كتب إسماعيل النجّار:
هِيَ الأيام الأخيرة للنفس الطويل المدعوم بالصبر قبل نفاذه، فالأسد الشيعي إصطدمَت قوائمه الخلفية بجدار السَدِّ العالي، وأصبَحَ في وضعية الوَثب إلى الأمام؟
لِمَن لايعرفُ حزب الله فليسأل لكي يحذَر ولَن يتوه عمَّن يُخبِرهُ كيف تكون عاقبة المتربصين بهِ وبسلاحهِ.
هذا الحزب الذي يقف خلفهُ جمهورٌ عقائدي حُسيني لَن يتخلّى عنه، ولو غَرِقَ في الدماء، هذا الحزبُ لهُ تجاربه التي تروي لكم قِصَصَه، لألفِ ليلَةٍ ولَيلَة، بدءاً من جنوب لبنان مروراً بسورية فالعراق وكافة الميادين،
هوَ الذي قاتل في الصحاري، والجبال، والمُدُن، والوديان، وفي كل مكان تقرأ فيه على الجداريات: حزبُ الله مَرَّ مِن هنا؟.
لذلك نقول وبالتسميات بلا مواربَة لكل اللذين يتآمرون مع الأميركيين والصهاينة وأسيادهم:
إنّكم مهما ضغطتم اقتصادياً علينا، ومهما بنيتم من أبراج مراقبة، على طول الحدود بين لبنان وسورية، ومهما جهّزتم من المهابط للطائرات في البقاع الغربي، ومهما دفعتم من مالٍ أسوَد لزبانيتكم في الداخل، تأكدوا أنّكم الخاسرون.
أما الذين يغامرون بمصير وحدة الجيش اللبناني، لأجل مصالحهم الشخصية فنقول لهم: لقد انتهى زمان الحُلم الرئاسي لكل قائد جيش، ولن تُكَرَّس هذه القاعدة العُرفيَة لتصبحَ دستورا.
فبعد الآن مَن تنتهي ولايته سيذهب إلى بيته ويختار طريقه السياسي من هناك، لأنّ زمن التسويات انتهى، وزمن الصفقات إنتهىَ، وزمَن البكوات والأمراء والمشايخ إنتهى، لقد أصبحوا أقرب إلى مزابل التاريخ من جبال لبنان،
لا توريث بعد اليوم، ولا بقاء في المناصب إلى ثلاثين عاما، ولا وجوه كَدِرَة ستبقى كثيراً في الحُكم.
مِن مهبط الطوافات الأميركي المستحدث في البقاع الغربي قرب دير العشاير، إلى حامات، إلى عوكَر، إلى معراب، إلى كل مكان تتواجد فيه قِوَىَ الشرِّ نقول: "ماأيامكم إلّاعدد، وماجمعكم إلّا بَدَد.
اليوم سيكون الكلام الفصل في خطاب الأمين على الدماء، به سيرسم طريق العودة إلى لبنان السَوي والسليم، وسيضع لكم على المفترقات إشاراتٍ لكي لا تتوهوا وأنتم مغادرون أيها السياسيون أصحاب الوجوه الكَالِحَة، فكُلُّكُم راحل وحزب الله باقٍ باقٍ باقً.



