قراءة و تحليل في كلمة سماحة الأمين
مقالات
قراءة و تحليل في كلمة سماحة الأمين
محمود موالدي
23 حزيران 2024 , 21:15 م

كتب الناشط السياسي محمود موالدي

لم تكن كلمة سماحة السيد حسن نصر الله -حفظه الله- كسابقاتها منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر بل كانت الأقسى والأكثر تهديدا للعدو ومشغليه وحلفائه وأدواته، وكانت أكثر تعميقا للمأزق الاستراتيجي الذي يعاني منه العدو المكرس في الميدان بفعل المجاهدين الشرفاء في غزة وعموم جبهات الإسناد، لقد أعطى سماحته صورة كاملة للتكامل بين الأقوال والأفعال، التي كانت متلازمة بحجم المرحلة وضرورة المعركة، فالإحاطة الشاملة للمسارات السياسية والمتغيرات ووقائع التصعيد وخفاياه وما تملكه المقاومة والسمات التي تميز بها المحور وجبهاته كانت رسائل طبيعية يطلقها قائد قوة ضاربة ف ساحة المعركة في ظل التصعيد المتنامي على جبهة الجنوب...!! لكن غير طبيعي هو إبراز مكامن الخلل في هيكلية البنية التحتية للعدو وقومه العسكري ومعرفة أدق تفاصيل معاناته ثم رسم خطوات المعركة بما يتناسب وحجم الضغوط الأمريكية وما تحمله من نفاق ومقامرة وكذب وقباحة،

كان أمراً لافتاً و غير مألوف للعدو الأمريكي و الصهيوني و خلفائه، إن المتابع لردود الأفعال بعد كلمة سماحة السيد حفظه الله ، يدرك حجم المصيبة للعدو و كل القوى و الدول الحليفة و الداعمة له،إن التعبير الحقيقي عن عروض و تهديد ووعيد المبعوث الأمريكي كان سابقا في الميدان و ما كشف عنه الحزب و ماجاء في كلمة سماحة الأمين، لكن الصاخب أكثر هو ما لم يتكشف بعد و ما تمتلكه المقاومة التي تعطي كل مرحلة حقها و حجمها في الميدان، فالجديد المخفي هو فمراتع الصهاينة في جبهات مخفية أصبحت اليوم بعد الكلمة مكشوفة، و اصبحت حكومة العدو فاقدة لكل مصادر القوة الضامنة لتحقيق إنجاز حتى لو كان وهمي، فإذا كنا نعيش اليوم حرب وجود و ما تحمله من فظائع بمقابل انجازات هامة و غير مسبوقة على مستوى المحور الmقاوم ، فإننا أيضاً نعيش في زمن قائد مبدع غير معالم الزمن في مجتمعاتنا و على مستوى الرأي الجمعي، سوف نحسد على هذه الأيام التي عصرنا بها قائدة و زعيم ليس لتنظيم أو دولة أو محور فقط بل زعميم على مستوى أمة أدرك معالم النهضة بحقيقتها و بعدها العقائدي و كرس مفاعيلها بالميدان و استكمل عزتها بالثبات و حسن الأقتدار، و الايام القادمة ستكشف مفاعيل أكثر عمقا على المستوى الاستراتيجي و التصاعد التكتيكي فالعالم يتغير و الكيان المؤقت بات أقرب للزوال. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري