كتب أبو فاخر/ العام الجديد ٢٠٢١ على الأبواب...أي خيبات يتجاوزها.. واي امال يحملها.
مقالات
كتب أبو فاخر/ العام الجديد ٢٠٢١ على الأبواب...أي خيبات يتجاوزها.. واي امال يحملها.
4 كانون الأول 2020 , 14:49 م
  لقد باتت الساحه الفلسطينية، وقضية فلسطين في مرحلة تستدعي من كل المخلصين، من كل المناضلين، التحلي بالوعي والمسؤولية والامانه الوطنيه، وقول الكلمة الصادقه والواضحة، وتستدعي المصارحةوالمكاشفه والتمت

 

لقد باتت الساحه الفلسطينية، وقضية فلسطين في مرحلة تستدعي من كل المخلصين، من كل المناضلين، التحلي بالوعي والمسؤولية والامانه الوطنيه، وقول الكلمة الصادقه والواضحة، وتستدعي المصارحةوالمكاشفه والتمتع بشجاعة النقد، نقد التجربة، بمعنى اجراء مراجعه نقدية لمجمل التجربة الفلسطينيه وللمسار السياسي الذي تقلبت عليه، وتستدعي التمتع بشجاعة الاعتذار للشعب عما حل به من ويلات وكوارث... تستدعي في الوقت نفسه إعادة الاعتبار لتشخيص العدو الصهيوني الذي نواجه منذ اكثر من سبعة عقود من الزمن منذ إقامة الكيان الصهيوني، ومنذ اكثر من ١٠٠ عام على وعد بلفور، لأنه للأسف الشديد لا إجماع على تشخيص واحد فلسطينيا، وكذلك عربيا رسميا، ويعد هذا جذر الخلل الذي ترتبت عليه أزمات فكرية وبنيويه وسياسة فلسطينيا وطال الأمر حركة التحرر العربية بمختلف مكوناتها القومية والديمقراطية والاسلامية..ومن جهة أخرى فان يجري تحميل أمريكا والكيان الصهيوني وبعض الانظمه الرسمية العربية المسؤولية و شتمهم وادانتهم واستنكار أفعالهم، و نعفي أنفسنا كفلسطينين من مسؤولياتنا هو هروب من الواقع وتتصل من تحمل المسؤوليه... ففي ساحتنا متخصصون بالتفريط والمساومة... متخصصون في علم ارتكاب الكوارث... في ساحتنا حالة من  إعفاء الذات من المسؤوليه والاكتفاء بالقول اننا لا نستطيع أن نفعل شيئا فامكانتنا لا تسمح والواقع العربي والرسمي والشعبي وما انتجته سنوات ما يسمى (الربيع العربي) خلق مصاعب وتحديات كبيرة وافقدنا الكثير من القدرات!!  في ساحتنا من هم مستفيدين من هذا الواقع فانخرطو بالتالي في خدمة بلاط السلطه وامتيازاتها ولا يخجلون من القول انهم يعبرون عن مصالح وتطلعات وأماني أهلنا في الأراضي الفلسطينيه المحتله عام ٦٧.       

في هذه المقدمة الكثير من العناوين والموضوعات غائبة عن الحوار والنقاش اولا في داخل كل فصيل وثانيا في عموم الساحة الفلسطينيه، فجرى افساح المجال لملفات وموضوعات جري تكريس اجتماعات متلفزه لها، ويا ليتها اجتماعات فالذي طغى عليها هو الخطابات في القاعه والتصريحات خارجها مع وسائل الإعلام ومن ثم عقد ندوات تلفزيونيه لمناقشة الموضوع ثم ينفض السامر وما ان يمضي وقت قصير حتى تعود الأمور إلى سيرتها الأولى وما تشهده من سجالات ومناكفات والكل يحمل المسؤوليه للآخر لدرجة يصلح فيها القول انها اجتماعات التنكيت والتبكيت وما يدور حولها من سخرية من ناحية واحساس بمرارة الخذلان من ناحية أخرى... وفي كل الأحوال فان الموضوعات المطروحة للبحث والنقاش وعقد الاجتماعات بين الحين والآخر لا تشكل خشبة الخلاص للحالة الفلسطينية وليست الترياق الذي يخلص ساحتنا من الشوائب والسموم والأمراض وكل أوجه الفساد والانحلال القيمي لمرضى السلطة وارتباطاتهم، ولا السبيل للإجابة على التحديات الراهنة الخطيرة التي تحدق بقضية فلسطين، بل هي مضيعة للوقت وإشاعة للاوهام... إن ملفات المصالحة وإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات وتشكيل حكومة هي من وجهة نظرنا حلول عقيمة ليس بوسع احد تحقيقها، وحتى في حالة تحققها لا تشكل الصخرة التي تتكسر عليها المؤمرات ولا الترياق الذي يعطي ساحتنا وقواها القوة والمنعه ولا يشكل جدار الصد لمخططات التصفية لأنها في حقيقة الأمر ترتيبات لتقاسم الحصص وتحقيق المنافع الذاتيه التي يراها كل طرف انها تلائمه وحتى لا يختلط الأمر على أحد أو يعتقد اننا لسنا معنيين بالمصالحة وإنهاء الانقسام بل على العكس فإننا تواقون مثل كل أبناء شعبنا لانهاء هذه الحالة المزرية في ساحتنا...

وينبغي هنا الإشارة الي ان قضيتنا اليوم هي في مرحلة ما بعد انهيار النظام الرسمي العربي ومرحلة ما بعد التطبيع باتجاه بناء تحالفات سياسيه وعسكرية وامنيه وتجاريه واقتصادية بين بعض حكام العرب والكيان الصهيوني..

فلم يعد النظر لفلسطين على أنها قضية يجري الالتفاف حولها ويتوقف على مصيرها مصير الأمة كلها فلقد جرى النظر لها على أنها مشكلة يجب حلها فكانت المبادرة العربيه للسلام خطوة على هذا الطريق لكنها اليوم باتت مشكلة ينبغي الخلاص منها..

إن هذا يحتم من وجهة نظرنا  ان نعطي الأهمية والاولوية للاتفاق اولا على عدد من الأهداف الا وهي حماية قضية فلسطين من براثن التصفية وحماية الحقوق الوطنية من مهاوي التبديد وحماية الهوية الوطنية الفلسطينية من مخططات ومشاريع التغييب..وعلى ضوء ذلك فان كل جهد وطني من شأنه تعزيز النهوض الوطني وتمكين شعبنا من القيام بدوره الكفاحي وبالتالي تأطير جهود وطاقات شعبنا وكل ما من شأنه تعزيز الصمود الوطني على أرض فلسطين وصون وحدة شعبنا وافشال مخططات التفتيت والتجزئه سيكون موضع الإجماع والالتفاف وتشكيل الأرضية لاعادة الاعتبار لابعاد قضيتنا  القومية والدينية والعالمية لتكون قضية فلسطين قضية مركزيه للامه من ناحية وقضية تحرر وطني ونضال عادل تحرري على الصعيد العالمي....ان شروط تحقيق    هذه الخطوات يكمن في إعادة الاعتبار للتشخيص الصائب للكيان الصهيوني بوصفه كيان استعماري استيطاني وغزوة استعمارية وثكنة عسكرية متقدمة لمصالح الغرب الاستعماري وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم تشويه هذا التشخيص وبالتالي فالصراع معه صراع وجود وليس نزاع على حدود فالصراع معه وعلى الأرض هو صراع ضد غزاة مستعمرين وليس صراع ضد قومية أخرى... ويجدر القول هنا أن الهوية الوطنية الفلسطينية قد انبثقت ونمت وازدادت توهجا في معمان النضال الوطني واشتعال الثورة الأمر الذي يؤكد ان حمايتها هو مواصلة النضال... عام جديد يطل علينا قريبا ويفصلنا عنه اسابيع قليله فماذا اعددنا له، انه عام ميلادي جديد يهم البشرية كلها.. لكنه عام نضالي جديد يلقى بثقله على شعبنا وعلى ساحتنا وعلى المقاومين في الأمة كلها.. إن ذكرى انطلاقة فتح وقواتها العاصفة.. انطلاقة الثورة الفلسطينيه المعاصره.. تعد ذكرى انبعاث الهوية الوطنية التي يجري راهنا طمسها وتغييبها.. انها ذكرى امتلاك الشعب الفلسطيني زمام المبادرة وزمام أمور قضيته والتي يجري اليوم تكبيله باتفاقيات ومعادلات وبتعاون وتنسيق أمني.. لقد انطلقت الثورة بعد طول حوار ونقاش في ساحتنا وبعد طول سجال ومناكفات حسمتها فتح بشعارها العملي الكفاحي الا وهو اللقاء على أرض المعركة ففي ميدان المقاومة يتوحد الشعب وتتوحد الجهود ويجري بناء الجبهة الوطنية المقاومة المتحدة لتعيد لقضية فلسطين حضورها ولمقاومة شعبنا وهجها وترسل رسالة واضحة للكيان الصهيوني واسياده وأتباعه ان شعب فلسطين عصي على الاخضاع وان راية المقاومة لن تسقط وشعلتها لن تنطفئ. فليكن العام الجديد عام الأمل. بالنصر المؤزر.

المصدر: موقع اضاءات الاخباري