أظهرت دراسة جديدة أن عيش حياة مليئة بالعمل والضغوطات وقضاء الكثير من الوقت في الشارع والعمل حيث يوجد هناك نسبة كبيرة من التلوث الجوي، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض باركنسون مع التقدم في العمر، وأن الأشخاص المعرضين للهواء الملوث هم الأكثر عرضة بحوالي 1.5 مرة للإصابة بهذه الحالة المدمرة.
علاج مرض الباركنسون
ويدعو المؤلف المشارك في الدراسة، البروفيسور سون جو تشونغ من كلية الطب بجامعة أولسان في سيول إلى ضرورة اتباع سياسة "الصحة العامة المستهدفة" استجابة لهذه النتائج المقلقة.
وقال البروفيسور تشونغ: "تشير هذه النتائج إلى أن تنظيم ملوثات الهواء قد يقلل من خطر إصابة الأشخاص بمرض باركنسون وبعض الأمراض الأخرى".
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة يمكن أن تسلط الضوء على العدد المتزايد لحالات الإصابة بمرض باركنسون في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لمؤسسة باركنسون، يعاني حوالي مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية من هذه الحالة المرضية، كما ويقوم الأطباء بتشخيص إصابة 60 ألف أمريكي بالمرض سنويا.
وفي العام الماضي، وجدت دراسة أجريت على 63 مليون أمريكي أن تلوث الهواء مرتبط بشكل أساسي بتدهور حالتهم الصحية، بما في ذلك إصابتهم بمرض باركنسون والزهايمر.
خلال هذه الدراسة الجديدة، قال الباحثون أن الجزيئات السامة يمكن أن تنتقل عبر مجرى الدم إلى الدماغ، مسببة الالتهاب والإجهاد التأكسدي.
وعلى وجه التحديد، تم ربط هذه الظاهرة بثاني أكسيد النيتروجين (NO2) المنبعث من المركبات والمصانع، بالإضافة إلى غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، والتي تعتبر أقوى 300 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
يقول البروفيسور تشونغ: "قد يتم تعزيز تطور مرض باركنسون من خلال التعرض لتلوث الهواء، خاصة بين أولئك الذين يقودون السيارات طوال الوقت أو الذين يعملون في المصانع لفترات طويلة".
الجدير بالذكر أن الباحثين قد تتبعوا ما يقرب من 80 ألف شخص يبلغون من العمر 40 عام و أكثر في عاصمة كوريا الجنوبية سيول لما يقرب من عقد من الزمان، وتم حساب متوسط مستويات التلوث الجوي لمدة خمس سنوات لكل عنوان سكني لهم.
ووجد الباحثين أن أولئك الذين كانوا يعيشون في الأدوار العلوية، كانوا أكثر عرضة بنسبة 41 % في الاصابة بمرض باركنسون، وتم استنتاج هذه النتائج بعد أخذ العوامل الديموغرافية والوضع الاجتماعي والاقتصادي والإصابة بأمراض أخرى في عين الاعتبار.
ويوضح تشونغ: "في هذه الدراسة الجماعية الكبيرة، تم تحديد وجود ارتباط ذي دلالة إحصائية بين التعرض لثاني أكسيد النيتروجين وخطر الإصابة بمرض باركنسون. حيث تشير هذه النتيجة إلى دور ملوثات الهواء في تطور مرض باركنسون، والدعوة إلى الحاجة إلى تنفيذ سياسة صحية عامة مستهدفة لحماية السكان من هذا المرض العصبي التنكسي الخطير".
بالإضافة غلى ذلك، حددت الدراسة 338 من الرجال والنساء المصابين بمرض باركنسون الذين تم تشخصيهم حديثاً.
وقال البروفيسور تشونغ: "يشكل تلوث الهواء خطرا كبيرا على الصحة العامة، حيث أن أكثر من 80 % من سكان المناطق الحضرية يتعرضون لمستويات تتجاوز الحدود التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. وفي الآونة الأخيرة، تم تحديد ارتباطه بالأمراض التنكسية العصبية من خلال الالتهاب الجهازي والإجهاد التأكسدي والغزو المباشر للدماغ".
يعد مرض باركنسون ثاني أكثر الأمراض انتشاراً بعد مرض الزهايمر، فهو يصيب أكثر من ستة ملايين شخص حول العالم، ومن النظريات الشائعة حوله هو أنه يبدأ في البصلة الشمية، الجزء الدماغي الذي يتحكم في الرائحة والأمعاء، ثم ينتشر عبر الجهاز العصبي المركزي بالكامل ويتسبب في اضطرابه.