اكتشاف مركب نباتي يضاعف قوة العلاج الكيميائي ضد أخطر أنواع اللوكيميا
دراسات و أبحاث
اكتشاف مركب نباتي يضاعف قوة العلاج الكيميائي ضد أخطر أنواع اللوكيميا
27 تشرين الثاني 2025 , 12:30 م

كشفت دراسة علمية حديثة عن اكتشاف قد يفتح آفاقا جديدة لعلاج أحد أكثر أنواع اللوكيميا عدوانية وصعوبة. فقد توصّل فريق بحثي من جامعة ساري إلى أن مركبا طبيعيا مشتقا من النباتات يُسمّى فورسكولين (Forskolin) يمتلك قدرة استثنائية ليس فقط على مهاجمة الخلايا السرطانية مباشرة، بل أيضا على تعزيز فاعلية العلاج الكيميائي المستخدم في التصدي للمرض.

ما هو المركب فورسكولين؟

يُعد فورسكولين مركبا طبيعيا مشتقا من نبات Coleus forskohlii. وفي الدراسة المنشورة في مجلة علم الأدوية البريطانية (British Journal of Pharmacology)، أظهر المركب تأثيرات مزدوجة على اللوكيميا النخاعية الحادة ذات إعادة ترتيب جين KMT2A، وهي من أشد أنواع اللوكيميا تعقيدا وصعوبة في العلاج.

تأثير مباشر على الخلايا السرطانية

أظهر الباحثون أن فورسكولين يعمل على:

إبطاء نمو الخلايا السرطانية بشكل مباشر

تنشيط إنزيم PP2A، المعروف بدوره في تثبيط مسارات نمو السرطان

تقليل نشاط مجموعة من الجينات المرتبطة بتطور السرطان مثل:

MYC

HOXA9

HOXA10

هذه الجينات عادةً تساهم في بقاء الخلايا السرطانية ونموها، ما يجعل تقليل نشاطها خطوة علاجية مهمة.

دور مزدوج: تعزيز فعالية العلاج الكيميائي

إضافة إلى دوره المباشر، كشف الفريق عن فائدة غير متوقعة:

فورسكولين جعل خلايا اللوكيميا أكثر حساسية للعقار الكيميائي الشائع داونوروبسين (Daunorubicin).

المفاجأة أن هذا التأثير لا يعتمد على تنشيط PP2A، بل يرتبط بالتأثير على بروتين مهم تُعرف به الخلايا السرطانية بقدرتها على مقاومة الأدوية.

كيف يعمل فورسكولين؟

يتداخل المركب مع البروتين P-glycoprotein 1

هذا البروتين عادة يقوم بطرد الأدوية خارج الخلايا السرطانية, مما يسبب مقاومة العلاج

عند تعطيله، تتراكم كميات أكبر من العلاج الكيميائي داخل الخلية

وبالتالي تصبح الخلايا أكثر عرضة للتدمير

هذا الاكتشاف يشير إلى إمكانية استخدام جرعات أقل من العلاج الكيميائي، مما قد يقلل الآثار الجانبية القاسية المرافقة له.

آفاق مستقبلية واعدة

قالت الدكتورة ماريا تيريزا إسبوزيتو، المحاضرة الأولى في الكيمياء الحيوية بجامعة ساري: «أظهرت نتائجنا آلية مزدوجة مثيرة لفورسكولين؛ فهو يمتلك تأثيرا مضادا للسرطان مباشرة، كما يعمل كمُعزّز قوي للعلاج الكيميائي. دمجه مع داونوروبسين قد يؤدي إلى علاج أكثر فعالية مع آثار جانبية أقل».

من جانبه، قال الدكتور سايمون ريدلي، مدير الأبحاث والدعم في منظمة Leukaemia UK: «هذه الدراسة لا تمنحنا فهما أعمق للوكيميا ذات إعادة ترتيب KMT2A فحسب، بل تفتح الباب أمام علاجات ألطف وأكثر فعالية. دعم مثل هذه الأبحاث خطوة أساسية نحو مضاعفة معدّل البقاء لخمس سنوات في مرضى اللوكيميا خلال العقد المقبل».

المصدر: University of Surrey