بالفيديو السد العالي ومعلومات عن بنائه وأسرار نقل معبد أبو سُنبل..
أخبار وتقارير
بالفيديو السد العالي ومعلومات عن بنائه وأسرار نقل معبد أبو سُنبل..
14 كانون الثاني 2021 , 19:06 م
السد العالي ومعلومات عن ظروف بناؤه وأسرار نقل معبد أبو سنبل بسبب السد 

 

 

السد العالي ومعلومات عن ظروف بناؤه وأسرار نقل معبد أبو سنبل بسبب السد 

مصر

بمناسبة حلول الذكرى الخمسين لبناء السد العالي ،  المشروع المائي العملاق بأيد مصرية وبمساعدة الخبراء السوفيت، نستذكر وإياكم أهم المعلومات عن ظروف بناؤه و مشروع نقل معبد رمسيس الثاني في أبو سنبل من مكانه لحمايته من خطر الغرق.  

 

السد العالي : 

 هو سد مائي على نهر النيل في جنوب مصر، أٌنشئ في عهد الزعيم الراحلو جمال عبد الناصر وشارك السوڤييت في بناءه.

ساعد السد العالي بشكل كبير في التحكم بتدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل. و يستخدم لتوليد الكهرباء في مصر.

طول السد 3600 متر، عرض القاعدة 980 متر، عرق القمة 40 متر، والإرتفاع 111 متر. حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من إسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلال السد تدفق مائي يصل إلى 11.000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.

وأصبح بناء السد العالي هدفا رئيسيا للحكومة المصرية في أعقاب الثورة المصرية عام 1952، لإمكان السيطرة على مياه الفيضانات، وتسخير القوة الكهرمائية  التي يمكن أن تُنتج، وقد إعتبرت نقطة محورية للتصنيع في مصر.

شيد السد العالي بين الأعوام 1960 و1970. وهو يهدف إلى دعم وتطوير الإنتاج الاقتصادي من خلال تنظيم المخزون السنوي للنهر ويطلق عليه الفيضان وتوفير المياه وتخزينها  للزراعة،  فيما بعد، ولتوليد الطاقة الكهرومائية وكان السد له تأثير كبير على الإقتصاد وثقافة مصر خلال تلك المرحلة.

 

قصة بناء السد  العالي :

 

 

كانت أول محاولة سجلت لبناء سد قرب أسوان في القرن الحادى عشر الميلادى، عندما استدعي الموسوعي الأول والمهندس العراقى ابن الهيثم (المعروف باسم «ابن الهيثم» في الغرب) إلى مصر من قبل الخليفة الفاطمي، الحاكم بأمرالله, لتنظيم الفيضان من النيل وهي مهمة تحتاج في وقت مبكر لمحاولة تشمل سد أسوان بعد الإقتناع بعدم جدوى العمل الميداني لهذه الخطة, وخوفا من غضب الخليفة فإنه قد تصنع الجنون واُحتجز بموجب أمر إعتقال منزلى من 1011 حتى وفاة الخليفة الحاكم بأمر الله في 1021، وفى خلال هذه الفترة أنجز عمله المتميز كتاب البصريات.

كانت الزراعة قبل وجود السد  تمر بمرحلتين، يأتي الفيضان، فيغمر الأراضي الزراعية، وتتلف المحاصيل، أو لا يأتي الفيضان فتؤدي قلة في المياه المطلوبة للزراعة إلى انهيار المحاصيل وبور الأرض.

حاول المصريون علاج الأزمة بإقامة مشروعات تخزين مثل خزان أسوان وخزان جبل الأولياء على النيل للتحكم في إيراد النهر المتغير، كما أُقيمت القناطر على النيل لتنظيم الري إلا أن التخزين السنوي لم يكن إلا علاجاً جزئياً لضبط النيل والسيطرة عليه، فإيراد النهر يختلف اختلافاً كبيراً من عام إلى آخر إذ قد يصل إلى نحو 151 مليار متر مكعب أو يهبط إلى 42 مليار متر مكعب سنوياً .

حتى جاء اليوناني «أدريان دانينيوس»، مهندس يوناني، تقدم بمشروعه عدة مرات لحكومات ما قبل ثورة يوليو، غير أنه لم يلاق أي استجابة.

وفي عام 1953، قرر االمهندس اليوناني عرض مشروعه مرة أخيرة على النظام الجديد «مشروع بناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه».

حظي باهتمام كبير من جانب القيادة الثورية وكلف قائد الجناح جمال سالم، عضو مجلس قيادة الثورة، بتولي مسؤولية هذا المشروع إلى جانب الفنيين في المجالس والهيئات المتخصصة الذين سيتولون البحث والدراسة.

 

بداية الدراسات الهندسية

 

بدأت الدراسات في 18 أكتوبر 1952 بناء على قرار مجلس قيادة ثورة 1952 من قبل وزارة الأشغال العمومية (وزارة الري والموارد المائية حاليا) وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات حيث استقر الرأي على أن المشروع قادر على توفير احتياجات مصر المائية.

وفي أوائل عام 1954 تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، وقد قامت لجنة دولية بمراجعة هذا التصميم وأقرته في ديسمبر 1954 كما تم وضع مواصفات وشروط التنفيذ.

 

معركة التمويل :

 

طلبت مصر في البداية من البنك الدولي تمويل المشروع، وبعد دراسات مستفيضة للمشروع أقر البنك الدولي جدوى المشروع فنيًا واقتصاديًا، في ديسمبر 1955 تقدم البنك الدولي بعرض لتقديم معونة بما يساوي ربع تكاليف إنشاء السد إلا أن البنك الدولي سحب عرضه في 19 يوليو 1956 بعد ضغوط من إنكلترا وفرنسا والولايات المتحدة.

وسبب الضغوط أنه كانت مصر قد أبرمت  صفقة أسلحة في 27 سبتمبر 1955، وبلغت قيمتها 250 مليون دولار، لشراء أسلحة سوڤيتية الصنع تم تمريرها عن طريق تشيكوسلوڤاكيا. كانت الصفقة جزء من برامج المساعدات العسكرية والاقتصادية التي قدمها الاتحاد السوڤيتي وكانت تلك الصفقة بمثابة الحدث الذي جر منطقة الشرق الأوسط بعد ذلك إلي سلسلة من التداعيات التي تركت آثارها علي شكل النظام الدولي وتوازن القوي الذي كان سائداً.

وقضت هذه الصفقة على احتكار الغرب للسلاح، وأعطى للعالم الثالث فرصة جديدة للانطلاق و بناء الجيوش الوطنية.

كما  إستاءت الولايات المتحدة من امتناع مصر عن الإنضمام الى حلف بغداد ومن سياسة عدم الانحياز التي انتهجها الرئيس جمال عبد الناصر. و بسبب، اعترافها بالصين الشيوعية، ومواجهتها لسياسة الأحلاف العسكرية. 

وعندما أُثير موضوع تمويل مشروع السد العالي في الكونجرس الأمريكي  استمرت المحادثات حول تمويل بناء السد العالي سبعة شهور، وفي نهاية الأمر أبلغوا السفير المصري في الولايات المتحدة بلهجة شديدة بامتناعهم عن تمويل بناء السد.

  أرسلت لجنة الاعتمادات بالمجلس مذكرة في 16 يوليو 1956 برفض تخصيص أموال لمشروع السد العالي، وكان الهدف هو الثأر من مصر  وفي 19 يوليو 1956 قررت الولايات المتحدة سحبها لعرض المساهمة في مشروع السد العالي.

و امتنعت الولايات المتحدة عن تمويل مشروع السد العالي في أسوان. وبعد يومين وصل رفض مماثل من بريطانيا ومن بنك التنمية والإعمار الدولي. 

كان رفض واشنطن تمويل سد اسوان يهدف الى الضغط السياسي على الحكومة المصرية .

 

وبصدور هذا القرار اتجهت مصر نحو الاتحاد السوڤياتي  لمساندتها في بناء السد العالي، وبالفعل قام بإرسال الفنيين وسفن الإرشاد بعد سحب المرشدين من قناة السويس (نتيجة لقرار مصر بتأميم قناة السويس. وصدر البيان الثلاثي الأمريكي ـ الفرنسي ـ البريطاني بلندن في 2 أغسطس 1956، الذي ندد بعدم شرعية قرار مصر في التأميم، فتحرك الاتحاد السوڤيتي لدعم مصر، وسارع بشحن الأسلحة إليها، وزاد من عدد خبرائه ودبلوماسييه الذين أوفدهم إلى مصر) ، وفي 27 ديسمبر 1958، وقعت مصر اتفاقية مع الاتحاد السوڤيتي لاقتراض 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولى من السد. وفي مايو 1959 قام الخبراء السوڤييت بمراجعة تصميمات السد واقترحوا بعض التعديلات الطفيفة  على الاتفاقية الثانية مع روسيا (الاتحاد السوڤيتي سابقاً) لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد. وبلغ إجمالي التكاليف الكلية لمشروع السد العالي حوالي 450 مليون جنيه.

 

إنشاء السد : 

 

بدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من السد في 9 يناير 1960 وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتى منسوب 130 مترًا، في منتصف مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلى قناة التحويل والأنفاق وإقفال مجرى النيل والبدء في تخزين المياه بالبحيرة.

 

 

وفي المرحلة الثانية تم الاستمرار في بناء جسم السد حتى نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء.

 

في أكتوبر 1967، انطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي، وفي عام 1968، بدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالي.

اكتمل صرح المشروع في منتصف يوليو 1970، وأقيمت احتفالية كبيرة حضرها الرئيس الروسي نيكاتا خروشوف.

 

- في 15 يناير 1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي.

حمى السد العالي مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد في الفترة من 1979 إلى 1987 حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل.

ماذا عن خبايا وأسرار عملية إنقاذ معبد أبو سنبل

بنى المصريون القدماء على جبل في أبوسمبل، قبل أكثر من 3000 عام، معبدين كرسا للفرعون رمسيس الثاني، الأعظم في التاريخ المصري القديم، وزوجته الملكة نفرتاري.

تبين أن معبد أبو سبل وفق مشروع السد العالي سيكون عرضة لأن تغمره المياه ما تطلب نقله من مكانه.

و تطلب ذلك  ؛نقل معبد أبو سنبل للمحافظة على سلامة هذا الصرح التاريخي الفريد، المهمة الصعبة التي أنجزت في عملية هندسية وفنية ضخمة ومعقدة.

 

وأدركت القاهرة في ذلك الوقت أنها أمام مهمة صعبة للغاية فكان أن لجأت إلى "اليونسكو" في عام 1959، وبدأت أكبر عملية هندسية وأثرية متعددة الجنسيات لإنقاد معبد أبوسنبل.

 وتطلبت الخطة أن ينقل المعبد الضخم بتماثيله هائلة الحجم إلى مسافة 65 مترا بعيدا عن النهر، وإلى 200 متر إلى الجانب، وأن يعاد تركيبه على تلة صناعية.

 

وبدأ العمل في هذا المشروع الخيالي في عام 1964، واستخدمت في هذه العملية الفنية والهندسية مجموعة متنوعة من الأدزوات تراوحت بين المناشير اليدوية إلى الرافعات العملاقة

وقام الخبراء بتقطيع تماثيل المعبد الضخمة إلى كتل يبلغ وزنها 20 طنا، ونقلت إلى الموقع الجديد وجرت عملية إعادة تجميعها وتركيبها، بدقة متناهية، بتفاوض ضئيل قدره +- 5 مم.

وتوجت عملية نقل معبد أبوسنبل الفريدة بالمحافظة على الاتجاه الأصلي وفق ما كان عليه المعبد في الموقع الأصلي، فيما أنجزت عملية النقل في عام 1068 وكلفت 40 مليون دولار.

ومع كل ذلك، لم يتوقف العمل بهذا الشأن حتى عام 1980، حيث جرى نقل 22 نصبا ومجمعا بمساعدة 40 بعثة فنية من مختلف قارات العالم.

ومنذ ذلك التاريخ، تسير مياه النيل، واهبة الحياة لمصر، وادعة تنشر الخضرة والنماء على الضفاف، ويطل رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري في مظهر مهيب، يشهد من ضفة النهر الخالد على عظمة الحضارة المصرية، وقدرة إنسان هذه الأرض على صنع المعجزات.

 

 

 

 

 


المصدر: مموقع إضاءات الإخباري