مسؤول إسرائيلي يتهم إيران باستهداف ناقلة قبالة عمانسقوط قتيلين من طاقم السفينة وتلفزيون "العالم" يقول إن الهجوم رد على قصف مطار الضبعة السوري
بعد مقتل اثنين من طاقم ناقلة النفط "زودياك ماريتيم" في هجوم تعرضت له قبالة سلطنة عُمان، أكد مسؤول إسرائيلي كبير أن "إيران مسؤولة عن هجوم بطائرة مسيرة على الناقلة"، في حين نقل تلفزيون "العالم" الإيراني عن مصادر قولها إن الهجوم على السفينة جاء رداً على هجوم إسرائيل على مطار الضبعة السوري .
ونقلت القناة "13" التلفزيونية الإسرائيلية عن مسؤول لم تكشف عن هويته قوله، "ما حدث هو عمل إرهابي أقدمت عليه إيران".
وأكدت القناة الإسرائيلية نقلاً عن المسؤول قوله إن "طائرة مسيرة استخدمت في الهجوم على ناقلة نفط مملوكة لعائلة إسرائيلية قبالة عُمان"
وقال موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي إن التقييمات الجارية في إسرائيل تشير إلى وقوع هجومين على السفينة تفصل بينهما بضع ساعات ، ولم يتسبب الأول في أضرار، لكن الثاني أصاب غرفة القيادة والتحكم مما أسفر عن سقوط القتيلين.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي، لم يذكر اسمه، قوله "سيكون من الصعب على إسرائيل غض الطرف" عن هذا الهجوم.
فيما كتبت "زودياك ماريتيم"، وهي شركة دولية مقرها في لندن، على "تويتر"، "علمنا ببالغ الأسى أن الحادثة التي وقعت على متن (أم تي ميرسر ستريت) أسفرت عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم هما روماني وبريطاني".
وأضافت أنها "ليست على دراية بأي أذى لحق بأفراد آخرين"، مشيرة إلى أن الناقلة تبحر حالياً تحت سيطرة طاقمها وبالدفع الذاتي وتتجه لموقع آمن برفقة من البحرية الأميركية.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، قد أكدت اليوم الجمعة، أن السفينة تعرضت للهجوم أمس الخميس.
وذكرت الهيئة، التي توفر معلومات عن الأمن البحري، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالات أنباء أن السفينة كانت على بعد نحو 152 ميلاً بحرياً (280 كيلومتراً) شمال شرقي ميناء الدقم العماني عندما وقع الهجوم، مضيفة أنه "لم يكن عملاً من أعمال القرصنة".
وأوضحت الشركة المشغلة للناقلة "ما زال همنا الأول سلامة جميع من كانوا على متن السفينة والمتأثرين بالحادث"، مضيفة أن التحقيق جار لمعرفة ملابسات الوقائع.
كذلك، لفت ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية إلى أن مقرها في المنطقة "يحقق حالياً في الاستهداف".
وبحسب الموقع الرسمي لـ"وزودياك ماريتايم" فهي شركة مملوكة لعائلة عوفر الإسرائيلية.
تقارير غربية
وفي هذا السياق، قالت مصادر أوروبية وأميركية مطلعة على تقارير مخابرات اليوم الجمعة إن إيران هي المشتبه به الرئيسي في هجوم على ناقلة منتجات نفطية تشغلها إسرائيل قبالة عُمان لكن
من السابق لأوانه التيقن من ذلك.
ومن ناحية أخرى، قال مسؤول دفاعي أميركي إن الناقلة ميرسر ستريت، التي ترفع علم ليبيريا وتملكها اليابان وتديرها شركة زودياك ماريتايم الإسرائيلية، تعرضت فيما يبدو لهجوم بطائرة مسيرة. وأكد متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن وقوع الهجوم لكنه لم يذكر تفاصيل.
اتهامات لطهران
ولم يصدر من الهيئة أي اتهام مباشر سوى نفيها أن يكون نشاط قراصنة، إلا أن أحداث السنوات الماضية وجهت فيها أصابع الاتهام إلى إيران، على الأقل من وجهة نظر عدد من العواصم الدولية.
فمنذ بدأ استهداف السفن في هذا الخليج بشكل متسلسل بدءاً من 2019، كانت تصريحات المسؤولين تتجه نحوها، رغم النفي الإيراني المستمر.
إذ علق مسؤول أميركي على استهدف ناقلتي نقط في خليج عمان، في يونيو (حزيران) 2019، قائلاً "في الساعات التي سبقت الهجوم استهدف الإيرانيون طائرة أميركية من دون طيار تحلق فوقهم، بصاروخ أرض جو". وأكد "أن الصاروخ أخطأ الهدف وسقط في الماء".
وأضاف المسؤول، في تصريحات لشبكة "سي أن أن" دون الكشف عن اسمه أنه "قبل إطلاق النار رصدت الطائرة الأميركية من طراز MQ-9 سفناً إيرانية بالقرب من الناقلات"، على الرغم من أن المصدر لم يوضح ما إذا كانت الطائرة من دون طيار شاهدت القوارب تقوم بتنفيذ هجوم فعلي.
يأتي هذا بعد نشر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فيديو، أشارت خلاله إلى "أنه لقارب إيراني ينزع لغماً من ناقلة النفط اليابانية، إحدى الناقلتين المعرضتين للهجوم".
تلى ذلك في أبريل (نيسان) 2020 استهداف آخر رصدته "عمليات التجارة البحرية البريطانية" التابعة للبحرية البريطانية، قالت إن مسلحين اعتلوا سطح سفينة راسية في خليج عمان، الثلاثاء، لكن أُفرج عن السفينة في وقت لاحق. وأضافت في تحديث لمذكرة أصدرتها من قبل أن "السفينة والطاقم في أمان" وحضت كل السفن القريبة على توخي الحذر.
وفي فبراير (شباط) 2021 أعلنت شركة للأمن البحري البريطانية، أن سفينة إسرائيلية تعرضت لانفجار في خليج عُمان، وهو ما علق عليه وزير الدفاع الإسرائيلي في حينها، بيني غانتس، أن "تقييمه المبدئي" يؤكد ضلوع إيران في الانفجار.
وقال غانتس لهيئة البث الإسرائيلية (كان)، "إيران تسعى إلى ضرب البنية الأساسية في إسرائيل والمواطنين الإسرائيليين... موقع السفينة القريب نسبياً من إيران يثير فكرة وتقييماً بأن الإيرانيين هم من فعلوها".
وبعدها بشهرين أكدت تل أبيب أن سفينة شحن أخرى أُصيبت بصاروخ أحدث بها أضراراً في بحر العرب.
إيران تنفي "المزاعم"
وتتصدى طهران دائماً لما تصفه بـ"المزاعم" التي تدعي تورطها في مثل هذه العمليات، إذ شدد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، في رسالة بعث بها، الثلاثاء، إلى مجلس الأمن الدولي، بعد حادثة فبراير (شباط) الماضي التي اتهمت بها بلاده، أن إسرائيل من خلال إلقاء اللوم على إيران في الحادثة "تلعب دور الضحية بهدف صرف الانتباه عن أعمالها المزعزعة والخبيثة في المنطقة".
وذكر الدبلوماسي الإيراني أن جميع المؤشرات تؤكد أن الانفجار كان "عملية علم زائف معقدة دبرها لاعبون يسعون إلى تقديم سياساتهم الخبيثة وتحقيق أهدافهم غير المشروعة".
وحذر المسؤول الإيراني من أن إسرائيل "ستتحمل كل التداعيات نتيجة لأي تقدير خطأ محتمل".
وكالات



