كتب د.علي حجازي:
ثقافة
كتب د.علي حجازي: "معمّم وأمير".. قصّة قصيرة
د. علي حجازي
29 كانون الأول 2025 , 17:34 م


بيروت في 25/12/2025

جلس على هضبة عالية يرقب المشهد. يحلّل ويتساءل:

"مَنْ يدفع بهذه البلاد إلى أتاتين النار والحروب والخراب والدمار مَنْ؟"

حدَّق بعينين ثاقبتين، فرأى وسمع ما لا يَسُرُّ عقلاً ولا يُبْهِجُ قلبا:

"تهويل تهويل.أغربة سود تنفخ في بوق الفتنة والحرب والنفير.

غيوم غربيَّة.

وأخرى شرقيّة تتكاثف في سمائنا العليّة.

عواصفُ تدور وتعوي، تسعى إلى

اقتلاعِ الشجرِ وإتلافِ البذور.

ذئابٌ دمويّةٌ غادرةٌ تَعْضُدُها

كلابٌ نابحة، وثعالبُ ضابِحةٌ في الضُّحى والعشيّة.

أغربةٌ سودٌ تُحَلِّقُ، تُعَرْبِدُ ناعقةً صُبحاً ظهراً ومساء.

الشمس تحجُبُها خَيالاتُ ظِلٍّ من قشِّ قصلٍ مهتريءٍ مرفوعةٌ على أعوادِ خشبٍ نَخَرَها السّوس.

"أعوذُ باللهِ من شرِّ الخونةِ التيوسِ الذين يَلْبَسونَ لكلّ الفتن شتى اللّبوس".

( همسَ بهذا كلِّهِ،وأضافَ بصوتٍ مسموعٍ:

مَنْ يُديرُ هذه الحُشَيَّاتِ المعلَّقةَ على أعوادٍ نَخِرَة؟..من ينفُخُ في آذانِها والصدورِ مَنْ؟)

سَمِعَتْهُ جَدَّتُهُ الجليلةُ التي خرجتْ ترعى الخيولَ الأصيلةَ فقالت:

-- ا تبتئس يا حبيبي : "اللي بتحبل بالتبّانة بتخلّف عالسلطانة"

فجأة. ألفضائيّات والإذاعات تعلن عن الولادة المسخ.

مذيعو الأخباريضحكون. يبكون. يتندّرون، وأكفَّهُم يُكَوِّرون. يسألون ويتساءلون:

-- كيف جرى كُلُّ هذا، فالفضائحُ مُجَلجِلِة، والأخبارُ مُضحِكةٌ مُبكِيَة..أبوعمر هو بطلُ الحكاياتِ السياديّة .

نعم.عيون المذيعاتِ والمذيعينَ تنزفُ لَعْناتٍ وتَذرِفُ دموعَ الحُزْنِ والشماتَةِ على وطنٍ تدّعي فيه خَيالاتُ الظِّلِّ السَّيادةَ والاستقلالَ والرِّيادَة.

لَعْلَعَ الخبرُ وانتشر.

الأمير أبو عمر بِأَمْرِ القاشوشِ الشيخ( أبو طرش) الّذي على الولائِمِ يُغِير. يأمُرُ ويَقْبِضُ ويُدير. وأصواتُهُمُ الخِفِيضَةُ تُرَدِّدُ: أمرُكَ مولانا. أمرُك سيدنا.

شرع يُنَقِّلُ بَصَرَهُ بينَ الشاشاتِ مُتَحَكِّماً بِالرّوموت، بحثاً عن أوزارٍ ونوائبَ،و عن خُبَراءَ اسْتَرْطِيزِيِّينَ فَلَقُوا رؤوسَ البشرِ أجمعينَ، بادِّعاءِ السيادةِ والحُرِّيَّةِ وحُسْنِ القيادة، فلم يرَ واحداً منهم.. اختفوا.. تواروا.. ابتلعوا ألسنةَ السُّوءِ الشَّتَّامَةَ تلكَ، التي كانت تنفثُ السموم، وتفاخرُ بما يأمرُ الأميرُ صاحبُ الورشةِ الخبيرُ بتقليدِ الأصواتِ وإصلاح السيّارات.

-- لعنَ اللهُ هذا الزمنَ الذي يَجُرُّ فيهِ هذا اللَّمَمَ مِنَ المسؤولينَ والإعلاميينَ مُزَيَّفٌ ومعمّم. (قال هذا وأضاف):

-- مَنْ يُلَفْلِفُ هذه الفضيحةَ المدويّة، بعدما تَكِشَّفَتِ العوراتُ، وظهرتْ حقيقةُ هذِهِ القياداتِ والنِّيَّات، وامْتازَتِ السياداتُ مِنَ الوَطَاواتِ من. من . من...؟

بيروت في 25/12/2025

كتب د.علي حجازي:

بيروت في 25/12/2025

"معمّم وأمير"

قصّة قصيرة:

جلس على هضبة عالية يرقب المشهد. يحلّل ويتساءل:

"مَنْ يدفع بهذه البلاد إلى أتاتين النار والحروب والخراب والدمار مَنْ؟"

حدَّق بعينين ثاقبتين، فرأى وسمع ما لا يَسُرُّ عقلاً ولا يُبْهِجُ قلبا:

"تهويل تهويل.أغربة سود تنفخ في بوق الفتنة والحرب والنفير.

غيوم غربيَّة.

وأخرى شرقيّة تتكاثف في سمائنا العليّة.

عواصفُ تدور وتعوي، تسعى إلى

اقتلاعِ الشجرِ وإتلافِ البذور.

ذئابٌ دمويّةٌ غادرةٌ تَعْضُدُها

كلابٌ نابحة، وثعالبُ ضابِحةٌ في الضُّحى والعشيّة.

أغربةٌ سودٌ تُحَلِّقُ، تُعَرْبِدُ ناعقةً صُبحاً ظهراً ومساء.

الشمس تحجُبُها خَيالاتُ ظِلٍّ من قشِّ قصلٍ مهتريءٍ مرفوعةٌ على أعوادِ خشبٍ نَخَرَها السّوس.

"أعوذُ باللهِ من شرِّ الخونةِ التيوسِ الذين يَلْبَسونَ لكلّ الفتن شتى اللّبوس".

( همسَ بهذا كلِّهِ،وأضافَ بصوتٍ مسموعٍ:

مَنْ يُديرُ هذه الحُشَيَّاتِ المعلَّقةَ على أعوادٍ نَخِرَة؟..من ينفُخُ في آذانِها والصدورِ مَنْ؟)

سَمِعَتْهُ جَدَّتُهُ الجليلةُ التي خرجتْ ترعى الخيولَ الأصيلةَ فقالت:

-- ا تبتئس يا حبيبي : "اللي بتحبل بالتبّانة بتخلّف عالسلطانة"

فجأة. ألفضائيّات والإذاعات تعلن عن الولادة المسخ.

مذيعو الأخباريضحكون. يبكون. يتندّرون، وأكفَّهُم يُكَوِّرون. يسألون ويتساءلون:

-- كيف جرى كُلُّ هذا، فالفضائحُ مُجَلجِلِة، والأخبارُ مُضحِكةٌ مُبكِيَة..أبوعمر هو بطلُ الحكاياتِ السياديّة .

نعم.عيون المذيعاتِ والمذيعينَ تنزفُ لَعْناتٍ وتَذرِفُ دموعَ الحُزْنِ والشماتَةِ على وطنٍ تدّعي فيه خَيالاتُ الظِّلِّ السَّيادةَ والاستقلالَ والرِّيادَة.

لَعْلَعَ الخبرُ وانتشر.

الأمير أبو عمر بِأَمْرِ القاشوشِ الشيخ( أبو طرش) الّذي على الولائِمِ يُغِير. يأمُرُ ويَقْبِضُ ويُدير. وأصواتُهُمُ الخِفِيضَةُ تُرَدِّدُ: أمرُكَ مولانا. أمرُك سيدنا.

شرع يُنَقِّلُ بَصَرَهُ بينَ الشاشاتِ مُتَحَكِّماً بِالرّوموت، بحثاً عن أوزارٍ ونوائبَ،و عن خُبَراءَ اسْتَرْطِيزِيِّينَ فَلَقُوا رؤوسَ البشرِ أجمعينَ، بادِّعاءِ السيادةِ والحُرِّيَّةِ وحُسْنِ القيادة، فلم يرَ واحداً منهم.. اختفوا.. تواروا.. ابتلعوا ألسنةَ السُّوءِ الشَّتَّامَةَ تلكَ، التي كانت تنفثُ السموم، وتفاخرُ بما يأمرُ الأميرُ صاحبُ الورشةِ الخبيرُ بتقليدِ الأصواتِ وإصلاح السيّارات.

-- لعنَ اللهُ هذا الزمنَ الذي يَجُرُّ فيهِ هذا اللَّمَمَ مِنَ المسؤولينَ والإعلاميينَ مُزَيَّفٌ ومعمّم. (قال هذا وأضاف):

-- مَنْ يُلَفْلِفُ هذه الفضيحةَ المدويّة، بعدما تَكِشَّفَتِ العوراتُ، وظهرتْ حقيقةُ هذِهِ القياداتِ والنِّيَّات، وامْتازَتِ السياداتُ مِنَ الوَطَاواتِ من. من . من...؟

جلس على هضبة عالية يرقب المشهد. يحلّل ويتساءل:

"مَنْ يدفع بهذه البلاد إلى أتاتين النار والحروب والخراب والدمار مَنْ؟"

حدَّق بعينين ثاقبتين، فرأى وسمع ما لا يَسُرُّ عقلاً ولا يُبْهِجُ قلبا:

"تهويل تهويل.أغربة سود تنفخ في بوق الفتنة والحرب والنفير.

غيوم غربيَّة.

وأخرى شرقيّة تتكاثف في سمائنا العليّة.

عواصفُ تدور وتعوي، تسعى إلى

اقتلاعِ الشجرِ وإتلافِ البذور.

ذئابٌ دمويّةٌ غادرةٌ تَعْضُدُها

كلابٌ نابحة، وثعالبُ ضابِحةٌ في الضُّحى والعشيّة.

أغربةٌ سودٌ تُحَلِّقُ، تُعَرْبِدُ ناعقةً صُبحاً ظهراً ومساء.

الشمس تحجُبُها خَيالاتُ ظِلٍّ من قشِّ قصلٍ مهتريءٍ مرفوعةٌ على أعوادِ خشبٍ نَخَرَها السّوس.

"أعوذُ باللهِ من شرِّ الخونةِ التيوسِ الذين يَلْبَسونَ لكلّ الفتن شتى اللّبوس".

( همسَ بهذا كلِّهِ،وأضافَ بصوتٍ مسموعٍ:

مَنْ يُديرُ هذه الحُشَيَّاتِ المعلَّقةَ على أعوادٍ نَخِرَة؟..من ينفُخُ في آذانِها والصدورِ مَنْ؟)

سَمِعَتْهُ جَدَّتُهُ الجليلةُ التي خرجتْ ترعى الخيولَ الأصيلةَ فقالت:

-- ا تبتئس يا حبيبي : "اللي بتحبل بالتبّانة بتخلّف عالسلطانة"

فجأة. ألفضائيّات والإذاعات تعلن عن الولادة المسخ.

مذيعو الأخباريضحكون. يبكون. يتندّرون، وأكفَّهُم يُكَوِّرون. يسألون ويتساءلون:

-- كيف جرى كُلُّ هذا، فالفضائحُ مُجَلجِلِة، والأخبارُ مُضحِكةٌ مُبكِيَة..أبوعمر هو بطلُ الحكاياتِ السياديّة .

نعم.عيون المذيعاتِ والمذيعينَ تنزفُ لَعْناتٍ وتَذرِفُ دموعَ الحُزْنِ والشماتَةِ على وطنٍ تدّعي فيه خَيالاتُ الظِّلِّ السَّيادةَ والاستقلالَ والرِّيادَة.

لَعْلَعَ الخبرُ وانتشر.

الأمير أبو عمر بِأَمْرِ القاشوشِ الشيخ( أبو طرش) الّذي على الولائِمِ يُغِير. يأمُرُ ويَقْبِضُ ويُدير. وأصواتُهُمُ الخِفِيضَةُ تُرَدِّدُ: أمرُكَ مولانا. أمرُك سيدنا.

شرع يُنَقِّلُ بَصَرَهُ بينَ الشاشاتِ مُتَحَكِّماً بِالرّوموت، بحثاً عن أوزارٍ ونوائبَ،و عن خُبَراءَ اسْتَرْطِيزِيِّينَ فَلَقُوا رؤوسَ البشرِ أجمعينَ، بادِّعاءِ السيادةِ والحُرِّيَّةِ وحُسْنِ القيادة، فلم يرَ واحداً منهم.. اختفوا.. تواروا.. ابتلعوا ألسنةَ السُّوءِ الشَّتَّامَةَ تلكَ، التي كانت تنفثُ السموم، وتفاخرُ بما يأمرُ الأميرُ صاحبُ الورشةِ الخبيرُ بتقليدِ الأصواتِ وإصلاح السيّارات.

-- لعنَ اللهُ هذا الزمنَ الذي يَجُرُّ فيهِ هذا اللَّمَمَ مِنَ المسؤولينَ والإعلاميينَ مُزَيَّفٌ ومعمّم. (قال هذا وأضاف):

-- مَنْ يُلَفْلِفُ هذه الفضيحةَ المدويّة، بعدما تَكِشَّفَتِ العوراتُ، وظهرتْ حقيقةُ هذِهِ القياداتِ والنِّيَّات، وامْتازَتِ السياداتُ مِنَ الوَطَاواتِ من. من . من...؟