كتب د. حسان الزين:
الزعيم يعرف ماذا يريدون يرتب اوضاعهم يوظفهم يلبسهم مدراء, رؤوساء و وزراء يغدق عليهم مال الله.. ويسلطهم على رقاب الناس, من تكلم صدقا هتكوه ومن تفوه حكمة رجموه ومن فعل أمرًا مخالفا اقتحموا عليه داره ..
الزعيم يعرف ما يريد أما الحاشية تتبدل كيف يشاء البيك وتتغندر بين كعاب عالية ولهاة مولود جديد يحملون لهم الاوزار ويسألون الله ان يديم النعمة عليهم بطول عمر الطربوش العالي ....
الحواشي اكثر لؤما من الزعيم فالزعيم أرأف بقطيعه من الذئاب الداشرة ...
ولكن يا ترى من هو الزعيم .....سؤال يحير ارباب العقول وفلاسفة الدهور ويعجز القلم النطاسي أن يصف جسمهم ونفوسهم يجهل احوالهم حتى الزعيم نفسه متى ينقضون على جسد سليمان لعل بعض جنود ربك يكشف المستور ولايجد اللبيب جوابا واضحا وموحدا لصفاتهم .. قد يكون الزعيم صغيرا كبيرا .. سياسيا دوليا محليا وطنيا قرويا طائفيا مذهبيا .. وقد يكون مستشارا جديد النعمة او قديما محنك عصرته تجارب الملوك والأمراء والوزراء والزعماء ... انها النفس البشرية التي تقتل ذاتها وتدمر اخلاقها وتهجر احبابها الى مصالح كبرى واوهام شتى .
الزعيم قد يكون شيعيا سنيا درزيا مسيحيا معمما مثقفا وزيرا نائبا حتى مدير غروب لبعض افراد مسالمين لا تستغربوا الزعيم في كل مكان وفي كل محلة
تروي مآثره خلق ... لقد تبارى المتنبي وشوقي على الزعامة فقال ملك الشعراء انام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراه ويختصم .. بينما ذهب شوقي الى القول رواة قـصـائدي فـاعجب لـشعر ...
بــكــل مــحـلـة يــرويـه خــلـق. فالاول راح يعاتب سيف الدولة فأسمع العدل من به صمم والثاني تغني ببني امية فاسمع بعض الخلق شعره ....
فكم زعيم صغير ينتظر ان يرحل المعلم الاكبر .....ألا ترون ان فرعون قال وانا علمتكم السحر ...... احذروا الطرابيش الجديدة على لائحة الانتظار...... كلما جاءت امة لعنت أختها .....
بقلم الدكتور حسان الزين
