كتب الأستاذ حليم خاتون: ذكريات في اللغة العربية مع الشكر لمن يذكًرنا بجمال لغتنا وجمالها 
أخبار وتقارير
كتب الأستاذ حليم خاتون: ذكريات في اللغة العربية مع الشكر لمن يذكًرنا بجمال لغتنا وجمالها 
حليم خاتون
30 تموز 2021 , 00:32 ص
كتب الأستاذ حليم خاتون:  حتى قبل فترة غير قصيرة كنت أُصدم حين يرتكب مقدمو البرامج او النشرات الإخبارية أغلاطا مميتة في اللغة العربية الفصحى... حتى بدأ صديق قديم يرسل لي مشكورا، وبناء على طلبي، م

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

حتى قبل فترة غير قصيرة كنت أُصدم حين يرتكب مقدمو البرامج او النشرات الإخبارية أغلاطا مميتة في اللغة العربية الفصحى...

حتى بدأ صديق قديم يرسل لي مشكورا، وبناء على طلبي، ما ارتكبه من أغلاط قواعدية في المقالات التي أكتبها...

بعض هذه الأغلاط ناتج عن بعدي عشرات السنين عن الوطن، لكن، وبكل أسف، السبب الأساسي الذي اكتشفته هو بُعدي عن قراءة القرآن  الذي هو أساس اللغة العربية ومخزن جمالها...

عندما أفكر وأتذكر، أجد أن اللغة العربية كانت ضحية حرب شعواء قام بها العالم ضد هذه اللغة وضدنا نحن...

كان يجب هزيمة الفكر الوحدوي في شقّيه القومي العربي، والإسلام...

في المدرسة في المهجر، كانت معلمة اللغة الإنكليزية تفقد عقلها كلما جرى الحديث عن الوحدة العربية أو جمال عبد الناصر...

سألتنا مرة من هو رئيس جمهورية لبنان... وكادت تجن حين اجبنا جميعا جمال عبدالناصر... 

لم نفعل هذا عمدا...
بل كنا نعتقد فعلا أن عبد الناصر هو فعلا رئيسنا...

في البيوت، كان أهلنا لا يتحدثون إلا عما قاله أو يقوله عبدالناصر...

أذكر مرة، أنها حاولت باستماتة اقناعنا بأن العرب ليسوا شعبا واحدا... فسألتنا بخبثِِ

ما إسم الbread في لبنان، اجبناها... خبز...
فقالت هل رأيتم، في مصر اسمه 
"عيش"...

هؤلاء الناس يكرهوننا ويكرهون كل حضارتنا وتاريخنا... لذلك زرعوا  في قلب الأمة ذلك الكيان السرطاني، ولذلك يقومون في كل مرة يرون فيها إمكانية لبعث هذه الأمة بضرب هذه الإمكانية.

وآخر هذه البدع...
بدعة التكفير والتكفيريين...

المكز الثقافي العربي الذي كنا نقضي الوقت فيه أو نشاهد على شاشته آخر افلام فريد شوقي أو رشدي أباظة أو سعاد حسني أو مريم فخرالدين وبالتأكيد فاتن حمامة... كان يتبع لقنصلية الجمهورية العربية المتحدة...

الكتب والقصص التي كنا نقرأها، كانت من هذا المركز...

حتى الدراسة الأولى لهذه اللغة كانت على يد الأستاذ المصري/السوداني جورج دحدوح...

بعد المدرسة الإبتدائية، أرسلني الأهل إلى لبنان، وكانت أولى التجارب في مدارس المقاصد الإسلامية....

هناك عرفت اول مأساة لهذه اللغة... لا أذكر أستاذا ضليعا واحدا علمنا شيئا مفيدا نتذكره في هذه اللغة...

أما حصة الدين الإسلامي، فكانت حصة (طق حنك)، نقوم أثنائها بالتحضير للصفوف الأخرى...

الاستاذ الوحيد الذي اتذكر بعض أفضاله هو الأستاذ جورج صيقلي إذا لم تخني الذاكرة...

كان يدخل إلى الصف ويكتب آية من القرآن على اللوح ويطلب منا إعرابها، مع أني كنت انتقلت يومها إلى مدرسة علمانية عند المعلم الكبير شارل سعد...

كان الأستاذ صيقلي يقول لنا أن إتقان العربية لا يكتمل إلا بإتقان قراءة القرآن...

من أخر بدع محاربة هذه اللغة هو الانترنت الذي كثيرا ما يغير الصحيح إلى خطأ...

عدة مرات نصب لي المرفوع...ورفع المنصوب... اعتقدت اني على خطأ حتى عاد صديقي وأعاد الأمور إلى نصابها...

موضوع لغتنا العربية يحتاج إلى أكثر من هذه العجالة...

هي نصيحة لصغار التلامذة وصغار المعلمين والمعلمات...

لغتنا العربية سلاح نووي يخشاه الغرب والشرق... حافظوا علبها.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري