نتنياهو زار السعودية والتقى بن سلمان ، وقريبا سيزور مصر ويلتقي السيسي ومن ثم إلى الامارات إلى أحضان بن زايد ..
الخبر بات عادياً ، فنتنياهو يُنظر له من قبل قيادات هذه الدول على أنه من أهل الدار وليس بغريب عنها ..
الغير عادي هو أن أردوغان قد امتلأ قلبه غيظاً ويبدو أن نتنياهو قد أدار له ظهره ، كيف لا ومخططه الابراهيمي بكل ابعاده المالية والاقتصادية والتوسعية يسير كما يحب ويشتهي ..
أردوغان الذي صدم بإهماله من قبل بومبيو اولا ونتياهو ثانيا ، راح يطلق التصريحات لاستفزاز نتنياهو ، فصارت القضية الفلسطينية والقدس شغله الشاغل ومحور تصريحاته ، وهو بذلك يظن أن تصريحاته ستجعل نتنياهو يركض إليه ويطيّب خاطره بصورة تذكارية ، لكن هيهات أن يلتفت إليه نتنياهو الآن وينشغل عن كنوز الاعراب التي طالما حلم بها...
تماما كما حصل له في خلافاته مع فرنسا خاصة وأوروبا عامة ، فبعد سيل من العنتريات الأردوغانية الاعلامية الفارغة والتي تبعها غزل وتدليس ، اجتمع البرلمان الأوروبي واوصى بفرض عقوبات على تركيا ، ليتبع ذلك قيام قوة عسكرية ألمانية باعتراض سفينة تركية في البحر المتوسط وإخضاعها للتفتيش ، ليتحول بعدها هذا النمر الورقي الأردوغاني الى قطٍ ضعيف ويسارع لسحب سفينة التنقيب التي أرسلها للمتوسط مقابل سواحل اليونان ..
هذا الاحمق الذي قاد بلاده إلى مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية قد تطيح بها عما قريب ، لم يجد أمامه سوى الاستنجاد بأمير دولة قطر العظمى "تميم"، فدعاه على وجه السرعة وأولم له الولائم ، ووقع له على صكوك بيع أملاك وشركات تركية ( معمل الدبابات و 10% من بورصة اسطنبول ، وشركة إدارة مرفأ انطاليا ، وغيرها من العقارات ...الخ ) هربا من شبح الإفلاس المالي والانهيار الاقتصادي ، مما جعل أحد قادة المعارضة التركية يخاطبه بالقول " لم يبقى إلا أن توقع على صك بيع تركيا لأمير قطر "...
ما لم يفهمه هذا الاحمق أن سعره بسعر من ضحت بهم أميركا وإسرائيل من زعماء عرب وغير عرب ، وان نتنياهو لايعنيه أصل الحذاء الذي يرتديه ، ما يهمه أن يكون الحذاء فضفاضا ولا يعيقه في سرعة حركته لتحقيق مصالح "اسرائيل" ، اليوم نتنياهو يخلع نعله التركي ، ويستمتع بنعله الأعرابي ، أليس هو ذاته نتنياهو الذي تحمل زوجته الملابس الوسخة عند مرافقتها لزوجها في رحلاته السياسية للخارج لتغسلها في أماكن الإقامة المخصصة لهم في البلد المضيف توفيرا لثمن المنظفات ؟!!
م. حيان نيوف