كتب عصام سكيرجي:
فى البدايه يجب تحديد مفهوم الوحده الوطنبه , ان الوحده الوطنيه لاى شعب تقوم على مجموعه من المرتكزات العامه والخاصه ,
المرتكزات العامه يجب ان تكون محل توافق جميع مكونات الشعب , ولا يجب الخلاف حول اى بتد من بنودها , واهم نقاط المرتكزات العامه هى وحدة الارض والشعب , ومفهوم الامن القومى والوطنى للشعب, ,
اما المرتكزات الخاصه فتتمحور حول النظم الاقتصاديه والسياسه الماليه والاجتماعيه وهذه محل اجتهاد ولا يشترط التوافق عليها . نعود للمرتكزات العامه وهي تعتبر من الثوابت الغير خاضعه لاى نقاش او اجتهاد او وجهة نظر , وفي حالتنا الفلسطينيه نجد ان لا توافق او اتفاق فلسطينى على المرتكزات العامه, فشريحة اوسلو مثلا , قسمت الشعب وقسمت الارض , بل وتنازلت عن اربعة اخماس الوطن الفلسطينى , فهل يمكن الحديث بعد ذلك عن وحده وطنبه مع هذه الشريحه؟ .
ان وضوح الرؤيه السياسيه فى هذه المرحله , اصبح اكثر من ضروره وطنيه , من اجل ان لا نبقى ندور فى حلقة حوار الطرشان , وهنا يجب الاقرار بان الشريحه التى تمثلها سلطة اوسلو , لم تعد تمثل شريحه من شرائح الثوره الفلسطينيه , وعلى ضوء هذه الحقيقه يجب البناء .
ان الحديث عن وحده وطنيه مع هذه السلطه وشريحتها هو نوع من المراهقه السياسيه ولا يخرج عن اطار الهرطقه والعبث , ان جميع الحوارات والاتفاقات التى تمت مع هذه الشريحه بقيت اسيرة الغرف المغلقه , بدءا من اتفاق التمثيل النسبى فى عام 78 ومرورا باتفاق 2005 واتفاق 2011 واتفاق 2014 وورقة بيروت لعام 2017 وانتهاء بلقاء الامناء العامين الاخير فى بيروت ورم الله .
كل هذه السلسله من الاتفاقات وعدم التنفيذ او الالتزام , تؤكد ان الفريق المهيمن والمتفرد بالقرار الفلسطينى , ليس فى وارد التخلى عن هيمنته وتفرده بالقرار الفلسطينى , اذن ما العمل وما الذى قد يجبر او يدفع هذا الفريق للتنازل؟
الامر الوحيد الذى يحقق الوحدة الوطنية الحقيقيية, هو سحب بساط الشرعيه من تحت أقدام هذا الفريق , بمعنى تشكيل اطار وطني يمثل الكل الفلسطيني في الداخل والخارج يتكون من شعبنا في المخيمات والمهجر ينزع من هذا الفريق الشرعيه ووحدانيه تمثيل الشعب الفلسطيني, فى هذه الحاله فقط يصبح هذا الفريق امام خيارين اثنين , اما القبول بالشراكه وفقاً للمبادئ والثوابت الفلسطينية واما الخروج من الحياه السياسيه الفلسطينيه والاكتفاء بما سلب ونهب سابقاً وترك النضال للقوى المؤمنة بالتحرير وحق العودة للوطن الفلسطيني, وهذا يعنى اننا سنكون امام مرحله جديدة من اهم سماتها تثبيت الوحدة وفقاً للمرتكرات أي وحدة الارض والشعب مما سيجند الطاقات الهائلة للشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني والقوى الداعمة له بأساليب نضالية إبداعية مختلفة تحقق الانتصار بالتعاون مع محور المقاومةة وبدعم من أحرار العالم.,