منذ بدء التصعيد سارعت مصر وقطر لعرض وساطاتهما للتهدئة... يحق لنا التساؤل هنا اين كانت مصر وقطر طيلة ايام العدوان على الاقصى والشيخ جراح وباب العامود , اين كانت و الاقتحامات المتكررة يوميا لاولى القبلتين , اين كانت من القتل المجاني اليومي لابناء شعبنا الفلسطيني , ولماذا لم ياتى التحرك الا بعد اخد فصائل المقاومة لزمام المبادرة,, ثم ياتي السؤال الاخر والاهم , وهو ما هي القيمة السياسية الفعلية لاي اتفاق يمكن التوصل اليه عن طرق الوساطة المصرية والقطرية , ما هو او من هو الضامن لالتزام الكيان بأي اتفاق ياتي عن طريق مثل هذه الوساطة , اين هي الضمانة المصرية او اين ذهبت تلك الضمانة فى اتفاق تبادل الاسرى الماضى والذي خرقه الكيان باعادة اعتقال الاسرى المحررين ... اين هي الضمانة المصرية فى اتفاق وقف اطلاق النار بعد عدوان 2014 والذى لم يلتزم الكيان باي بند من بنوده..... اسئلة كثيرة تجعلنا نضع الف علامة استفهام حول الوساطة المصرية القطرية والجدوى الفعليه لمثل هذه الوساطة.... على فصائل المقاومة ان تحسن القطاف السياسي , فالخطأ السياسي كفيل بتحويل النصر الى هزيمة , الفرصة اليوم بظروفها الموضوعية مواتية لفرض موازين قوى سياسية على اسس ومعادلات تليق بتضحيات ابناء شعبنا الفلسطيني , ويساعد على ذلك متغيرات المنطقة والعالم , فهل سنحسن القراءة السياسية ؟
اهم خطوة هنا هي ان لا نسمح لنهج التسوية و التفريط تجيير انتصار الشعب لصالح تعويم برنامجه العبثي.
فلنجعل من النصر رافعة للنضال الوطني الفلسطيني , وحتى نتمكن من فعل ذلك لا بد من الاسراع في تشكيل الجبهة الوطنية العريضة كقيادة مؤقتة لشعبنا الفلسطيني وعنوان سياسي بعيد عن عناوين نهج التنازل والتفريط ,, دماء شهدائنا تفرض ذلك وآهات اسرانا تفرض ذلك.. ان احداث الايام الاخيرة تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بان الشريحة التى تمثلها سلطة الذل والعار اوسلو , لم تعد تمثل شريحة من شرائح الثورة الفلسطينية وانها اصبحت تشكل عاملاً معيقا لتطوير النضال الوطني الفلسطيني , وبالتالى فان الطلاق مع هذه الشريحة اصبح ضرورة وطنية, بل و للموضوعية يجب التعامل مع هذه الشريحة والسلطة التى تمثلها كذراع أمني من الاذرع الامنية للمحتل الغاصب , و هذا بدوره يوجب الكف عن اوهام الوحدة الوطنية مع هذه الشريحة , الفرز فى الساحة الفلسطينية اصبح ضرورة وطنية تفرضها معطيات الواقع الحي , وتجاهل هذه الحقيقة هو تعبير عن الافلاس الفكري والسياسي.