وجد علماء من معهد ويلكوم سانجر وجامعة كامبريدج أن الأطفال المصابين بالورم الأرومي العصبي "سرطان الخلايا العصبية غير الناضجة"، تسبب علاجهم بالعلاج الكيميائي البلاتيني في تغيرات في الجينوم، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في إصابتهم بسرطان الدم الثانوي لاحقاً.
والجدير بالذكر أن نتائج هذه الدراسة المنشورة بتاريخ 27 مايو 2021 يمكن أن تزيد من قدرة الأطباء على تحديد الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم الثانوي، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في خطة العلاج الخاصة بهم إما لتجنب هذه المخاطر أو لاتخاذ تدابير احتياطية لوقايتهم.
كما وتجدر الإشارة إلى أن سرطان الدم الثانوي يعد من المضاعفات الصعبة لعلاج سرطان الورم الأرومي العصبي في مرحلة الطفولة، حيث يتم تشخيص حوالي 100 طفل في المملكة المتحدة بالورم الأرومي العصبي سنويا، في حين أن أولئك الذين خضعوا للعلاج عالي الخطورة يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم الثانوي - اللوكيميا - بعد علاج الورم الأرومي العصبي أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يتطلب الورم الأرومي العصبي علاجا مكثفا يتضمن العديد من أدوية العلاج الكيميائي، حيث تقتل هذه الأدوية القوية الخلايا السرطانية بشكل فعال للغاية ولكنها تترك آثارا جانبية خطيرة للأسف، بما في ذلك إتلاف الحمض النووي في الخلايا السليمة، بما في ذلك خلايا نخاع العظام.
وفيما يصل إلى 7 % من الناجين من الورم الأرومي العصبي في مرحلة الطفولة، تتطور خلايا نخاع العظام التالفة إلى سرطان الدم الثانوي.
وخلال هذه الدراسة الجديدة، قام الباحثين بتسلسل الجينوم الكامل لنخاع العظام وعينات دم لطفلين أصيب كلاهما بسرطان الدم بعد الخضوع لعلاج الورم الأرومي العصبي عالي الخطورة، حيث اكتشفوا أن جذور سرطان الدم الثانوي قد تعززت عن طريق العلاج الكيميائي للورم الأرومي العصبي في بداية خضوعهم له.
وقال الدكتور سام بهجاتي، المؤلف الرئيسي المشارك وقائد مجموعة الباحثين من معهد ويلكوم سانجر: "لقد تمكنا من الكشف عن جذر سرطان الدم الثانوي لدى هؤلاء الأطفال، والذي يبدو أنه يكمن في المراحل المبكرة من علاج الورم الأرومي العصبي بالعلاج الكيميائي. وإننا نأمل أن نزيد التحقق في هذا الأمر لمحاولة تحديد الأطفال المعرضين لخطر أكبر، ولتطوير خطة علاج أكثر تفصيلا للحد من مخاطر الإصابة بسرطان الدم الثانوي".
بالإضافة إلى ذلك، وجد الفريق أن سرطان الدم في كلا المريضين لديه طفرات ناتجة عن العلاج الكيميائي للورم الأرومي العصبي، حيث قام تحليل أوسع شمل 17 طفلا عولجوا من مجموعة متنوعة من السرطانات بتحديد طفل آخر خضع لعلاج الورم الأرومي العصبي وطور جذور سرطان الدم الثانوي أيضاً.
وفي المستقبل، قد يكون من الممكن تحديد الأطفال الذين لديهم مخاطر أعلى للإصابة بسرطان الدم الثانوي عن طريق تحديد تسلسل الجينوم الخاص بهم وتسليط الضوء على أي دوافع جينية يمكن أن تكون مؤشرات مسبقة لإصابتهم بسرطان الدم الثانوي.
وقالت الدكتورة جريس كولورد من معهد ويلكوم سانجر: "لم تكن هذه الدراسة لتكون ممكنة لولا مساهمات المرضى وأسرهم، فنحن مدينون لهم لمشاركتهم في هذه الدراسة وفي فهم سبب حدوث ذلك. حيث يستمر بعض الناجين من سرطان الأطفال في تطوير سرطان الدم الثانوي للأسف، وهو أمر بالغ الأهمية إذا ما أردنا إيجاد طريقة للمساعدة في حمايتهم من هذه المضاعفات المدمرة".