
تحليلات العدو : صاروخ حزب الله وضع "إسرائيل" أمام معضلة، وذعر متزايد من الجبهة الشمالية وتدريب إسرائيلي يحاكي قتالاً عند الحدود مع لبنان
فلسطين المحتلة
عين على العدو
اعتبر محللون عسكريون إسرائيليون أن إطلاق حزب الله صاروخا مضادا للطائرات باتجاه طائرة استطلاع بدون طيار إسرائيلية، من طراز "هرمس 450"، والتي كانت تحلق في الأجواء اللبنانية ، وضع الكيان الإسرائيلي أمام معضلة، بين تآكل ردعها وبين عدم رغبتها بتصعيد عند الحدود مع لبنان، و باشارة إلى أن الصاروخ الذي أطلقه حزب الله من صنع روسي.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، اليوم إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي حاول فيها حزب الله استهداف طائرة إسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية، إلا أنه اعتبر أن "حزب الله فعل ذلك في الماضي لسبب وسياق واضحين، بينما بدا أن إطلاق الصاروخ جاء من لا مكان.
ورغم أن سلاح الجو عمل في سماء لبنان بشكل مكثف في الأيام الأخيرة، لكن هذا كان جمع معلومات عاديًا وليس خطوة هجومية".
وأضاف ليمور أن حزب الله أراد بإطلاق الصاروخ أن يردع إسرائيل، وتنفيذ تعهد أمين عام الحزب، حسن نصر الله، باستهداف طائرات إسرائيلية في الأجواء اللبنانية، "وربما كان ذلك محاولة متأخرة لجباية ثمن على مقتل ناشط حزب الله في الغارة الإسرائيلية في مطار دمشق، في الصيف الماضي، والذي أدى إلى توتر مستمر منذ عدة أشهر" بحسب وصفه.
واستبعد ليمور التقديرات التي تعالت بأن حزب الله أطلق الصاروخ المضاد للطائرات بهدف التلميح لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأنه الأجدى له أن يسارع في رفع العقوبات عن إيران، ووصفها بأنها "ليست معقولة". ورأى ليمور أن "العكس هو الصحيح: المصلحة الإسرائيلية هي أن تكون هذه الجبهة هادئة. ولإسرائيل خصوصا، توجد مصلحة بالربط بين إرهاب حزب الله والاتفاق النووي".
وأشار إلى أن حزب الله استخدم صاروخا مضادا للطائرات من صنع روسي، "واستخدم في السابق صواريخ كهذه باعتدال، كي لا يثير غضب روسيا، وكذلك من أجل الاحتفاظ بهذا السلاح الإستراتيجي لحالة الطوارئ. وتخوف حزب الله من أن يؤدي إطلاق صاروخ كهذا إلى تدمير المنصة التي أطلقته، من دون
صواريخ SA-6
من هنا، اعتبر ليمور أنه "ليس واضحا لماذا امتنع سلاح الجو عن تدمير مباشر للمنصة التي أطلقت الصاروخ، مثلما يفعل في أحيان متقاربة في الهجمات المنسوبة له في سورية. فالصواريخ المضادة للطائرات تعتبر منذ سنين أنها ’تخلّ بالتوازن’، وإسرائيل تستثمر جهودا هائلة في منع نقله إلى حزب الله، الذي يهتم به من أجل تشويش التفوق الجو الإسرائيلي في لبنان في الأيام العادية، وخاصة في حرب مستقبلية".
مواضيع ذات صلة/اضغط هنا:
ورأى ليمور أن "الارتباكات لوقت طويل حيال طبيعة رد الفعل بثّ ترددا. فقد نفذ حزب الله عملية هجومية، تتجاوز أي تفاهم. والامتناع عن رد فعل شديد سيلمح له أن عمليته كانت مقبولة، وسوف يعمل ثانية. وهذه عملية خطيرة للتعود وهي معروفة جيدا من سنوات إطلاق المقذوفات من لبنان وغزة. وهذه عملية تؤدي إلى تآكل الردع، وفي نهايتها ستطالب إسرائيل برد فعل أشد بكثير والتي بالضرورة قد نقود إلى تصعيد واسع".
"ممارسة ضغوط على إدارة بايدن"
بدوره المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، إلى أن الصاروخ المضاد للطائرات الذي أطلقه حزب الله، هو من طراز 6-SA، وأن المرة الأخيرة التي أطلق فيها صاروخا كهذ كانت في تشرين الأول/أكتوبر العام 2019، في أعقاب غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة في الضاحية الجنوبية في بيروت.
واعتبر بن يشاي أنه "يبدو أن لا سبب خاصا يدفع حزب الله إلى استخدام بطارية صواريخ مضادة للطائرات، التي حصل ويخفيها ويحتفظ بها لمواجهة واسعة، أو حرب مع إسرائيل"، لكن عدة أسباب لإطلاق الصاروخ، بينها أن "حزب الله يريد تصعيد التوتر في لبنان للتهرب من الانتقادات ضده بين المواطنين اللبنانيين واتهامه بالأزمة السياسية والاقتصادية والصحية"، وأن "مواجهة مع إسرائيل ستمكن حزب الله من إثبات أنه ’حامي لبنان’، وسيسكت الانتقادات".
وبحسب بن يشاي، فإن سببا آخر هو أن "حزب الله أجرى تحسينات لمنظومة المضادات الجوية القديمة التي بحوزته، ويحاول تجربة هذه التحسينات وما إذا ستمكنه من ضرب طائرات
إسرائيليةمن دون طيار. وعمليا هذا قد يكون تجربة على سلاح".
تقديرات متشددة في جهاز الأمن الإسرائيلي : الجبهة مع لبنان قابلة للإشتعال وبالنسبة لحزب الله ما زال الحساب مفتوحاً
هذا وتشير التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن الواقع عند الحدود مع لبنان ما زال قابلا للاشتعال، رغم الشعور بأن التوتر هناك قد تراجع في الفترة الأخيرة، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف"
"التقديرات المتشددة" في جهاز الأمن هي أنه "بالنسبة لحزب الله، ما زال الحساب مفتوحا" منذ إستشهاد أحد عناصر حزب الله في غارة إسرائيلية قرب دمشق، في تموز/يوليو الماضي، وإثر إعلان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بالانتقام لمقتله بقتل جندي إسرائيلي
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله حاول تنفيذ هجومين، الأول في مزارع شبعا عندما دخل مسلحون من لبنان إليها وانسحبوا إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار باتجاههم، في نهاية تموز/يوليو الماضي. ومحاولة تنفيذ هجوم ثان، بعد شهر من الأول، كانت بإطلاق نار قناصة باتجاه جنود إسرائيليين قرب بلدة منارة الحدودية بحسب التقرير
وقالت الصحيفة إن جهاز الأمن تحسب من هجمات أخرى بين الهجومين المذكورين وبعدهما، لكن هجمات كهذه لم تخرج إلى حيز التنفيذ.
وقال الصحيفة إن لدى الجيش الإسرائيلي "خطة درج" للرد على هجوم ينفذه حزب الله ويُقتل فيه جندي إسرائيلي، وتقضي بشن هجمات تسفر عن "قتلى كثيرين" في حزب الله. " بحسب وصف الصحيفة وهذه خطة درج جرى تحضيرها مسبقا، وفيما إخراجها إلى حيز التنفيذ متعلق بمصادقة المستوى السياسي وتوصية من الجيش فور مقتل جندي".
وأشارت الصحيفة إلى أن مشروع دقة الصواريخ في حزب الله هو "التحدي الأكبر الذي على ما يبدو يتعين على إسرائيل التعامل معه. والمعضلة البالغة هنا هي ما إذا كان ينبغي العمل ضد هذا المشروع في الأراضي اللبنانية".
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل عملت ضد مشروع دقة الصواريخ ضمن عدة غارات في الأراضي السورية، ومرة واحد في الضاحية الجنوبية في بيروت، بواسطة غارة نفذتها طائرة مسيرة، في آب/أغسطس العام 2019. وكانت الأنشطة الإسرائيلية الأخرى ترمي إلى كشف معلومات استخباراتية حول هذا المشروع وبهدف عرقلته.
وتابعت الصحيفة أنه "رغم أنشطة قواتنا التي عرقلة وعملية تشويش على المشروع، فإنه في إسرائيل يرصدون استمرار محاولات حزب الله لدفع المشروع قدما في الأراضي اللبنانية. وذلك، فيما هو يوزع عملية الإنتاج بين أماكن مختلفة في الأراضي اللبنانية، من أجل الحفاظ على المشروع تحت غطاء السرية وبحيث يكون صعبا على الاستخبارات الإسرائيلية أن ترصده".
وأشارت الصحيفة إلى أن جهات في جهاز الأمن الإسرائيلي تعتقد أن "إسرائيل ستقف العام الحالي أمام قرار حول ما إذا كانت ستعمل ضد المشروع في الأراضي اللبنانية أيضا، وفي عمليات كهذه بإمكانها أن تؤدي إلى حرب ضد حزب الله أيضا".
إعترافات ضابط كبير في قيادة الجبهة الشمالية في جيش الإحتلال :
هذا وقد حذّر ضابط كبير في قيادة الجبهة الشماليّة في الجيش الإسرائيلي سابقاً، من احتمال أن ينفّذ "حزب الله" هجومًا في "المستقبل القريب" ومن المحتمل أن ذلك "لا يمكن منعه"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "يسرائيل هيوم" .
وزعم الضابط أن الجيش الإسرائيلي "سيردّ بشدّة غير مسبوقة على حادث من هذا النوع" بخلاف عدم إطلاق النار على خلية لـ"حزب الله" اجتازت الحدود في تمّوز/يوليو الماضي. علمًا بأنّ "حزب الله" ينفي أن يكون شنّ هجومًا من هذا النوع.
وأقرّ الضابط الإسرائيلي بصعوبة الشرح لمقاتليه لماذا لم يقضٍ على خليّة "حزب الله"، وأوضح أنّ "القرار معقّد، واتخذ من قناعة بأننا إن قضينا على الخلية، فالأمر سيقود إلى تصعيد واسع هذا ليس وقته. لكن من المهم الفهم: هذه هي المرّة الأولى منذ الانسحاب من لبنان نتجهّز لاستيعاب خلية وللقضاء عليها".
وقال الضابط "الحدود الشمالية تقترب من حادث تصعيدي، حتى أيام قتاليّة" وتابع "أنا مقتنع أنه سيحدث في المنطقة حادث سيكون أكثر قوّة من حادث ’هار دوف’ (مزارع شبعا المحتلة)، الأمر الذي قد يؤدّي إلى إصابات في الأرواح. الاحتمال أن يقع عنا هجوم يسفر عن إصابات كبير، وهذا يتطلّب منا أن نكون جاهزين. احتمال اندلاع أحداث يرتفع".
وتعدّ القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أنّ التصعيد بدأ في أيلول/سبتمبر 2019، عندما استهدف عناصر من "حزب الله" موقعًا ودورية عسكريّين إسرائيليّين قبل أن تسفر غارة إسرائيلية في سورية، في تموز/يوليو الماضي عن إستشهاد عنصر في "حزب الله" وتوعّد بالردّ بقتل جنود إسرائيليين بحسب وصف إعلام العدو
وزعم الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله" حاول الانتقام مرّتين، الأولى في تموز/يوليو والثانية في آب/أغسطس، وأكد الضابط الإسرائيلي "هذا الحادث لم ينته – نحن على جاهزية قصوى منذ ذلك الحين وحتى الآن"...
القلق الإسرائيلي وتدريب إسرائيلي يحاكي قتالا عند الحدود مع لبنان
هذا وقد بدأ الجيش الإسرائيلي تدريبا عند الحدود الإسرائيلية – اللبنانية اليوم، الثلاثاء، وسيستمر حتى عصر غد، الأربعاء. وأطلق الجيش على التدريب تسمية "عاصفة البرق".
وجاء في بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أن "غاية التدريب تحسين جهوزية قوات الجيش في قيادة المنطقة الشمالية عند الحدود، وستلاحظ خلاله حركة نشطة لقوات الأمن والمركبات، وسيُسمع دوي انفجارات في المنطقة، وستنشر حواجز في عدة طرق في منطقة الشمال. ولن يتم إغلاق طرق بشكل فعلي".
وأضاف البيان أن "التدريب سيختبر شكل تطبيق العِبر من أحداث عسكرية وقعت عند حدود لبنان في الصيف الأخير، وستتدرب القوات على عدة سيناريوهات محتملة، وبضمنها سيناريو ’يوم قتال’".
ويأتي هذا التدريب في أعقاب محاولة حزب الله تنفيذ هجومين ضد مواقع للجيش الإسرائيلي انتقاما لاستشهاد أحد عناصره في غارة إسرائيلية قب دمشق، في تموز/يوليو الماضي بحسب اعلام العدو
وفي الشهر نفسه، دخل أربعة عناصر من حزب الله، بحسب الجيش الإسرائيلي، إلى مزارع شبعا واقتربت مسافة 50 مترا من موقع عسكري، لكن الجيش الإسرائيلي أطلق النار باتجاههم ودفعهم إلى مغادرة المزارع عائدين إلى الاراضي اللبنانية دون تسجيل إصابات.
وأضاف إعلام العدو أنه وبعد ذلك بأسابيع، أطلق قناصة من الأراضي اللبنانية نيران باتجاه موقع عسكري قرب بلدة منارة الحدودية الإسرائيلية من دون تسجيل إصابات بين الجنود الإسرائيليين. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق نيران مدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية وقنابل إضاءة فوق مناطق في جنوب لبنان وقريبة من الحدود...
واستمر الجيش الإسرائيلي في رفع حالة تأهب قواته على طول الحدود مع لبنان، التي تشهد توترا. ولا يزال جيش الإحتلال الإسرائيلي يتوقع هجمات من جانب حزب الله، رغم تقديرات بأن حزب الله لن يقدم على هجوم كبير يؤدي إلى تصعيد واسع بحسب الاعلام.
وذكر بيان الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه "سيستمر بالاستعداد وتحسين جهوزيته عند حدود لبنان طوال الوقت، ومن خلال تنفيذ مهمات دفاع عن سكان الشمال".
اعلام العدو



