كشفت خبيرة في علم الأورام عن خمسة اكتشافات طبية هامة شهدها عام 2025، من شأنها إحداث تحول جذري في تشخيص السرطان وعلاجه ، بدءا من تقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على تشخيص المرض من الصور الطبية، وصولا إلى العلاجات الخلوية التي نجحت في السيطرة على أورام كانت تُعد غير قابلة للعلاج.
تقدم متسارع في أبحاث وعلاج السرطان
أظهرت أحدث نتائج الأبحاث التي عُرضت في كبرى المؤتمرات الطبية العالمية تسارعا ملحوظا في الابتكارات المرتبطة بعلاج السرطان، والتشخيص المبكر، والطب الشخصي.
وفي هذا السياق، استعرضت البروفيسورة مارينا سيكاتشيفا، مديرة معهد الأورام الشخصية في جامعة سيتشينوف الطبية الأولى في موسكو، وأستاذة دكتور في العلوم الطبية، أبرز خمسة إنجازات علمية تحققت خلال العام، شملت اكتشافات دولية وتطويرات روسية متقدمة.
1. العلاج الخلوي يهاجم الأورام الصلبة
بعد أن كان استخدام علاج CAR-T مقتصرا في السابق على سرطانات الدم، شهد عام 2025 توسعا لافتا في تطبيقه.
فقد عُرضت خلال مؤتمر ASCO نتائج مشجعة لاستخدام هذا العلاج في سرطان المعدة، حيث ساهم في رفع معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة بنسبة 40%.
وفي روسيا، أنهت جامعة سيتشينوف المرحلة قبل السريرية لتطوير أول دواء TCR-T في العالم مخصص لعلاج سرطان الثدي الإيجابي لمستقبل HER2، وهو ما يمثل تقدما علميا نوعيا في علاج الأورام الصلبة.
2. تركيبات دوائية جديدة موجهة بدقة
تم تسجيل اختراق طبي مهم في علاج أحد أكثر أشكال سرطان القولون والمستقيم النقيلي عدوانية، الناتج عن طفرة BRAF V600E.
ويعتمد هذا الإنجاز على علاج ثلاثي مركب يستهدف مسارات جزيئية متعددة، ما أدى إلى تحسين نتائج العلاج مقارنة بالخيارات التقليدية.
3. ثورة في التشخيص المبكر للسرطان
أسهم التطور في تقنيات الخزعة السائلة في تمكين الأطباء من اكتشاف مؤشرات حيوية لعدة أنواع من السرطان من خلال تحليل دم واحد فقط.
وفي روسيا، تم تطوير وتسجيل أول برنامج طبي معتمد يحمل اسم «أونكو برو – OncoPro»، وهو نظام رقمي يقوم بتحليل 12 مؤشرا حيويا لتقدير احتمالية الإصابة بستة أنواع شائعة من الأورام، مما يساعد الأطباء على إحالة المرضى للفحوصات المتقدمة في الوقت المناسب.
وأوضحت البروفيسورة سيكاتشيفا أن هذه الأدوات:
«تتيح للطبيب وسيلة بسيطة وفعالة للاشتباه المبكر في الأورام الخبيثة، ما يسهم في اكتشاف المزيد من الحالات في مراحلها الأولى وإنقاذ الأرواح».
4. الذكاء الاصطناعي في خدمة علم الأورام
أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرا أساسيا في تشخيص السرطان.
فقد طوّر باحثو جامعة سيتشينوف نظام رؤية حاسوبية لتحليل صور خزعات الكلى، قادر على التقييم الكمي لدرجة عدوانية الورم.
وتُظهر هذه الخوارزميات قدرة عالية على تحسين دقة التشخيص، إضافة إلى اكتشاف أنماط غير مرئية بالطرق التقليدية، ما يدفع الطب نحو التخصيص الحقيقي للعلاج.
5. الطب الشخصي: من اللقاحات إلى الاختبارات الجينية
شهد عام 2025 تقدما ملحوظا في مجال الطب الشخصي، حيث تُجرى حاليا تجارب سريرية على لقاحات علاجية فردية تعتمد على النيومستضدات، بهدف تدريب الجهاز المناعي على مهاجمة الخلايا السرطانية بدقة.
كما تم إدخال اختبارات تشخيصية متقدمة إلى الممارسة الطبية، من بينها تسجيل أول نظام اختبار روسي يحمل اسم «Target RMJ»، مخصص لاختيار العلاج الموجه لسرطان الثدي بناءً على الملف الجيني الفردي للورم.