شخصيا أنا ضد هذه الانتخابات التى لا يتجاوز سقفها سقف اوسلو والتنسيق الامني , وضد المشاركه فى هذه الانتخابات , وادعو الى مقاطعتها , ولكن عندما نطرح عدم المشاركه علينا ان نطرح البديل , فى البدايه اريد ان اؤكد ان الانتخابات ( رئاسه وتشريعي ) تتم تحت سقف اوسلو , وان هذه الانتخابات لن تقود للتغيير , فعنوان التغيير هو منظمة التحرير الفلسطينيه وليس مهزلة الانتخابات هذه .
دعونا نفترض جدلا ان فصائل المعارضه قد اكتسحت كل مقاعد التشريعى وان عباس قد خسر فى انتخابات الرئاسه , ماذا سيحدث , بكل بساطه سيبارك عباس للفائزين , وبعد ان يوزع عليهم الحلوى سيقول لهم انا منظمة التحرير الفلسطينيه وانا الممثل الشرعى والوحيد , وهذا يعيدنا الى المربع الاول وهو ان منظمة التحرير الفلسطينيه هى العنوان الاول والاخير للتغيير , فى المفهوم السياسى لا اهميه لسلطة اوسلو خارج اطار ازدواجية القياده ( رئيس المنظمه هو نفسه رئيس السلطه ) التى اخترعها عرفات ليهيمن على كل شارده ووارده فى القرار الفلسطينى , وكانت حاجه له ليستقوى بالسلطه على معارضيه فى المنظمه , وليستقوى بالمنظمه على معارضيه فى السلطه , اذن عنوان التغيير هو منظمة التحرير الفلسطينيه كممثل شرعى ووحيد للشعب الفلسطينى , فكيف السبيل الى التغيير . ان تجربة اكثر من ربع قرن من الحوارات والاتفاقات , اتفاق 2005 واتفاق 2011 واتفاق 2014 وورقة بيروت لعام 2017 , بل وحتى اتفاق التمثيل النسبى فى عام 79 والذى لم يرى النور , جميع هذه الاتفاقات تؤكد ان القياده المهيمنه على مفاصل القرار فى منظمة التحرير الفلسطينيه ليست فى وارد التخلى عن هيمنتها هذه , وان الطريق الوحيد للتغيير يكمن فى تعدد الشرعيات , بمعنى تشكيل الجبهه الوطنيه العريضه كقياده مؤقته للشعب الفلسطينى , ووفق شعار ( منظمة التحرير الفلسطينيه هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى , ولكن القياده الحاليه هى قياده غير شرعيه ولا تمثل المنظمه او الشعب الفلسطينى ) , فقط فى هذه الحاله وعندما تشعر القياده الحاليه ان شرعيتها قد اصبحت مهدده , عندها فقط ستقبل بمبداء الشراكه والقياده الجماعيه , بالمختصر تعدد الشرعيات سيقود الى حوار هذه الشرعيات وولادة شرعيه واحده موحده على اسس جبهاويه وقياده جماعيه , فهل نحن قادرون على فعل ذلك , بكل تاكيد قادرون ولكن هل نملك الرغبه والاراده لفعل ذلك , هنا مكمن السؤال .
الان وفى معمعة الانتخابات , برزت الاصوات المعارضه والمؤيده , اصوات تدعو للمقاطعه واخرى تدعو للمشاركه , انا شخصيا مع المقاطعه وادعو وسابقى ادعو للمقاطعه , لكن الشىء المؤكد سياسيا , ان خسارة نهج التسويه والتفريط والفساد لهذه الانتخابات سيساهم بنزع الشرعيه عن هذا النهج , بالطبع هذا اذا احسن استغلال هذه الخساره , واركز على عبارة اذا احسن استغلال هذه الخساره , وبالطبع هذا يحتاج الى بناء تراكمى على ضوء او هو قائم على فرضية خسارة هذا النهج لهذه الانتخابات . ماذا يعنى ذلك , وما المقصود بالبناء التراكمى .. بكل اختصار , هذا النهج اى نهج التسويه والتفريط والفساد ,يتغطى بغطاء الشرعيه , فاذا فرضنا ان هذا النهج لم يحصد اكثر من 20 بالمئه من الاصوات , فهذا يعنى ان شرعية هذا النهج لا تتجاوز العشرين بالمئه , وبالتالى من حق الحاصدين على الثمانين بالمئه , من حقهم نزع غطاء الشرعيه عن هذا النهج , والتشكيك بل ومنازعة هذا النهج على الشرعيه التمثيليه , خصوصا وان الشتات الفلسطينى الغير مشارك فى هذه الانتخابات هو فى مجمله ضد ورافض لهذا النهج . لهذا وعلى ضوء ما سبق , ومع تاكيدى على المقاطعه وضرورة مقاطعة هذه الانتخابات , فاننى اوجه النداء لاولئك المشاركين والغير مقاطعين ..على الاقل احسنوا الاختيار , فليس من المنطق ان تصوتوا لنهج التسويه والتفريط والفساد , ليس من المنطق ان تصوتوا لمن نام شبعانا وانتم جياع , ليس من المنطق ان تصوتوا لمن بنى ثروته وثروة ابنائه على حساب جوعكم وجوع ابنائكم , يقول المثل من يجرب المجرب عقله مخرب , لقد جربنا فتح وراينا الى اى حضيض اوصلتنا سياسة ونهج وفساد فتح , وراينا القطط السمان التى نمت وترعرعت من فتح واطراف فتح ,, وجربنا حماس , وراينا حجم الفساد الذى جائت به حماس , وراينا ايضا القطط السمان التى نمت وترعرعت من حماس واطراف حماس , فلا تجربوا المجرب لئلا تقعوا فى ذات الحفره , امنحوا اصواتكم للطرف الثالث , امنحوا اصواتكم للطرف المشهود له بالنزاهه ونظافة اليد , امنحوا اصواتكم لجبهة الفقراء والكادحين , امنحوا اصواتكم لنبض الشعب , ومن افضل من نبض الشعب ليمثلكم . على الاقل نبض الشعب افضل الموجودين فى الساحه الفلسطينيه .