بعد أن عطل الأمريكي ادواته لحل النزاع،هل أصبحت الصين في الواجهة؟
مقالات
بعد أن عطل الأمريكي ادواته لحل النزاع،هل أصبحت الصين في الواجهة؟
نائل نعمان
29 آذار 2021 , 14:52 م
  تحت عنوان " هل خفضت الولايات المتحدة علاقاتها بالفلسطينين عن طريق تطوير بعثتها في القدس؟" كتب جاكوب ماقد في صحيفة ذا تايمزاوف ازرايل قائلا: " قبل عامين اجتمع الدبلوماسيون الامريكان في ساحة ا

 

تحت عنوان " هل خفضت الولايات المتحدة علاقاتها بالفلسطينين عن طريق تطوير بعثتها في القدس؟" كتب جاكوب ماقد في صحيفة ذا تايمزاوف ازرايل قائلا:

" قبل عامين اجتمع الدبلوماسيون الامريكان في ساحة القنصلية العامة في شارع اقرون بالقدس في مراسيم اغلاق القنصلية نتيجة اعلان ترمب نقل السفارة الى القدس أمام عدم الرضا من أغلبية العاملين في القنصلية وأثناء انزال العلم الأمريكي علق العلم ولم يستطيعوا انزاله لمدة 5 دقائق حينها علق أحد الدبلوماسيين الامريكان بقوله " العلم يعرف ولكن الإدارة لن تعترف ان هذا قرار سيء جدا".

خلال فترة وجيزة استقال بعض أعضاء القنصلية والبعض الاخر نقل الى قنصليات أخرى حول العالم وكان قولهم واحد عندما غادروا " خلف تغيير اليافطة من قنصلية الى سفارة هناك بحر من الاختلافات". 

أحدى أهم هذه الاختلافات والتغيرات هو فقدان منصب القنصل العام وهو منصب يشغله مستقل عن السفارة ووظيفته تطوير العلاقات مع الفلسطينين ومراقبة الوضع في الضفة وبالأخص يناء المستوطنات ثم يرسل هذا التقرير لواشنطن دون الرجوع للسفير الذي كان حينها دافيد فريدمان المشهور بتعاطفه مع المستوطنين والذي بعد اغلاق القنصلية قد أوقف العديد من التقارير والبرقيات عن تطور الأوضاع بما يخص مخالفات بناء المستوطنات بعدما أصبحت التقارير والبرقيات تمر على السفير فريدمان وهي في طريقها لواشنطن ، وكما يؤكد ما تبقى من العاملين في القنصلية سابقا فان تخفيض اعداد العاملين قد ساهم أيضا في التقليل من عدد التقارير والبرقيات، علما أن مكتب تل أبيب لم يغلق وهو يختص بسياسات الكيان تجاه المستوطنات.

علق جور وهو أحد العاملين في القنصلية سابقا بقوله " ان نقل السفارة هي محاولة لتقويض عمل من يتابعون الملف الفلسطيني وبالتالي قطع الاتصال المباشر بين موقف المفاوض الفلسطيني وواشنطن كما انهم يريدون تقوية نفوذ الكيان في الضفة عن طريق تكميم أفواه الدبلوماسيين الذين بخبراتهم وعلاقاتهم قد يفضحون ممارسات وادعاءات الكيان هناك"، وأضاف بقوله " لقد سحب ترمب البساط من تحت أقدامنا فبدون سابق انذار ودون مشاورات أو حتى فرصة لتققيم قرار كهذا تفاجاءت بتصريح بومبيو بالاعلام وكنت في السفارة الامريكية في القاهرة حينها ابحث معهم تنسيق السياسة تجاه غزة". اما ايلان غولدبرغ الذي خدم في وزارة الخارجية الامريكية ابان عهد الرئيس أوباما فقد قال " ان القنصلية عملت كنقطة اتصال بيننا وبين الفلسطينين منذ التسعينات وكانت مفتاح كل محادثات السلام كما انها لعبت دور الوسيط لسنوات بين الكيان والسلطة الفلسطينية".

لارا فريدمان (وهي ليست من أقرباء السفير فريدمان) تقول" كنت أعمل في القنصلية منذ التسعينات وكنت معنية بمتابعة مخالفات الكيان الصهيوني بما يخص المستوطنات وكنت أعرف ان المستوطنين كانوا يريدون اغلاق القنصلية منذ زمن فهم يريدون القول ان كل القدس تابعة للكيان وان هناك كيانا شرعيا واحدا بين النهر والبحر وأن أي تمثيل دبلوماسي يخالف حكومة الاحتلال هو تناقض مع أهدافهم، واضافت" لقد رسخ ترمب مفهوم الطرف الواحد واذا أراد بايدن إعادة افتتاح القنصلية فهو بحاجة الى موافقة حكومة الاحتلال على ذلك.

 

يتضح من هذا التقرير ان الدور الأمريكي القادم للتسوية أو السلام المستقبلي هو صفر فهو قد عطل كل أدواته لهذا الغرض  وبالتالي فقد خلق شيئين أولهما حرية التصرف للكيان الصهيوني بما يتعلق بالمستوطنات دون قيود والثاني هو تركه فراغا لعملية السلام او أي تسوية أخرى مما وضع السلطة الفلسطينية في موقف لا تحسد عليه.  ولكن جاء الرد الصيني سريعا فقد دعا وزير الخارجية الصيني الطرف الفلسطيني والكيان للقاء في بكين ولا يشك أحد بموقف التحدي الصيني في الآونة الأخيرة للولايات المتحدة ولكن ضمن سياسة هادئة وفعالة ، فمن لا يعرف عمق العلاقة الاقتصادية ما بين الصين والكيان قد يساوره الشك في قدرة الصين على تناول الدور الأمريكي بسهولة فالتبادل التجاري على أشده منذ العام 2010 وقد تضاعف ناهيك عن حجم الاستثمار الصيني في فلسطين المحتلة قد بلغ 11 ونصف مليار دولار ويتزايد ومن هنا فان الصهاينة مضطرين لمسايرة الصيني في دعوته للسلام في المنطقة ، فهل يستطيع الصينيون قلب الطاولة على الامريكان بخصوص السلام في الشرق الاوسط؟ وهل تستطيع الدبلوماسية الصينية الضغط على الكيان فعلا لقبول شروط معينة أعطاها الأمريكي لهم دون ثمن؟ أسئلة قد نجد اجاباتها قريبا جدا......

المصدر: موقع اضاءات الاخباري