بينما تتعرض غزة لإبادة مفتوحة، تُعاد صناعة الصراعات في المنطقة بوتيرةٍ لافتة، ليس صدفةً ولا عشوائية.
التصعيد في الجنوب اليمني، والخلاف السعودي–الإماراتي الذي يُدار بأدوات محلية، يأتي في توقيتٍ يخدم هدفًا واحدًا: تشتيت الانتباه عن الجريمة المركزية في فلسطين.
فالجنوب، ببنيته المنقسمة وتعدد ولاءاته، تحوّل إلى ساحة مثالية للإلهاء. تُفتعل الأزمات، ويُضخ التوتر، وتُغرق الساحة الإعلامية بصراعات داخلية، بينما تُترك غزة تواجه مصيرها بعيدًا عن الضغط السياسي الحقيقي.
هذا الصراع لا يبدو متجهًا للحسم، بل للاستنزاف. استنزاف الجنوب أمنيًا وسياسيًا، واستنزاف الوعي العربي، بما يمنع تشكّل موقف موحّد قادر على تحويل مأساة غزة إلى قضية دولية ضاغطة.
وفي موازاة ذلك، يُعاد توجيه البوصلة الإعلامية، فيُستبدل الاحتلال بخصومات داخلية، ويُدفع الشارع للاشتباك مع ذاته بدل مواجهة العدو الحقيقي.
من غزة إلى الجنوب، تتكرر السياسة ذاتها:
إلهاء، تفكيك، وصراعات محسوبة تمنح العدوان وقتًا إضافيًا للاستمرار دون محاسبة.
الخلاصة
ما يجري في الجنوب اليمني ليس معزولًا عن غزة، بل جزء من مشهد إقليمي يُدار لكسر مركزية القضية الفلسطينية.
وكسر هذه المعادلة يبدأ بفضح هذا الترابط، ورفض تحويل أوطاننا إلى ساحات لتصفية حسابات تخدم الاحتلال بشكل غير مباشر.
بقلم:
الإعلامية اليمنية بدور الديلمي
صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والإقليمية