تزيد الشيخوخة من القابلية للإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان والسكري والتهاب المفاصل والتدهور العقلي.
الكركمين والشيخوخة
لكن قسم الأبحاث في جامعة McGill في مونتريال كشف عن فوائد مادة كيميائية نباتية تسمى مادة الكركمين، والتي يتم استخراجها من توابل الكركم، وتحتوي على العديد من الخصائص التي تعمل على خرق الشيخوخة.
وكشف الفريق أثناء البحث عن (مركبات طبيعية) للوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، عن فوائد الكركمين، الذي يحتوي على مواد مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادة للميكروبات.
وقال الباحثون في مجلة Drug Metabolism and Transport: (الكركمين لديه إمكانات كبيرة للتطبيقات الصحية. ومع ذلك، فإن فوائد الكركمين مقيدة بتوافره الحيوي المنخفض).
الكركم يقضي على نمو الخلايا السرطانية
وأشار الباحثون إلى أنه جرى تطوير الكركمين النانوي بواسطة (الأيونات) و(الترسيب المضاد للمذيبات)، وثبت أن الكركمين الذي يتوفر كمكمل غذائي يقضي على نمو الخلايا السرطانية.
وأثبتت التجارب السريرية الإيجابية الأخرى أن الكركمين يمكن أن يكون فعالا في علاج مرض التصلب المتعدد، و مرض الكلية، وكذلك متلازمة الأيض.
حمية البحر الأبيض المتوسط
ومن المهم أيضاً اتباع نظام غذائي صحي بجانب إضافة المزيد من الكركمين إلى نظامك الغذائي.
وتوصف حمية البحر الأبيض المتوسط بأنها أفضل طريقة لزيادة طول العمر حيث أشارت كلية الطب بجامعة هارفارد إلى أنه يمكن أن يحمي التيلوميرات – وهي علامة بيولوجية للشيخوخة.
وأوضحت الجامعة أن التيلوميرات الأقصر ترتبط بانخفاض متوسط العمر المتوقع وارتفاع معدلات الإصابة بأمراض مزمنة.
وتتكون حمية البحر الأبيض المتوسط من الكثير من الفاكهة والخضروات وزيت الزيتون والأسماك والخبز والمعكرونة.
الكركم وصحة الرجال الجنسية
إلى هذا، تمتد فعالية الكركم إلى تحسين الصحة الجنسية لدى الرجال، نظراً لمساهمته في الوقاية من بعض الأمراض.
وحول حقيقة دعمه للصحة الجنسية للرجال، وفقًا لما ذكره موقع “Men’s health“، فقد وجدت دراسة أن مكملات الكركم الغذائية قد تسهم في زيادة الخصوبة لدى الرجال والوقاية من العقم، من خلال زيادة مستويات هرمون التستوستيرون المعروف باسم هرمون الذكورة.
كما تساعد مكملات الكركم على زيادة مستويات أكسيد النيتروجين وتثبيط نشاط إنزيم الأرجيناز.
وأجريت هذه الدراسة المنشورة في أكتوبر عام 2015 عبر “NCBI”، على فئران مصابة بارتفاع ضغط الدم الناتج عن ارتفاع نشاط الأرجيناز، ما أدى إلى ظهور مشكلات في الإنجاب، وانخفاض مستويات أكسيد النيتروجين في الخصية والبربخ.
وللكركم فوائد صحية أخرى مثل:
– الوقاية من أمراض القلب
يساهم الكركم في حماية البطانة السفلية التي تغطي عضلة القلب والأوعية الدموية، والتي بدورها تلعب دورًا رئيسًا في تنظيم ضغط الدم.
ويحمي الكركم هذه البطانة من أي أضرار، ويساعد على تحفيز أدائها لوظيفتها مع تقدم العمر، ما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عند الشيخوخة.
– مضاد للالتهابات
يعتبر الكركم مضاداً طبيعياً للالتهابات، كونه يحتوي على مادة الكركمين التي من شأنها العمل كمضاد للإجهاد التأكسدي في الجسم، والذي يتسبب في ظهور الالتهابات المزمنة، مثل التهابات المفاصل، والتهاب القولون، والتهاب البنكرياس.
كما تساهم مادة الكركمين في الكركم في مكافحة الالتهابات، وتساعد على تخفيض نسبتها في الجسم.
– الأمراض الجلدية
يمكن الاعتماد على الكركم في علاج بعض الأمراض الجلدية، مثل الصدفية وحب الشباب والإكزيما، لاحتوائه على خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات.
ويحتوي الكركم على مضادات أكسدة تساهم في الحفاظ على صحة البشرة وتأخير ظهور علامات الشيخوخة، مثل التجاعيد والترهلات في الجسد والوجه.
– الوقاية من السكري وفقدان الوزن
يحتوي الكركم على مادة رباعي هيدروكوركومين، والتي وجدت دراسات أن هذه المادة مرتبطة بانخفاض نسبة السكر في الدم وزيادة إنتاج الأنسولين وبلازما الدم.
ويتم ذلك عند حصول الجسم عليها لمدة 45 يوميًا بكميات تصل إلى 80 ملليجرام يوميًا، ما يزيد من فرص الوقاية من السكري من النوع الأول والثاني.
كما يلعب الكركم دورًا كبيرًا في فقدان الوزن، حيث يساعد على تفتيت دهون البطن، وينصح خبراء التغذية بتناوله كمشروب ساخن قبل الوجبات، للشعور بالشبع والامتلاء، مع تقليل كميات الأطعمة المستهلكة عند كل وجبة للحصول على الهدف المرجو.
– مضاد طبيعي للاكتئاب
مادة الكركمين في الكركم تساعد أيضاً مرضى الاكتئاب، لقدرتها على تحسين المزاج، وذلك عن طريق تعزيز مستويات عامل التغذية العصبية المشتقة من الدماغ، والذي يرمز له بـ”BDNF”.
وبحسب ما أثبتت بعض الدراسات، فإن مادة الكركمين الموجودة بالكركم تعادل تأثير مضادات الاكتئاب، نظرًا لقدرتها على تعزيز الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين.
الكمية الموصى بتناولها من الكركم
وتختلف الكمية الموصى بتناولها من الكركم ، حيث يوصى بتناول جرامين من الكركم مع 20 ملليجرامًا من الفلفل الأسود، كما يوصى بتناول 500 ملليجرام يومًيا من مكملات الكركم الغذائية تحت إشراف طبي حسب هيئة العشب.
وينصح خبراء الطب البديل بتناول الكركم مع بهار الفلفل الأسود، كون الأخير يحتوي على مادة البيبيرين التي تتفاعل مع مادة الكركمين في الكركم، فتزيد من فرص حصول الجسم على أقصى استفادة ممكنة منه.