كتب سلطان سليمان
قرأت بالامس خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري، فاعتقدت اني اقرأ برنامجا انتخابيا لمرشح شاب مغمور للانتخابات النيابيةالمقبلة لما تتضمنه من دعوات لمحاربة الفساد والاصلاح في القضاء وفي ادارات الدولة. فأعدت التأكد اني فتحت الصفحة الصحيحة وان الخطاب هو لبري وليس لشخص غيره، فشعرت بعمق المأساة التي نعيشها، فمن الواضح ان بري يستخف كثيرا بالجمهور الذي يخاطبه.
يا دولة الرئيس ارحم ذكاء البعض منا على الاقل، فانت في رئاسة المجلس النيابي اي السلطة التشريعية منذ 29 عاما، فلم يحاسب المجلس في عهدك الطويل هذا اية حكومة ولم يسقط في مجلسك النيابي، نعم مجلسك أَنت، اي وزير، وانت على دراية بكل مزاريب الهدر والفساد في الدولة، والتي لمحيطك القريب والبعيد حصة الاسد فيها،
فنحن لا ننسى شعارك في الشراكة في الحكم وفق منطقك "عالسكين يا بتيخ". ولا ننسى انك وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية لم تشكل حكومة الا ولك حصة فيها ومن خلال هذه الحصة في السلطة التنفيذية ايضا مارست منطق وسياسة "عالسكين يا بتيخ" في كل مزاريب الهدر والصفقات التي استنزفت المال العام، اي اموال الشعب. لذلك يا حبذا يا دولة الرئيس ان ترحمنا ونحن في ذروة المعاناة من فساد مجالسك النيابية المتعاقبة والحكومات المتعاقبة التي كنت شريكا مضاربا فيها على تقاسم مغانم السلطة مع باقي القوى من الحريري الاب والابن وملائكتهما الى جنبلاط وباسيل وغيرهم من ناهبي اموالنا، يا حبذا ان تعرف فقط ان اولادنا باتوا في الهجرة او على الطريق اليها وان الصغار منهم باتوا امام المستقبل الاسود الذي رسمته انت وهذه المنظومة التي عمادها الاساسي حاكم البنك المركزي حبيب قلبك رياض سلامة وشريكه رئيس جمعية المصارف سليم صفير سارقي ودائع الناس ومن ضمن هؤلاء الناس جمهور كبير من ابناء الطائفة الشيعية الذين تغربوا على بلاد الدنيا الواسعة لتأمين حياة كريمة منعتها انت وشركاؤك عنهم وعندما وثقوا بمنظومتكم وارسلوا اموالهم وجنى عمرهم الى شركائك انت والمنظومة سطوتم عليها وانت ترفعون شعار ان ودائع الناس مقدسة، بالطبع هي مقدسة حتى العبادة لانها لم تعد لهم بل باتت لهذه المنظومة برمتها. ارحمنا يا دولة الرئيس فان لم يحاسبكم قضاة الارض سيحاسبكم قاضي السماء.
،،،سلطان سليمان
