فلسطين المحتلة
تنويه: المسجد الأقصى يسمى صهيونياً بجبل الهيكل.
عين على العدو
" تقف إسرائيل على جانبي الانقسام فيما يتنافس السعوديون على النفوذ على جبل الهيكل " بهذا العنوان بدأ موقع يسرائيل هيوم مقالة للمحلل الصهيوني نداف شرغاي والذي تطرق الى أن إلغاء رحلة نتنياهو إلى الإمارات كشف عن موقف الكيان الإسرائيلي من معركة عمان والرياض بسبب موطئ قدم في ثالث أقدس المواقع الإسلامية على حد تعبيره .
المحلل نداف شراغاي اشار إلى ان هناك حدثان لهما أهمية دينية وتاريخية ، كادا ام يفجران وعلى مدار الـ 24 ساعة الماضية صراع عميق وخفي بين الأردن والمملكة العربية السعودية من أجل الوصاية على الأماكن الإسلامية المقدسة في الحرم القدسي الشريف. وقد عَلِقت إسرائيل بهذا الصراع ودون إرادتها بحسب الكاتب .
صراع عمان والرياض :
وكشف الكاتب عن الصراع من خلال قوله أن :"الامير الحسين، نجل عبدالله ملك الاردن، كان يوشك ان يدخل أول امس بوابات الحرم، كي يؤكد امام العالم المكانة الرسمية التاريخية للاردن، كالوصي الحالي عن العالم الاسلامي على الحرم. غير أن في اللحظة الاخيرة، بذريعة “جدال حول ترتيبات الحراسة”، الغيت الزيارة. "
ليضيف أنه :"من زاوية النظر الاردنية فان “غرس العلم” العلني هذا كان ضروريا على عجل، على خلفية انباء غير منفية في أن ولي عهد آخر، السعودي، محمد بن سلمان، يجري مفاوضات مع اسرائيل على مجرد عقد لقاء مع رئيس الوزراء نتنياهو. وفي الاتصالات مع السعوديين ايضا، يدرج موضوع الحرم.".
واضاف ان :" السعودية، كقوة عظمى اسلامية تسيطر منذ الان على مكة والمدينة، الموقعين الاوليين في قدسيتهما للاسلام، و تبدي اهتماما متصاعدا بموطيء قدم هام في المسجد الاقصى ايضا، الموقع الثالث في قدسيته للاسلام. و تسعى السعودية لان تقيم في الحرم وضع راهن جديد. وهي مستعدة لان تستثمر في القدس وفي الحرم مالا طائلا من عشرات مليارات الدولارات وان تقيم مع اسرائيل تطبيعا على مستوى ما."
السعودية تبحث عن دور لها في ادارة المقدسات :
وذكر الكاتب انه " في المقابل ، تريد المملكة العربية السعودية دورًا بارزًا ، إلى جانب إسرائيل ، في إدارة الجبل ، بدلاً من الأردن أو إلى جانبه ، من بين أمور أخرى. تستعد الرياض لجني أرباح ضخمة من مثل هذه الخطوة. وستكتسب مكانة السلطة الدينية وقوة دينية عظمى ، بحيث تسيطر على أقدس الأماكن في الإسلام ، كما ستكفل هزيمة تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان ، التي ظلت بلا هوادة في محاولاته "لتحرير" الجبل من إسرائيل ."
الأردن وبحسب المحلل :" من جانبه ، غاضب من فكرة إعطاء المملكة العربية السعودية دورًا في الموقع. فالأسرة الهاشمية فقدت دورها كحارس للأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة بعد الحرب العالمية الأولى. وكانت الوصاية الثانوية على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس بمثابة جائزة عزاء لها. كما تم حجز هذا الوضع للأردن في إطار علاقاته مع إسرائيل بعد حرب الأيام الستة عام 1967."
وعن دور الأردن في الإدارة الدينية ذكر الكاتب ان :" الأردن استمر في المشاركة في الإدارة الدينية للحرم من خلال الوقف الأردني. وحصل على اعتراف بمكانته العالية من خلال إطار معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل في عام 1994 ومشاركتها النشطة والرأي في سلسلة من القضايا المتعلقة بالموقع ، من تجديد الجدران والتدريبات المشتركة مع قوات الإنقاذ الإسرائيلية في استخدام حق النقض (الفيتو) الذي تستخدمه بين الحين والاخر على مخططات اسرائيلية حتى في “محيط الحرم” (استبدال جسر المغاربة او اخلاء نفايات البناء من “الحائط الصغير”).
الوضع الإسرائيلي إختلف :
وقال الكاتب انه :" عندما بعث الملك خالد، ملك السعودية الرابع في بداية الثمانينيات مبعوثين لمنح رئيس الوزراء مناحيم بيغن ثروة لتطوير شرق أوسط جديد مقابل تثبيت العلم السعودي على الحرم القدسي ، رد بيغن بطردهم. لقد تغيرت الأمور. نتنياهو ومسؤولوه يشاركون في محادثات حول إمكانية منح مكانة الرياض على الموقع (الحرم) ، وقد بدأ هذا منذ تم وضع الخطط لما يسمى "صفقة القرن" للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ويستمر حتى يومنا هذا."
واعتبر الكاتب ان الكيان الإسرائيلي تحول لشرطي مرور على الحرم جيث قال :"تحولت اسرائيل عمليا الى نوع من “شرطي المرور” في الحرم. وهي تحاول أحيانا دون جدوى ، وليس دوما بنجاح، الحرص على مكانتها كصاحبة السيادة في الحرم، بينما تنظم في نفس الوقت المصالح المتعارضة لمختلف الشخصيات العربية والإسلامية."
الاردن وعلاقات طيبة :
الكاتب اعتبر أن الوضع بالنسبة للأردن :"يوفر لنا حدودًا شرقية هادئة وعلاقات اقتصادية وأمنية ثنائية واسعة النطاق ، فإن الجبل ليس مجرد رمز تاريخي ولكنه المرساة التي تضمن استقرار حكم المملكة. وهي القاعدة التي غالبًا ما تثور ضدها القوى الإسلامية الراديكالية. وهكذا ، تجد إسرائيل نفسها متداخلة على جانبي الانقسام ، وتناور في الصراع الإسلامي بين عمان والرياض ، وتعمل أحيانًا لإرضاء الأردنيين ، وفي أوقات أخرى ، تتطلع إلى إرضاء السعوديين. "
ليضيف انه :" حتى يحين الوقت الذي يتطلب قرارًا آخر ، وقد يقترب ذلك اليوم قريبًا ، لا يزال الأردن الشريك المفضل لإسرائيل في الحرم القدسي الشريف. يبقى هذا هو الحال على الرغم من أن عمان بحاجة إلى إسرائيل لا أقل وربما أكثر مما تحتاجه إسرائيل لعمان."
اعلام العدو