* ضاعف اغتيال الجنرال قاسم سليماني والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية امير عبد اللهيان،واغتيال العلماء النووين الايرانيين،والمقاطعة الاقتصادية من مشكلات ايران.وفاقمت الحرب الاسرائيلية والامريكية والناتوية عليها في حزيران/ يونيو ٢٠٢٤ التي دامت ١٢ يومامن ازماتها السياسية والاقتصادية،وادى مقتل الصف الاول من القيادات العسكرية والعلماء النوويين على ايدي المجموعات التخريبية التي تسللت وتمركزت داخل ايران ومدربة ومسلحة ومعها المسيرات وبالتنسيق مع عملاء الداخل الايراني.كشفت هذه الحرب نقاط ضعف النظام والجبهة الداخلية التي تتأثر سلبا بالوضع الاقتصادي المتدني،وهبوط سعر صرف التومان الى مستويات تدل على ان الاقتصاد الايراني على حافة الانهيار،وينذر بازمات داخلية قد تطيح بالطبقة الحاكمة المتشددة. وقد يكون تلكؤ الواايات المتحدة الامريكية بشن حرب على ايران هو الوضع الاقتصادي،مما يجعل القيادة الايرانية وعلى راسها الامام علي الخامنئي عرضة للخطر اكثر من اي وقت مضى،ويجعلها موضع مساءلة علنية.حيث تفشل سياسة التشدد والتوتر مع الولايات المتحدة الامريكية التي طالما استخدمتها لشد عصب الداخل والابقاء على سلطتها
* تشكل ايران الجبهةةالامامية للدفاع عن قلب اسيا ،والداعم العسكري والمالي لحزب الله في لبنان وحماس والجهاد الاسلامي في فلسطين والحوثيين في اليمن.وعليه،فان سقوط النظام الايراني من الداخل،يعني حسب الرؤية الاسرائيلية وهي صحيحة وهي ان اسقاط النظام سيؤدي الى تفاعل متسلسل يسقط اذرعها في الاقليم ويفتح بوابة العمق الاسيوي الذي لا تستطيع لا روسيا ولا الصين ان تمنع تداعياته وارتداداته.وهو اقل كلفة بما لا يقاس من اسقاط النظام بالحرب الامريكية الناتوية والاسرائيلية،ونلاحظ دائما ان اسرائيل تطالب الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربيةبمزيد من العقوبات المشددة على ايران،ومن بينها وقف كامل صادرات النفط،وفرض حظر واسع على المنتجات ذات الاستخدام المزدوج،وتزعم اسرائيل انها تسهم في تطوير منظومة الصواريخ والصناعات العسكرية الايرانية.ووفق هذا المنطق،قد يدفع الضغط الاقتصادي المتزايد النظام الايراني الى تقديم تنازلات فيما يتعلق بالبرنامج النووي والصواريخ الباليستية وغيرها من الملفات التي طرحتها واشنطن خلال العام الماضي ورفضتها طهران.
حذر وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي من (( مؤامرة جديدة )) يحيكها (( الاعداء )) لضرب الاقتصاد الايراني واثارة السخط الشعبي مؤكدا ان مثل هذه المحاولات محكوم عليا بالفشل.
جاءت تصريحات عراقجي خلال لقاءه مجموعة من الاقتصاديين في مدينة اصفهان حيث اضاف: (( هذا الحلم سيأخذونه معهم الى القبر )) مشيرا الى ان ايران تمكنت خلال الاثنتي عشرة يوما الاخيرة مع اسرائيل من تجاوز الازمة العسكرية عبر صمود القوات المسلحة واستخدام صواريخ محلية الصنع وجهود الشعب والحكومة.واكد عراقجي الحاجة الى التكاتف الوطني لافشال اي محاولات خارجية لفرض ظروف اقتصادية قاسية على الجمهورية الاسلامية قائلا: (( نحن اليوم بحاجة الى التكاتف لافشال الازمة الاقتصادية ومحاولات الاعداء )).
* الشعوب العربية والايرانية اكثر شعوب العالم ثراءا بالحكم والامثال.والقران الكريم،والحديث الشريف يزيدها ثراءا.لان القصص القراني كله حكم.على الرغم من هذا الثراء،الا انها لا تلتزم بهذه الحكم.
قال امير المؤمنين،وامام المتقين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه: (( دعوتكم الى جهاد هؤلاء ليلا ونهارا وسرا وعلانية وقلت لكم اعزوهم قبل ان يغزوكم،فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم الا ذلو )) .حكمة من اعظم الحكم.والحديث الشريف (( الحرب خدعة )).
* بعد ان اغلقت مصر مضائق ثيران حشدت اسرائيل قواتها العسكرية على جبهة سيناء وتوترت الجبهة وصارت تنذر بمجابهة عسكرية شاملة في شهر مايو يونيو من عام ١٩٦٧ تدخلت الدول لا لتقنع اسرائيل بعدم شن حرب على مصر بل لتقنع الرئيس المصري جمال عبد الناصر بان لا يكون البادئ في الحرب.بعد ان تيقنت اسرائيل من انه لن يكون البادئ شنت عليه حربا شاملة في الخامس من يونيو واحتلت قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء والضفة الغربية والجولان السوري.لم يعتمد العرب الحكمة والامثال في تقيمهم للاوضاع.
تتعرض ايران منذ بداية الثورة الاسلامية للحصار،ودفعت الولايات المتحدة الامريكية بالرئيس العراقي صدام حسين لشن الحرب على ايران دامت ثمانية سنوات،اودت بحياة جيل كامل من الشعبين الايراني والعراقي،ودمرت اقتصاد البلدين،وحولتهما الى دول فاشلة.
شنت الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل حرب ينيو ٢٠٢٤ دامت اثنتي عشرة يوماوالان اسرائيل تقرع طبول الحرب على ايران.بغض النظر عن كونها حملة اعلامية ام جدية.نجد ان القيادة الايرانية لم تستوعب الدرس من الماضي.وخاصة ان المسلمين الشيعة من دائمي ترديد قول ابا عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب: (( الا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين السلة او الذلة.هيهات منا الذلة )).وهم الاكثر تعظيما لشأن الامام علي بن ابي طالب.الا ان المرشد الامام علي الخامنئي والقيادة الايرانية لا تاخذ قوله الحكيم : (( اغزوهم قبل ان يغزوكم،فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم الا ذلوا )).فما الذي تنتظره ايران؟ وما معنى تصريح وزير الخارجية عباس عراقجي قبل ايام بان ايران مستعدة لتلقي الضربة الاسرائيلية؟.
ما هكذا تورد الابل يا معالي الوزير.كل ما صرحت به عن الاقتصاد الايراني وتكاتف الشعب لافشال خطط الاعداء واستعداد ايران لمواجهة الضربة العسكرية تبقى شعارات تجريدية،لا تصد عدوانا،ولا تنمي اقتصادا،ولا تحشد شعبا متكاتفا.ان واقع الشعب الايراني يزداد تكاتفا كل يوم مع الفقر.
وبناء على ما تقدم.فان الحرب الاستباقية هي البلسم الحتمي الذي يخلص ايران من ازماتها.ولديها الظروف الذاتية التي تتمثل بجيشها القوي وقوتها الصاروخية،والمسوغ الاخلاقي والمبرر الوطني،والمظلومية والحجة على اعدائها وخاصة اسرائيل.ولديها الظروف الموضوعية المواتية عربيا واقليميا ودوليا وبشكل خاص روسيا والصين لكي تاخذ ايران زمام المبادرة وتوجه الضربة الاستباقية ضد الكيان الصهيوني المتغطرس وتنهي دوره الوظيفي مرة والى الابد.واذا فوتت هذه الفرصة فانها ستواجه نفس المصير الذي واجهه الرئيس جمال عبد الناصر والعرب عام ١٩٦٧.
على ايران ان تعقل وتتوكل
اغزوهم قبل ان يغزوكم
فان لم تقدحوا نارا كيف يراكم الامل
مهندس زياد ابو الرجا