كتب الأستاذ إبراهيم سنحاب: مبادرة أم إنذار 
مقالات
كتب الأستاذ إبراهيم سنحاب: مبادرة أم إنذار 
إبراهيم سنجاب
27 آذار 2021 , 11:00 ص
كتب الأستاذ إبراهيم سنحاب: رغم لهجة الاستعلاء التى ألقى بها وزير خارجية  المملكة العربية السعودية ما أسماه مبادرة لوقف الحرب فى اليمن ، ورغم أن حالة من الإستكبار دائما ما صاحبت أى تعامل إعلامى أو


كتب الأستاذ إبراهيم سنحاب:

رغم لهجة الاستعلاء التى ألقى بها وزير خارجية  المملكة العربية السعودية ما أسماه مبادرة لوقف الحرب فى اليمن ، ورغم أن حالة من الإستكبار دائما ما صاحبت أى تعامل إعلامى أو سياسى سعودى مع جماعة أنصار الله اليمنية تحديدا واليمنيين عموما ،إلا أننى توقعت ولو بنسبة ٥٠٪ أن صنعاء ستقبلها بشروط على الأقل لتبيث مواقعها العسكرية فى جبهتى تعز ومأرب وكذلك الساحل ، وأنها قد لا ترفضها فى ظل الصراخ السعودى بعد كل صاروخ يستهدف هدفا استراتيجيا داخل اراضى المملكة . 
الذى دعم ظنونى أن المواقف الأمريكية وكذلك الأوربية تسعى لإنهاء هذه المهزلة ولو بالتصريحات . 
اعتقدت أن أهل الحكمة والإيمان سيتجاوزون حالة الاستعلاء والاستكبار التى ألقى بها السعودى بيانه ، على الأقل لفتح المطار والميناء والبنك المركزى ولو جزئيا، واعتبار القبول بها استراحة محارب ، ولكن ذلك لم بحدث . لم أكن أعلم أن المبادرة أصابت كرامة اليمنى فى مقتل عندما ساومته سياسيا على معاناته الانسانية بسبب الحصار ، وإن كنت على يقين بأن ايران الدولة والنظام لا ترفض المبادرة السعودية بل ربما شجعت عليها ، على العكس من منشور سفيرها   ، على ايرلو فى صنعاء إذ أننى على يقين أن أزمة اليمن تقلق إيران بنفس الدرحة التى تقلق بها آخرين ، وأنها أى الأزمة هى التى تعطل إعلان تفاهم أمريكى إيرانى حول الملف النووى . كما أننى ممن يعتقدون أن صنعاء تجاوزت سقف التوازن الذى رسمته طهران لنفسها فى علاقتها بواشنطن على الرغم من أن كثيرا من الأحداث لا يؤكد هذا الاعتقاد ، إلا أنه وفى كل ما يتعلق بالشأن اليمنى الداخلى ومنذ دخول جماعة أنصار الله إلى صنعاء وتجاوزها إلى عدن وحتى حصار مأرب ، فإن القرار يمنى وربما خالف رؤية طهران ، بمعنى أنه فى الشأن الداخلى فإن القرار يمن، أما إقليميا فصنعاء نفسها لا تنكر التنسيق مع بقية محور المقاومة ، بل هى التى أعلنته وتعلنه . 
أعود إلى وزير الخارجية السعودى وسأفترض أنه يقدم مبادرة حقيقية يريد من اليمنيين قبولها ، فما قولك إن هو قال .. كبادرة حسن نية سنوقف عملياتنا العسكرية ونعيد مطار صنعاء وميناء الحديدة للعمل ولو جزئيا ، بالإضافة لما ذكره عن البنك المركزى ، ونتوقع من صنعاء وقف عملياتها العسكرية ويتم الاتفاق على مفاوضات مباشرة ومفاوضات أخرى بين مختلف المكونات البمنية برعاية الأمم المتحدة . 
لاحظ أنها نفس الكلمات ونفس البنود، ونفس العرض ولكن بلغة دبلوماسية تحترم الآخر بل تحرجه ،  وتؤكد الرغبة الحقيقية فى وقف هذه المهزلة  التى دمرت كل من ساهم فيها ولو من بعيد ، إذ خسرت دول وأنظمة ومنظمات إقليمية ودولية سمعتها السياسية بمواقفها تجاه تدمير بلد عربى وقتل شعبه وتجويعه . 
فى الشهور الأخيرة كان الرئيس الأمريكى السابق ترامب على عجلة من أمره فى إغلاق الملف اليمنى ، وبينما وتفاءل البعض بأن بايدن سيغلقه بالفعل ، إلا أنه ثبت يقينا أنه هو أيضا يريد أن يستكمل ما بدأه ترامب ولقى رفضا يمنيا حاسما ، أمربكا لا تربد نموذج لحزب الله فى خاصرة السعودية ، وصنعاء تريد دولة يمنية حرة مستقلة ، لا وجود للسعودى على أرضها ، ولا سيطرة للإماراتيبن على سواحلها وجزرها.

 أمريكا والسعودية والإمارات يريدون  سياسة على صالح ورؤوس الثعابين والأقاليم الستة ، والأنصار  يريدون دولته الموحدة وكرامة اليمن وقراره . 
ثم أما بعد
 رغم عدم انقطاع حبال الأمل الأمريكية الخليجية فى بدء جولة أخرى من الوعود العلنية والسرية، إلا أن سيد الأنصار  وزعيم ثورة اليمن قطع كل قول بخطاب هادئ رزين وحاسم ، فدشن الدخول فى العام السابع للحرب ودعا اليمنيين للخروج فى مظاهرات الجمعة إيذانا ببدء عام جديد من الصمود

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري