كثرة الضغط يولد الانفجار، وهذا ما حدث في القدس : هدم المباني واعتقالات يومية وازدياد أعداد الشهداء وتكثيف الاستيطان بمصادرة الأراضي والبناء الاستيطاني عليها وتهويد المدينة واقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين بحراسات الأجهزة الأمنية للاحتلال الاسرائيلي والاعتداءات على الأماكن الدينية المسيحية ... الخ، من الممارسات العنصرية ضد أهل القدس وضد المدينة.
شهدت القدس اشتباكات ليلية في رمضان، بعدما استفز متطرفون يهود أهل القدس بمسيرات تدعو ب "الموت للعرب"، واشتبك متظاهرون في القدس مع قوات الشرطة عند باب العامود، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح، وسرعان ما انتقلت الحركة الشعبية إلى الضفة الغربية واشتبك متظاهرون مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية عند معبر قلنديا (شمال القدس)، وقرب حاجز الجلمة العسكري (شمال جنين)، وفي نابلس وطولكرم والخليل والبيرة والرام ...
وفي قطاع غزة التي كادت تدخل في مواجهة أوسع بعد تبادل الصواريخ والقصف بين فصائل فلسطينية و"إسرائيل" انتصاراً لأهل القدس.
وتحقق الانتصار، وسمحت الشرطة الإسرائيلية للفلسطينيين بالوصول مجدداً إلى محيط البلدة القديمة في القدس إلى باب العامود، في خطوة ترمي لتهدئة التوترات التي شهدتها المدينة في الأيام الأخيرة، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس، والحقيقة هي خوفاً من انتفاضة جديدة.
وبهذا أرسلوا رسالة للعالم وللمطبعين الجدد من العرب بأن القدس فلسطينية عربية لا بالشعار ولكن من خلال أهلها الذين يصنعون الصمود يومياً فيها، بدعم الجماهير في الأرض المحتلة 1948 وفي الضفة وقطاع غزة الذين لم يتركوا أهل القدس وحدهم.
وتجددت الاشتباكات في كل مكان واستمرت.
وانفجرت قضية حي الشيخ جراح التي يسعى المستوطنون إلى الاستيلاء على المنازل وتهجير أهلها منها، وأصبحت المعركة ثلاثية المواقع المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جراح وانضمت سلوان إلى الميدان وأصبحت القدس ساحة قتال شعبي منظم، واشتد الصراع في المنطقة المحتلة 1948 في يافا وأم الفحم وفي قرية العراقيب التي هدمت 186 مرة وأعاد أهلها بنائها، وتجلت الوحدة الوطنية وجاء شباب المحتلة 48 محملين بالباصات إلى القدس وعندما أوقفهم العدو عند مدخل القدس ومنعهم من الدخول ، هب شباب القدس إليهم ليدخلوهم وتم الانتصار بفتح الطريق أمامهم ليتضامنوا مع القدس.
وجاء يوم القدس العالمي لينشر التضامن العربي والإسلامي والدولي للقدس مدعوما بصواريخ غزة وصاروخ دمشق النقب ويؤججوا شعلة الهبة الشعبية فيها لتستمر.
وقام مستوطنون باقتحام المسجد الأقصى، عبر باب المغاربة، في خطوة أدت إلى تأجيج الاشتباكات المستمرة في القدس.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن المستوطنين اقتحموا المسجد في حراسة شرطة وقوات الاحتلال التي رافقتهم خلال الاقتحام وانتشرت في ساحات الأقصى لحمايتهم وهم يؤدون طقوساً دينية.
وجاءت الاقتحامات تلبية لدعوات جماعات ومنظمات «الهيكل» المتطرفة التي طالبت بتكثيف الاقتحامات للأقصى في هذه الفترة، حتى «يوم القدس» الذي يوافق ذكرى احتلال القسم الشرقي من المدينة، ويصادف الثامن والعشرين من شهر رمضان، ولم يكن اغلاق باب العامود سوى مقدمة للاقتحام، وقد اجبر العدو بالتراجع عن قراره بصمود اهل القدس ومشاركة شعبنا في الداخل 48 وفي الضفة وغزة والتضامن الشعبي العربي والاسلامي والاممي.
نعم، غداً يوم حاسم وقاس والمواجهة سيكون ثمنها غال لذلك على العرب في كل مكان والمسلمين والأصدقاء في العالم أن يكونوا غداً وقفة واحدة لحماية أهل القدس ومدينة القدس المستهدفة من عصابات المستوطنين، حيث يجري حشدهم بأعداد كبيرة لاقتحام الأقصى، فماذا انتم فاعلون.