كتب لأستاذ حليم خاتون:
تصور نفسك مدعوا إلى مقابلة وتفاجأ بوجود "ضيف"اسرائيلي معك في نفس المقابلة...
هذا ممكن أن يحصل على الشاشات الأجنبية أو حتى الشاشات العربية المُطبًعة سواء كانت عميلة مئة في المئة، أو نصف عميلة وفقا لاجتهاد أنصاف العملاء!!!...
أذكر مرة أن الإعلامية السيدة الشهال خرجت مرة على قناة الجزيرة، وكان على الطرف الأخر "محلل" صهيوني إسرائيلي...
طيلة المقابلة، كانت السيدة الشهال تتحاور فقط مع مقدم الحلقة من الجزيرة متجاهلة تماما وجود المحلل الآخر، إلى درجة استفزت "الضيف الإسرائيلي" فراح يصرخ محتجا...
اكتفت السيدة الشهال بالتوجه إلى مقدم.البرنامج قائلة إنها لا تعترف ولا يمكن أن تعترف بوجود شيء اسمه "ضيف من إسرائيل"، وأكملت حديثها على هذا الأساس...
باسم الموضوعية المزيفة تستطيع شاشة الجزيرة استضافة إسرائيليين، أو عملاء...
باسم الأخوّة تستطيع العربية أو سكاي استضافة كل الحثالة التي تريد، حيث لا فرق بين الضيف والمُضيف...
لكن شاشة كالميادين لا تفعلها، ولا يمكن أن تفعلها عن قصد...
اليوم، في لقاء على مرفأ بيروت بمناسبة اقتراب موعد الرابع من آب، استضافت الميادين المحامية بشرى الخليل مع "دكتور!! بتاع كله في المحاماة"، انطوان لا أعرف بقية الإسم...
صحيح أن هذا المدعو لبناني على حدً زعمه، وقد يكون فعلا لبنانيا... في النهاية انطوان لحد وسعد حداد وعقل هاشم وكل عملاء الصهاينة كانوا أيضا يحملون الجنسية اللبنانية... لكن هل يكفي حمل الجنسية اللبنانية ليكون شخص ما لبناني الهوية؟
المحامية الأستاذة بشرى الخليل بدأت وكانت في كل حديثها تتناول المسائل بكل موضوعية لتصل بكل منطق إلى إدانة القتلة الحقيقيين في جريمة المرفأ...
المدعو انطوان هذا، لم يحمله رأسه فراح يخلط عباس مع درباس محاولا التطاول على سماحة السيد نصرالله حينا وعلى الرئيس، الدكتور (غصبا عن رأسه المريض) بشار الأسد، حينا آخر...
في هلوسات قواتية تفتقد إلى أي موضوعية أو منطق، تناول انطوان هذا الفرس تارة، إرضاءََ لأسياد جعجع الخليجيين عموما، والسعوديين خصوصا، وتارة أخرى يتحدث عن الاحتلال الايراني للبنان...
احتلال لا يراه سوى عبيد الامبرياليات الذين كانوا يرجون ماكرون أن يعود لانتداب لبنان من جديد...
يرتكب المدعو انطوان كل هذه الموبقات متجاهلا أن كل مصائب لبنان آتية من هذا الانتداب الذي كرّس في لبنان نظاما طائفيا رفضته ولفظته فرنسا منذ أكثر من مئة وخمسين عاما...
ويتجاهل ان كل الفاسدين الذين يدعي الهجوم عليهم ليسوا في النهاية سوى صبيان فرنسا وأميركا وبقية الغرب الذي لا يريد هذا المدعو أن يرى مسؤوليتهم المباشرة عن إدخال شحنة النيترات إلى بيروت...
عبثا حاولت الأستاذة بشرى الخليل أن تُفهم هذا (الحمار) أن كل السفن الآتية الى لبنان تخضع لتفتيش الناتو وفقا لقرار الأمم المتحدة ١٧٠١....
لكن ماذا تقول... حمار عنيد، وتيس كمان...
لم اعد ارى الأستاذة بشرى في القسم الثاني من البرنامج ولا اعرف إذا كانت انسحبت لعدم إمكانية التواجد مع هذا "الدكتور الجاهل" في نفس البرنامج...
المشكلة ليست فقط في استضافة هذا العميل للغرب، المشكلة هي في استضافة جاهل لا يشكل ولا يمكن أن يشكل إضافة نوعية في الثقافة السياسية...
ما هي الأسس التي على أساسها يتم استضافة أناس عل الميادين، لا أعرف...
لكن على الميادين أن تعرف أنه ممنوع على شاشة مقاومة استضافة عملاء تحت اي وصف يتحدث عن الرأي الآخر...
يكفينا خربطات الجزيرة، وصهيونية العربية وسكاي نيوز...
في أسوأ الأحوال، استضيفوا أناسا عندهم قوة منطق وليس لاعبين بين الأرجل قد يحملون شهادات، ولكن لا شأن لهم، لا بالثقافة ولا بالسياسة، ولا بالوطنية...
في البلاد التي تحترم نفسها، أمثال هؤلاء يحاكمون بتهمة الخيانة... ولكن ما العمل؟
نحن في لبنان، حيث العمالة وجهة نظر... وحيث وصل رئيس عميل إلى سدة الرئاسة على ظهر الدبابات الإسرائيلية قبل طرد المحتل بفضل حلفاء المقاومة من الفرس والدعم السوري مع *الدكتور بشار الأسد