سمي اضطراب الشخصية الميكافيلية بهذا الاسم نسبة للدبلوماسي الإيطالي من القرن الخامس عشر، والذي اشتهر بالتلاعب بالناس للحصول على ما يريد.
وتعتبر اضطراب الشخصية الميكافيلية أحد الاضطرابات النفسية غير المعروفة نسبة مقارنة بالسيكوباتية أو النرجسية.
الميكافيليين
ويميز الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الميكافيلية يكونون غالباً غير عاطفيين ويخدعون الآخرين ويتلاعبون بهم بانتظام ويمارسون الكذب لتحقيق أهدافهم، كما أنهم يميلون إلى الاتفاق مع عبارات مثل هذه:
- من الصعب المضي قدما دون ممارسة بعض الخداع .
- لا تخبر أي شخص عن السبب الحقيقي لفعلك شيء ما لم يكن ذلك مفيداً لك.
- من الأسلم أن نفترض أن كل الناس لديهم جانب شرير وسيخرج عندما تتاح لهم الفرصة لفعل ذلك.
- من الحكمة أن تتملق الأشخاص المهمين.
بالإضافة إلى ذلك، إن الأشخاص الذين يمكن تصنيفهم بالميكافيليين غالباً ما يفهمون ما يحفز الآخرين ويظهرون أنانية باردة في سلب ذلك منهم، كما أنهم بارعون في التلاعب والخداع لدرجة أنهم غالباً ما يكونون محبوبين من قبل الآخرين الذين لا يدركون نواياهم الشريرة المبطنة.
وفي الحقيقة، يعتبر خبراء علم النفس والاجتماع الشخصية المكيافيلية واحدة من ما يسمى بـ "الثالوث المظلم" لأنواع الشخصية الحاقدة.
ويوضح الدكتوران دانيال إن جونز و ديلروي إل بولهوس الخبراء في الشخصيات المظلمة الأمر قائلين: " لقد تم تسميتها بهذا الاسم لأن الأفراد الذين لديهم هذه السمات يتشاركون في الميل إلى أن يكونوا قاسين و أنانيين و حاقدين في تعاملاتهم الشخصية".
بالإضافة إلى ذلك، يقول الخبراء أن شخصية الأشخاص الميكافيليين تميل إلى أن تكون بغيضة ولا يمكن الاعتماد عليها، مما يؤدي بهم إلى اللجوء للكذب والغش والخيانة عندما يناسبهم ذلك ويصب في صالحهم.
وعلى عكس السيكوباتيين، يحاول الميكافيليين الحفاظ على سمعتهم وإظهارها بأفضل صورة قدر الإمكان.
ويقول دانيال إن جونز وديلروي إل بولهوس: "في أوائل القرن السادس عشر، عمل نيكولو مكيافيلي كمستشار سياسي رئيسي لعائلة ميديشي الحاكمة في فلورنسا بإيطاليا . و قد بقيت تفاصيل مشورته مشهورة حتى الآن لأن مكيافيلي وضعها للأجيال القادمة في كتابه الشهير (الأمير) الذي كتبه عام 1513، وإن جوهر نصيحته للحفاظ على السيطرة السياسية اختصرها في عبارة (الغاية تبرر الوسيلة).
ووفقاً لمكيافيلي، يجب أن يكون الحاكم ذو الأجندة الواضحة منفتحاً على جميع التكتيكات الفعالة، بما في ذلك "الاستراتيجيات الشخصية المتلاعبة مثل الإطراء والكذب".