الصمود السوري أنقذ المنطقة من
مقالات
الصمود السوري أنقذ المنطقة من "سايكس بيكو" جديد كان سيزررها نتفاً\ محمد محسن
محمد محسن
1 كانون الأول 2020 , 19:37 م
  كتب الاستاذ محمد محسن:   اثبت الغـــرب من خلال حربه ، أنه لايزال يحــمل رواسب قرون ، من العــــــداء للـــعرب الصمــود السوري أنقــذ المنطــقة كلها، من ( سايكس بيكو ) جديد ، كان سيزرره

 

كتب الاستاذ محمد محسن:

 

اثبت الغـــرب من خلال حربه ، أنه لايزال يحــمل رواسب قرون ، من العــــــداء للـــعرب

الصمــود السوري أنقــذ المنطــقة كلها، من ( سايكس بيكو ) جديد ، كان سيزررها نتــــفاً

فلا تُفَرِّطوا بالانتصار ، لأي سبب كان ، فسورية المتعبة ، تحملت وزر الحرب عن المنطقة

 

لا يجوز أن ننسى ما فعلته أوروبا القديمة والحديثة ، في ماضينا ، وحاضرنا ، هي ووريثتها أمريكا !!.

قرون طويلة من العداء للعرب ، فهي المسؤولة عن استعمارنا ، وتمزيق بلداننا ، وعن تخلفنا ، وما حضارتها الرأسمالية المتوحشة ، إلا نتاج لما قدمته الحضارات المتتالية على أرضنا ، من طاقات بشرية ، وثقافية ، ومادية . وما وضع اسرائيل في خاصرتنا ، إلا دليل قطعي على عدائها التاريخي لنا ، ورغبتها في حرماننا من الاستقرار ، والتطور ، لاستمرار وصايتها .

وما الحرب التدميرية هذه التي تشن علينا ، إلا استمراراً لحالة العداء التاريخية المستحكمة تلك ، وتأكيداً لعقدة المركزية الأوروبية العنصرية ، التي جعلتهم يزعمون ( أن أوروبا صنعت العالم ) .

وكثر القول على أن هذه الحرب ليس لها مثيل في التاريخ ، أنا أؤكد هذا الرأي وأُثَنِّيْ عليه ، وأضيف : لم تترك أوربا بقيادة أمريكا ، حليفاً لهما ، أو ذراعاً من أذرعتهما ، او نظاماً تحت وصايتهما ، أو عميلاً لهما ، إلا واستنفرتاه ضد سورية ، وأضافتا عليه وإليه ، مئات الآلاف من الارهاب الاسلامي المتوحش الذي جُرِّبَ في افغانستان .

وذلك لثلاثة أسباب :

1ـــ لتأكيد العدوانية الغربية الغارقة في القدم للعرب ، منذ أن اجتاح ( هنيبعل ) أوروبا وصولاً إلى جبال ( البرنيه ) ، فكان أن رد الرومان بتدمير أهم حاضرة في الدنيا في حينه ( قرطاجنة ) ، الكنعانية ( الفينيقية ) ، وليسرقوا الحرف ، والتاريخ الكنعاني ( الفينيقي ) وكل ما أنتجته حضارات الشرق ، من وادي الرافدين ، إلى بلاد الشام ، إلى حضارة وادي النيل ، بما فيها الفلسفة الصينية ، والهندية ، ونسبوها كلها لهم .

2ــــ للأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية ، وبخاصة سورية : لأنها التي لم تركع ، وبخاصيتها بوابة الشرق ، فشنت الحرب لتدميرها ، وتمزيق جغرافيتها ، وديموغرافيتها ، وإنهائها ككيان مستقل ، وستُعتبرُ قسمة ( سايكس بيكو ) لعبة صغيرة أمام ما كان مخططاً لسورية وللمنطقة ، تقسيم إثني ، قبلي ، مذهبي ، وهذا التقسيم يمتد بكل تأكيد إلى لبنان ، والأردن ، وممالك الخليج ، ومن باب أولى العراق ، وتلغى فلسطين من الخارطة ، لأن في كل هذا مصلحة اسرائيلية ، ومطلب ـــ أمريكي ـــ أوروبي .

3ــــ اغلاق بوابة البحر الأبيض المتوسط ، أمام السفن الروسية ، واغلاق طريق الحرير أمام الصين ، وهذا يؤدي إلى حصار روسيا ، والصين ، والحؤول دون خروجهما من مجالهما الاقليمي ، وتأكيد سيطرة الغرب الاستعماري سارق الحضارة ، ومزور للتاريخ ، لعقود أخرى .

ولكن الذي كان مضمراً ، وغير معلومٍ من مقبل ملوك الخليج ( الأ غ ب ي ا ء ) ، الذين يهرولون لإعلان تحالفهم مع اسرائيل ، أنه لولا الصمود السوري والتضحيات الجسام ، لوصل الذبح ، والتمزيق إلى ممالكهم ، ونسفت هذه الممالك العتيقة من جذورها .

وهل هناك عاقل في الدنيا يمكن أن يعتقد ، ان الكيان الاسرائيلي كان سيترك هؤلاء الملوك على عروشهم ؟ ، لو نجحت أمريكا واسرائيل ، في كسر إرادة الشعب السوري ؟ ، أم ستكون هذه الممالك ملعباً للاستخبارات الاسرائيلية ؟

وكان سيستبدل ( محمد عبد الوهاب القديم ، بتحريفي جديد ) ، لمتابعة ما بدأه محمد عبد الوهاب القديم ، من تحريف للإسلام ، وقتل المخالف للمذهب الوهابي ( سنة ، وشيعة ) ، كما يحدث الآن في سورية ، واليمن ، وكما حدث في التاريخ ويحدث الآن في العراق .

والمحزن أن ( المثقفين ) العرب ، انصاعوا لمدارس الاستشراق ، واندمجوا بالثقافة الغربية بعلاقة التبعية ، فمنهم من انكفأ إلى التراث الديني وعاش في الماضي ، ومنهم من تَغَرَّبَ ثقافة ، وولاءً ، وأصبح وكيلاً للرأسمالية في وطنه .

ويقول المفكر الغربي ، 0 استيبان أودين ) :

[ العدمية هي الحركة الأساسية للغرب ، وانتشارها لابد أن يؤول إلى كارثة عالمية ] .

لذلك ولكل هذه الأسباب :

[ علينا التوجه شرقاً اقتصادياً ، وثقافياً ، ومحوراً ، والعمل على احياء قيم الشرق ، التي وحْدَها ستنقذ حضارة الشرق ، والغرب ] .

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري