مدير متحف الإرميتاج الحكومي فلاديمير بيوتروفسكي، وبحضور رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان.
دهشة رئيس وزراء أرمينيا خلال الجولة
خلال الجولة، أُتيح لنيكول باشينيان الاطلاع على عمود ألكسندر من قاعة ألكسندر في قصر الشتاء، حيث أبدى دهشته من بعض خصائص هذا المعلم التاريخي.
وتساءل باشينيان عمّا إذا كان الصليب الموجود في يد الملاك أعلى العمود قد أُزيل خلال الحقبة السوفيتية. وردّ مدير متحف الإرميتاج فلاديمير بيوتروفسكي قائلا:
«لم يُزل الصليب ولا ليوم واحد».
عمود بلا تثبيت ميكانيكي
وأضاف الرئيس فلاديمير بوتين معلومة لافتة، موضحا أن العمود غير مثبت بأي وسائل ميكانيكية، وإنما يقف مستندا فقط إلى وزنه الذاتي.
وشرح بيوتروفسكي أن هذا السبب هو ما دفع السلطات، لفترة طويلة، إلى عدم تنظيم عروض عسكرية ميكانيكية في ساحة القصر، خوفا من اهتزاز التربة وحدوث أضرار محتملة قد تؤدي إلى انهيار العمود.
وفي مراحل لاحقة، سُمح بمرور الآليات العسكرية الثقيلة عبر الساحة، بشرط أن تكون مزودة بوسائد مطاطية لتقليل الاهتزازات.
معلومات هندسية عن عمود ألكسندر
يُعد عمود ألكسندر أحد أبرز المعالم التاريخية في وسط ساحة القصر بمدينة سانت بطرسبرغ، وتتلخص مواصفاته فيما يلي:
الارتفاع: 47.5 مترا
المادة: جرانيت أحمر مصمت
الوزن: نحو 600 طن
تاريخ التدشين: 11 سبتمبر 1834
سبب تشييد العمود وتصميمه الفريد
أُقيم العمود بأمر من الإمبراطور الروسي نيقولا الأول تخليدًا لانتصار شقيقه الأكبر الإمبراطور ألكسندر الأول على نابليون في الحرب الوطنية عام 1812.
واقترح المهندس المعماري الفرنسي أوغست مونفيران، الذي سبق أن شيد كاتدرائية القديس إسحاق، تنفيذ العمود من كتلة واحدة من الجرانيت دون استخدام أي عناصر تثبيت معدنية، وهو ما كان إنجازا هندسيا فريدا في ذلك العصر.
الزخارف والرمزية التاريخية
زينت قاعدة العمود نقوش بارزة من البرونز، تُجسد بشكل رمزي مشاهد مختلفة من المعارك والأحداث العسكرية المرتبطة بالحرب الوطنية عام 1812.
ولا يزال العمود قائما حتى اليوم دون أي تثبيت معدني، معتمدًا فقط على قوة الجاذبية وتوازنه الهندسي
أما أعلى العمود، فتتوجّه تمثال ملاك يحمل صليبا، في دلالة رمزية على النصر والحماية.