كتب أبو فاخر/ من المسؤول عما آلت إليه قضية فلسطين وعن حالة الانحطاط السياسي غير المسبوق على يد سلطة الإذعان
مقالات
كتب أبو فاخر/ من المسؤول عما آلت إليه قضية فلسطين وعن حالة الانحطاط السياسي غير المسبوق على يد سلطة الإذعان
عدلي الخطيب
4 أيلول 2021 , 15:53 م
  سؤال طالما يتردد في الاجتماعات السياسية , في المناقشات وأحياناً في السجالات الإعلامية وهو اليوم الأكثر حضوراً ويكاد يكون السؤال اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي والمناقشات التلفزيونية ومراكز الإع

 

سؤال طالما يتردد في الاجتماعات السياسية , في المناقشات وأحياناً في السجالات الإعلامية وهو اليوم الأكثر حضوراً ويكاد يكون السؤال اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي والمناقشات التلفزيونية ومراكز الإعلام على مختلف تنوعها وأشكالها ومراجعها وغاياتها . 

ربما سيكون ما أقوله هنا غريباً بعض الشيء بالشكل وخاصة إذا ذهبت للقول أن الأمر بات مرهوناً بالتاريخ هو الذي يقول كلمته مرهوناً بحكم الشعب وهو حكم عادل ..وهو حلم قادم طال الزمن أم قصر .

تكرار السؤال عمن نتحمل المسؤولية يقود الى المزيد من الضياع والتوهان ولن يخرج أحد بإجابة شافية وافية لأنه سيظل يجعل من قضية فلسطين وعناوينها وأبعادها وأعماقها وللتجربة الفلسطينية التي تأسست على انطلاقة فتح في الثورة الفلسطينية مطلع عام 1965 مجرد آراء ووجهات نظر وتنظيرات تارة تذهب للواقعية (الوقائعية) وتارة تذهب لتحقيق ما يسمى الشرعية الدولية وقرارات المجتمع الدولي وتارة يذهب إلى موازيين القوى السائدة على الصعد الإقليمية والعربية والدولية , وتارة يحمل المسؤولية للحكام العرب ومواقفها ومعاهداتها مع العدو الصهيوني . 

وأظن والله أعلم أنه لا يوجد في الكرة الأرضية أكثر من بعض الفلسطينيين أمهر وأقدر على التنظير لموازيين القوى وقرارات الشرعية الدولية لتسويق ثقافة الهزيمة واليأس .. انها مفردات البؤس والهزيمة والانحطاط جهاراً ونهاراً لشرف وكرامة الشعب الفلسطيني وقضيته وهي أعدل قضايا البشرية .

من المسؤول سؤال يقود بقصد أو غير قصد لتبرئة الذات ففي ساحتنا من المهرة الذين يتقنون تبرئة الذات .. ولسان حالهم دوماً لقد قلنا لقد أدنا واستنكرنا ! لقد قدمنا التضحيات والشهداء والجرحى والأسرى ! فماذا بوسعنا أن نعمل . 

سؤال من المسؤول لا طائل منه لا فائدة ترجى من طرحه وهو ليس بيت القصيد ولم يعد تكرار القول أن أصحاب برنامج النقاط العشرة هم الذين رسموا درب السقوط وأن أصحاب نهج التسويات وما أسفرت عنه هم الذين فتحوا باب الخيانة على مصراعيه .

قضيتنا , قضية فلسطين , أعدل قضايا الأرض نبلاً وحقاً هي أكبر من هذا الاسترجاع لأنه يقود الى المزيد من التخبط والضياع والتوهان . 

قضية فلسطين باتت اليوم تحتاج لمن يرفع الراية يحمل الأمانة ويتنكب المسؤولية وهو سؤال أكبر وأقدم من سؤال ما العمل ! أقدم وأعمق ولا ينتظر جواباً على ما العمل ليقال بناء حزب من طراز جديد ! ولا عن ضرورة المطالبة بالإقلاع عن أوهام التسويات والحلول . 

سؤال من يرفع الراية ويتنكب المسؤولية هو الذي يحمي القضية وليس غيره ..واذا كانت ساحتنا الفلسطينية للأسف الشديد تعيش أزماتها وإخفاقاتها وبلاويها ..فشعبنا شعب مقاوم قادر على الخروج من الأزمة وقادر على إيجاد سبل حماية القضية وقد فعل هذا مراراً عبر التاريخ , هو الذي يفرز طلائعه ومن صفوفه وصموده ونضاله وتراثه الكفاحي تخرج الكادرات والطاقات الوطنية فللشعب قضيته هو الذي يمتلكها ويحميها ويقبض عليها بالنواجذ . 

هذا ليس تحليل سياسي .. هذا ليس برنامج عمل ..لن اسمح لنفسي منذ اليوم أن أقول من المسؤول لأنه سؤال الهروب من النضال والمزيد من الضياع والتوهان وإدخال القضية في دهاليز عتمة لا تنتهي .

سؤال من يرفع الراية ويتنكب المسؤولية ويجعل منها أمانة وطنية يحاسب عليها الشعب ويحكم عليها التاريخ هو الذي ينير الدرب ويحمل الشموع ويشق درباً مشرقاً يضيء على العالم ..عالم لا وجود فيه لأبشع أشكال الاستعمار الاستيطاني في العالم أبشع 

 

أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الإنتفاضة

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري