كتب محمّد الفاتح: جواسيس وخونة برتبة امراء ورؤساء وزارات..
عين علی العدو
كتب محمّد الفاتح: جواسيس وخونة برتبة امراء ورؤساء وزارات..
1 آذار 2021 , 22:27 م
كتب محمّد الفاتح:  طبعاً كلنا نعرف الأمير السعودي الوليد بن طلال، أمّه اسمها منى رياض الصلح، والدها هو رياض الصلح (1894 - 16 يوليو 1951) أول رئيس وزراء للبنان بعد استقلالها. سنبدأ من موت رياض الص

كتب محمّد الفاتح:

 طبعاً كلنا نعرف الأمير السعودي الوليد بن طلال، أمّه اسمها منى رياض الصلح، والدها هو رياض الصلح (1894 - 16 يوليو 1951) أول رئيس وزراء للبنان بعد استقلالها.
سنبدأ من موت رياض الصلح جد الوليد بن طلال لأمه،لأن موته هو القصة كلها.

في 16 يوليو 1951 وبينما هو ذاهب إلى مطار ماركا في شمال شرق العاصمة الأردنيةعمّان بالأردن، ليعود إلى بيروت بعد زيارة قام بها إلى عمّان لبيع اراضي الفلسطينيين لليهود، أرداه عدد من رجال الحزب السوري القومي الاجتماعي، بإطلاق النار عليه في سيارته .
كان رياض الصلح صديقاً مقرباً جداً للجاسوس الصهيوني كامل حسين اليوسف، وبينهما تعامل وصفقات مشبوهة وقذرة تفوح منها روائح الخيانة العظمى. 

حسناً : من هو الجاسوس كامل حسين اليوسف وما قصته ؟ :
«كامل حسين اليوسف يقال: إنه لبناني، ويقال: إنه سوري أو فلسطيني مُنع من دخول لبنان سنة 1945، ثمّ رُفع عنه الحظر من قِبل رياض الصلح شخصياً ومُنح الجنسية اللبنانية.
وكما يؤكّد الأمير عادل أرسلان، في مذكراته: ف «إنّ الجاسوس كامل اليوسف كان من أصدقاء رياض الصلح»... (مذكرات عادل أرسلان، الجزء الثاني، ص 832 ).
كان كامل اليوسف يملك نصف الأراضي في إحدى قرى الحولة، باعها لليهود وضغط وتحايل، وهدد أهل القرية البسطاء لبيع الأراضي للوكالة اليهودية، فاشترى الصهاينة ما يقارب 80% من الأراضي التي اشتروها، بواسطته! 
ويذكر أكرم الحوراني في مذكّراته المزيد من المعلومات عن هذا الجاسوس، كون الحوراني كان من المقاتلين في شمال فلسطين في حرب 1948، فيقول:
«كامل الحسين إقطاعي متنفّذ من أهالي قرية الخالصة في شمال الحولة، وزعيم عشيرة في تلك المنطقة، وهو من خرّيجي الجامعة الأميركية في بيروت (اسم الجامعة وقتها هو : الجامعة السورية البروتستانتية)، وقد أسسها دانيال بليس المُنَصِّر (المبشّر)
الأمريكي المولود عام 1823) .
الجاسوس كامل اليوسف صديق رياض الصلح كان عميلاً لحكومة الانتداب البريطانية في فلسطين المحتلة ، كما كانت تربطه صلات مشبوهة بالفرنسيين، وكان له نفوذ انتخابي في جنوب لبنان، وعندما كان الجهاد ضد الاحتلال في الجليل عام 1948، سمع الكثير عن علاقة هذا الرجل باليهود، وأنّه كان يرأس شبكة تجسّس وتخريب واسعة لحسابهم. 

وبعد كارثة 1948، وسّع نشاطه فأنشأ عصابة واسعة في شمال فلسطين وجنوب سورية ولبنان، جعل مركزها في حاصبيا ومرجعيون، لتهريب المواشي والمواد الغذائية والأسلحة لليهود، للتجسّس على حركات الجيشين السوري واللبناني .
وكان قبل النكبة يضغط على المزارعين الفلسطينيّين الضعفاء لبيع أراضيهم لليهود، ثمّ صار بعد النكبة، هو وأعوانه، سماسرة لبيع أراضي اللاجئين الفلسطينيّين .
وقد أصدر القضاء السوري عدّة مذكرات توقيف بحقّه، وخصوصاً بعد أن علم أنّه زار تل أبيب سنة 1949». انظر مذكرات أكرم الحوراني، الجزء الثاني، مكتبة مدبولي القاهرة، 2000 الصفحات 966 و967 - بتصرف عن مقال للكاتب والباحث بدر الحاج .
( وحين كان الجاسوس يبيع أرض فلسطين لليهود، كان رياض الصلح قد حماه، بأن اعطاه الجنسية اللبنانية، وأعفاه من الأحكام الصادرةضده، وأغدق عليه حمايته الشخصية، مما حماه من الحساب عن خيانته لقضايا الأمة ) !
رياض الصلح غضب جدا لمقتل الجاسوس وقطعت العلاقات مع سوريا لفترة، بسبب غضب رياض الصلح لصديقه، لِأنّ سوريا كانت تطالب بتسليمه لقتله مجموعة شباب من سوريا من إحدى دوريات الحراسة. 

وبعدها قام رياض الصّلح بفتح الحدود مع الصهاينة، وسمح للعائلات الصهيونية اللبنانية بالسفر إلى فلسطين،وهو ما يظهر قمة تعاون الصلح مع الكيان الصهيوني في بداياته .
وربما يفسر هذا التاريخ التعاون اللامحدود بين الوليد بن طلال وبين الشخصيات اليهودية ورجال الاعمال اليهود في العالم، ومشاركته لهم في كثيرمن الصفقات، وإغداق الصهاينةعليه صفقات كثيرة وتغطيات كثيرة، سياسية واقتصادية وربما كان الإفراج عنه من الرّيتز، بضغط من اللوبي الصهيوني الأمريكي، وربما أيضا يكون الوليد بن طلال هو غراب التواصل بين ابن سلمان والصهاينة، لتطبيع العلاقات .

والأيام القادمة حبلى بما لا يستوعبه ولا يعقله عاقل .

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري