بينما طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن مجتمع المخابرات الأمريكي الأسبوع الماضي بتفسير أصول كوفيد-19، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن السياسة وحدها هي التي يمكن أن تثبت قصة أصل الفيروس التي تودها أمريكا.
يتفق على ذلك العديد من المسؤولين والخبراء الأمريكيين، الذين يعتقدون أن نظريات المؤامرة التي تفيد بأن الفيروس سُرب من مختبر متجذرة بشكل أساسي في السياسة، وفقا لمقال نشرته صحيفة ((فاينينشيال تايمز)) يوم الاثنين.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون إن أحد العوامل المهمة في قبول إدارة بايدن لنظريات التسرب المختبري، التي اعتاد الديمقراطيون دحضها، هو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اعتنق التضليل والافتراء، أصبح الآن خارج منصبه.
لذلك لم يعد الديموقراطيون بحاجة إلى القلق من أن جهود ترامب لتشويه سمعة الصين وإلقاء اللوم عليها ستساعده في الانتخابات. وقال بايدن الأسبوع الماضي إن ثلث المجتمع الاستخباراتي المؤلف من 18 وكالة يميل أكثر إلى نظريات تسرب الفيروس من المختبر، رغم أنهم لا يملكون أدلة كافية عليها، وفقا لـ((فاينينشيال تايمز)).
ونقل المقال عن بول بيلار، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قوله "المجتمع (الاستخباراتي) ككل بعيد عن التوصل إلى أي شيء يمكن أن نسميه حتى نتيجة نصف مؤكدة". وأضاف "حقيقة عدم توصل العديد من الوكالات المعنية إلى توافق في الآراء حتى فيما يتعلق بحكم قليل الثقة تقول لك إنهم بعيدون جدا عن أي شيء حاسم".
وقالت منظمة الصحة العالمية في مارس إن الفرضية التى تنسب خروج كوفيد-19 في أعقاب حادثة معملية "غير مرجحة للغاية"، مما يدحض نظريات التسرب المختبري. ورفض العلماء نظريات تسرب الفيروس من المختبر باعتبارها نظريات خاطئة.
وقال عالم الأحياء الألماني ماتياس غلابريشت، المدير العلمي والأستاذ بقسم التنوع الحيواني في جامعة هامبورغ، مؤخرا لصحيفة ((دير شبيغل)) الألمانية، إن هذه النظرية هي إدعاء باطل وإن بعض التقارير الإعلامية الواردة من الولايات المتحدة تستند إلى شائعات.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة الأسترالية الأسبوع الماضي، قال الأستاذ بجامعة سيدني دومينيك دواير، الذي أمضى مع علماء من دول أخرى 4 أسابيع في مدينة ووهان الصينية في مهمة لمنظمة الصحة العالمية تتقصى منشأ كوفيد-19، إنه لا يوجد دليل يدعم نظريات التسرب من المختبر.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه غير مقتنع بنظريات التسرب من المختبر، وفقا لمقابلة حصرية أجرتها معه قناة ((سي بي سي نيوز)) بُثت يوم الأحد. وقال جونسون لكبيرة المراسلين السياسيين بالقناة روزماري بارتون: "لدي عقل منفتح في هذا الأمر، لكنني سأكون واضحا معك--حتى الآن، الأشياء التي رأيتها لا تشير إلى أن ... المرشح الأول لهذا نجم عن تسرب مختبري". وأضاف "لذا فإن الأشياء التي رأيتها تشير إلى أنه في الوقت الحالي لا يزال المشتبه به الأول في أصل هذا المرض مرضا حيوانيا حدث نتيجة تربية الحيوانات البرية بطريقة ما".