صحيفة هآرتس: المشاهد من كابول تثير الهلع لدى حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
عين علی العدو
صحيفة هآرتس: المشاهد من كابول تثير الهلع لدى حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
16 آب 2021 , 12:21 م
كتب المحلل العسكري، عاموس هرئيل، أن المشاهد من كابل تثير الهلع لدى حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتطرح سؤالا حول خطوات مشابهة ومتوقعة قد تقوم بها واشنطن في المستقبل، مشيرا إلى أن بعض ردود


كتب المحلل العسكري، عاموس هرئيل، أن المشاهد من كابل تثير الهلع لدى حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتطرح سؤالا حول خطوات مشابهة ومتوقعة قد تقوم بها واشنطن في المستقبل، مشيرا إلى أن بعض ردود الفعل التلقائية في الشبكات الاجتماعية، اعتبرت أنه يحظر على إسرائيل الاعتماد على أميركا، والاعتماد على نفسها فقط. وتساءل هرئيل عما إذا كان بإمكان اسرائيل التخلي عن الفيتو الأميركي ضد قرارات معادية لها في مجلس الأمن الدولي، أو عن 3.8 مليار دولار كمساعدات أمنية سنوية.
ورأى هرئيل، أن إسرائيل ليست افغانستان ولا العراق، وأن العلاقة والالتزام الأميركيين بها مختلفان جوهريا، ومثلهما أيضا المكسب الذي تحققه الولايات المتحدة من هذه الشراكة، حتى لو كان واضحا فيها من هو العملاق ومن هو القزم. ورغم أن تقليص الاهتمام الأميركي بالشرق الأوسط، وتوجيه الأنظار إلى الشرق الأقصى باتت قصة منتهية، لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ستبقي إسرائيل لوحدها.

عام اتفاقيات التطبيع مع الإمارات: الإنجاز الرئيسي اقتصر على الجانب الاقتصادي
كتب المحلل عاموس هرئيل، أن جهاز الأمن الإسرائيلي يرى أن التغيرات التي أحدثها اتفاق التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة، خلال السنة الفائتة، كانت أقل من التقديرات، رغم أنها كسرت الجمود الذي استمر سنوات بين إسرائيل والإمارات. وأضاف أن غاية الاتفاقات كانت الانطلاق نحو اتفاقيات تطبيع مع دول عربية كثيرة أخرى، وفي مقدمتها السعودية، وكان يفترض بها أن تؤدي إلى قيام حلف إستراتيجي جديد، موالٍ للولايات المتحدة، في الشرق الأوسط، ردا على المحور الشيعي الذي تقوده إيران، غايته أن يثبت أن إسرائيل ليست بحاجة إلى سلام مع الفلسطينيين من أجل ضمان تحسين علاقاتها مع دول المنطقة.
واعتبر هرئيل، أن اتفاقيات التطبيع قد تكون الإنجاز الوحيد الذي حققه ترامب في المنطقة، وإحدى النقاط الإيجابية للسياسة الخارجية الإسرائيلية خلال الـ12 سنة من ولاية نتنياهو، لكن النتيجة الإستراتيجية كانت محدودة. 
ونقل هرئيل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الثمار الأساسية للسلام مع الإمارات تحققت أكثر المجال الاقتصادي والتكنولوجي. كما توثقت العلاقات الأمنية والاستخباراتية بين إسرائيل والإمارات، رغم أنهما لا تفصحان عن ذلك. وقد كشفت تقارير نشرت مؤخرا أن الإمارات هي إحدى أبرز زبائن شركات السايبر الهجومي الإسرائيلي، التي استخدمت تكنولوجياتها بشكل عدواني أحيانا لاستهداف صحافيين وناشطي حقوق الإنسان، في صفقات أبرمت بتشجيع الحكومة الإسرائيلية.
وشدد هرئيل على أنه إذا كانت اسرائيل أملت بأن تكون الإمارات جزءا من حلف معلن أكثر، وتعمل من أجل لجم الخطوات الإيرانية في المنطقة، فيبدو أن هذا الاعتقاد كان أملا زائفا. كما أن ضلوع الإمارات في الحلبة الفلسطينية بقي متدنيا، ولم يحل المال الإماراتي محل المال القطري، رغم التأييد الإسرائيلي المتزايد لهذه الفكرة.
ورأى هرئيل، أن دول الخليج تتوخى الحذر في كل ما يتعلق بالموقف من ايران، لاعتبارين مرتبطين ببعضهما. أولا، إيران تعتبر دولة عظمى إقليمية قوية، لا تعتزم التراجع أمام الولايات المتحدة ولا تخشى استهداف مصالح أميركية وإسرائيلية في المنطقة. وثانيا، تبدل الإدارات الأميركية الذي قلل من شهية توثيق العلاقات مع إسرائيل، سواء في الإمارات أو في السعودية، التي أمل ترامب ونتنياهو بربطها باتفاقيات التطبيع. وفي ظل التوجه الأميركي نحو الانسحاب من الشرق الأوسط، وتركيز أميركا اهتمامها على الشرق الأقصى وعلاقاتها المشحونة مع الصين، يبدو تعهد الإمارات بتوثيق العلاقات مع إسرائيل خطوة بعيدة المنال.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري