رداً على مقال عبد الحسن المتيوني. حيث تم ذكر مقاله أسفل الرد .
(ذهنية حبيسة لايديولوجية ضيقة ،
وافق يعجز عن الاستعاب )
ليس من المستحسن لدي بأن ادخل في غمار سجالات الساحة العراقية ، ورجالاتها ذوي المؤهلات المتعددة في التبعية المفرطة لما ينتمون إليه، بعيدا عن مصلحة العراق العليا ، واقع هذا البلد ومتغيرات الجيوبوليتك الدولية التي تنخر به من كل جانب ، خاصة من قبل الولايات المتحدة .
لكنه بنفس الوقت من المحزن أن ترى عبودية ثقافية لمسار يعلن دمار العراق ، ومؤلم ان ترى شخوص من مدينة الموصل الاتي عاث الإرهاب بكل شيء فيها، تضيع عليه -الشخوص- بوصلة الحفاظ على ما تبقى . ويبقى حبيس فكر ضيق يبحث له عن بصيص من الأمل ليرى النور من خلاله ولو على حساب غرس الطعنات في جسد العراق ، في وقت العراق بحاجة إلى التكاتف .
موضوع غزو العراق ، الذي تطرق له عبد الحسن المتيوتي، الذي غيب حقيقة الإرادة التي دارت هذا الغزو .
لنضيف له ان الغزو كان قرارا دوليا بزعامة أمريكية بريطانية ، وكان الغزو للعراق واقعا سواء ساند العالم أمريكا ام لا ، فأمريكا كانت ماضية في مشروعها بأحتلال العراق ، لأنه النتيجة الحتمية لأحكام القبضة على أهم منطقة تغذي مشروع الهيمنة الأمريكية في العالم ، وتعتبر من الاسس التي يقف عليها الأمن القومي الأمريكي، من جانب الطاقة وجانب امن الكيان الصهيوني ومن ناحية استيعاب خطوات الفشل الأمريكي في المنطقة التي تتلقاها دول الخليج العربي .
إذن مسألة احتلال العراق وتدميره واسقاط سلطة القانون ، ولاحقا ظهور القاعدة وعصابات داعش الارهابية كمرحلة ثانية من التدمير المجتمعي والسياسي من خلال إعلان جغرافية العراق وسوريا تابعة بعملية ضم للدولة الإسلامية، وبأدوات بشعة حاولت تدمير مؤسسات الدولة برمتها.
جغرافية أريد فيها قلب الأنظمة وبذر غيرها، وهذا الأمر كان من الأولويات الإمبريالية الصهيوامريكية .
وهذا بالضبط ما تم التخطيط له ودراسته بحذافيره، وليس تعينن فلان وفلان بمنصب رئيس الوزراء،في السنوات الأولى من الاحتلال ، كان منظر مجلس الحكم ، بعلاوي والياور، والباججي والطالباني والبرزاني طاغيا ، لاظهار توجهاتهم مع الامريكي ، فقط الحالة الاسلامية التي كانت خافية نوعا ما وخاصة في الداخل العراقي . وليس كما ذهب إليه الدكتور عبد الحسن المتيوتي .
ولن يكن في حساب المحتل ان للمرجعية ثقل في العراق تغير فيه من المعادلات الداخلية وتنعكس اقليميا ودوليا. واثبت بما لا يقبل الشك ان الحالة الإسلامية لا زالت هي المؤثر الأول في مسار الدولة العراقية .
نسأل الدكتور المتيوتي، لماذا يرمي بثقل المؤاخذات على حزب الدعوة تحديدا ، وهو لم يكن لوحدة في ساحة العراق ؟
وأن موضوع دخول الاحزاب والحركات مع المحتل ، او حزب الدعوة الذي رفض الدخول مع الأمريكي ، كما رفض حضور مؤتمر لندن ، لكنه في نهاية الأمر دخل العراق ليس مع الأمريكي ، وهي جزئية حاول حزب الدعوة من خلالها الثبات والحفاظ على مبادئه، وموروثه الفقهي الذي بني على أيدي علماء كبار.
لكن بنفس الوقت على السيد المتيوتي، ان يسأل نفسه:
- هل من المنطقي أن يدخل الأجنبي محتلا للعراق منفردا بالساحة ، وتحت غطاء دولي؟
-وهل من المنطقي أن تترك ارضك، وسماؤك وأهلك وناسك تستباح ، ويصدر كل شيء، ويمسك الارض أناس غرباء محتلين ؟
- ما هو منظور الخيانة لديك؟ ان تدخل بلدك لأنك ابن البلد ضد المحتل، ام تقدم له الولائم وتطلب منه الحماية ؟ والمحتل اقصد أمريكا أو داعش،او اي دولة اخرى.
فاللعراق رجاله وقت الشدة .
ثم لا يظن السيد عبد الحسن المتيوتي من ان دول التحالف التي قصفت العراق في 1991 2, بعد احتلال النظام السابق للكويت، ودمرت البنية التحتية العراقية من الكهرباء، هل ستزودك اليوم أمريكا بالكهرباء ؟، ولعل ملفات الشركات الأمريكية جنرال الكتريك وفسادها في العراق وسمنز وتشالنجر الألمانية التي جوبهت بضغط ورفض أمريكي ، ما عدى الخطوط العربية الكويتية الأردنية وفسادها ، وإلى ما هنالك من إشكاليات لا تنتهي مع الفساد من جهة والأمريكي والبريطاني من جهة ثانية .
فلا يجوز اختزال منظومة دولية بزعامة الولايات المتحدة ، وجندت لأجل غايتها تلك معظم دول جوار العراق و وتدفق الإرهاب بكل أشكاله البشعة ، ووسط هذا الضجيج الأعمى تكون طبيعة التكفير التي تتمتع بها ،على هذا مستوى من القزمية في تصنيف أولويات من يرغب في بقاء العراق مدمرا، منهك القوى .
الفشل والفساد وسوء الإدارة، موجودة في مفاصل الدولة العراقية، لكنها تتسع وتبقى وتتجذر كلما تأخذ طبيعة النظام العراقي الحاكم إطارا أكثر عمقا وتجذرا وفق الاسس التي بناها الامريكي.
وهذه الإخفاقات اليوم أكثر عمقا من السابق ، وفترة العراق الممتدة من 2006-2015 وهي فترة المالكي شهدت انفراجا ملحوظا في مختلف القطاعات الحكومية ونهوض نسبي في مجال التعليم والصحة وتحريك عجلة الاقتصاد العراقي ، وارتفاع اسعار النفط ، وزيادة الولادات وانخفاض في نسبة الوفيات ، وزيادة دخل الفرد أضعاف ،باستثناء فترة داعش وفي مناطق محددة ،التي عانت ما عانته بسبب الحاضنة التي وفرت له عوامل للبقاء .
الدكتور عامر الربيعي
مقال أ.د. عبد الحسن المتيوتي /جامعة الموصل
(لماذا انت يا ابا اسراء ولماذا حزبك )
لا يخفى على الجميع الموقف المتشدد الذي تبناه حزب الدعوة الاسلامية ابان الغزو الامريكي للعراق وكذلك مقاطعة لمؤتمر لندن عام 2002 الذي يعد اهم مؤتمر جمع المعارضة العراقية بحجة تابعية المؤتمر للامريكان وانه لا يتمتع بالاستقلال في أتخاذ القرار وبعد سقوط الدكتاتور لاحظنا الانقلاب والتغير في مبادء الحزب بمعدل 360 درجة وكذلك التناقضات الحادة التي تتعارض مع مبادءه وادبياته الاسلامية التي تشكل من اجلها هذا الحزب على يد كبُار العلماء و المجتهدين في خمسينيات القرن الماضي فقد شارك الحزب ممثلا بقياداته امثال الجعفري ونوري المالكي وعدنان الاسدي وآخرين في مجلس الحكم العراقي الذي تشكل تحت سلطة الولايات المتحدة الامريكية وتولى الجعفري رئاسة الوزراء في اول حكومة منتخبة بعد سقوط الصنم وهو القيادي الاول في حزب الدعوة وهنا نتسائل ماهو السر في الاعتماد على هذا الحزب في قيادة العراق في تلك المرحلة الخطيرة و الحساسة من تاريخ العراق الحديث ان لم تكن الاخطر وبالعودة الى نتائج الانتخابات التي حصلت في العام 2005 نجد ان الائتلاف العراقي الموحد الذي تنطوي تحت عباءته العديد من الاحزاب كان قد فاز ب 140 مقعد وكانت حصة (حزب الدعوة المقر العام ) لا تتجاوز السبع مقاعد فكيف تناط الرئاسة بهم وباصرار ودعم امريكي وكيف يتم اختيار نوري المالكي خلفا لابراهيم الجعفري الذي رفضته القوى الداخلية و الخارجية ولماذا انت يا ابا اسراء دون غيرك مع وجود الكثير من هم اكفاء واجدر منك بهكذا منصب سواء من الائتلاف الوطني او من نفس حزب الدعوه هل هو محض صدفة ام انه ذو حظ عظيم ام ماذا وماهو السر في ذلك ويجب ان نؤكد ان بلد مهم مثل العراق وربما يعد الاهم في الشرق الاوسط حيث تم عبور القارات والمحيطات وقطع الاف الكيلو مترات من قبل اعظم جيشين في العالم بريطانيا و امريكا ودول اخرى حليفة قامت باسقاط نظام جثم على صدورلعراقيين لعقود كل ذلك ماتم دون خطة دقيقة وحسابات مدروسة لكل خطوة وبل قاموا بدراسة للاحزاب والاشخاص بعناية فائقة فتسليم المالكي رئاسة الحكومة ليست صدفة وليست خطأ وقعت به الولايات المتحدة و بريطانيا بل يمكننا القول والجزم بوجود قنوات اتصال عميقة و قديمة بين الرجل و تلك الدول منذ ايام المعارضة وربما يكون هذا الاعتماد ذو جذور اعمق مما نتصور تمتد الى ايام جده محمد حسن ابو المحاسن وزير المعارف في العهد الملكي ايام الاحتلال البريطاني وعضو مجلس الاعيان،، تولى المالكي الحكم لولايتيين متتاليتين امتدت لثمان سنوات بموازنات انفجارية وهنا يكمن السر في توليه الرئاسة فكانت جزء من المهام التي انيطت به من قبل الاستعمار هو تبديد اموال العراق ووضع كل سيئ و مخرب وسارق في مواقع المسؤولية و محاربة كل شريف و قوي ونزيه وهذا ما صرح به سنان الشبيبي و محمد توفيق علاوي وباقر جبر الزبيدي و عدد من المفكرين امثال غالب الشابندر و غيرهم في العديد من المقابلات التلفزيونية فقد سلم ملف الطاقة بايعاز من الجانب الامريكي الى حسين الشهرستاني وكذلك الفاسد الاخر المدعوم من قبل المالكي شخصيا (رعد الحارس ) حيث قامت وزارة الكهرباء بمجموعة عقود فاسدة منهكة لاقتصاد العراق كشراء محطات تعمل على الغاز ومجموعة عقود وهمية اخرى واستشرى الفساد بشكل مخيف في وزارتي الكهرباء و النفط وكذلك تم ربط اقتصاد العراق بالاستعمار من خلال جولات التراخيص المجحفة سيئت السيط والتي تمتد الى فترات طويلة الامد كل ذلك بعلم وقبول المالكي وارتياحه وللعلم ان شركة الحفر الوطنية في حينها عرضت على رئيس الوزراء خدماتها مقابل بعض الدعم من اجل النهوض بالملف النفطي لكن لا حياة لمن تنادي اما في ما يخص ملف الصناعة قام المالكي باطلاق يد الكرابلة الذين عطلوا الصناعة الوطنية وسرقوا المليارات وعطلوا المصانع وبل اغلقوا ابوابها وحاربوا موظفيها ولم يتم بناء معمل واحد طيلة ثمان سنوات وكذلك فيما يخص الزراعة فقد قام بالمبادرة الزراعية الوهمية التي لم يجني الفلاح منها اي شيئ يذكر سوى التصحر وفتح الحدودللمنتوجات الزراعية التي جعلت من الفلاح شخص عديم القيمة و الانتاج حيث عزف العديد منهم عن الزراعة وبل تركوا اراضيهم وتوجهوا للانخراط في صفوف الجيش و الشرطة اما الملف الامني فكلنا شاهدين على القادة الفاسيدين امثال غيدان وكنبر وفاروق الاعرجي ومهدي الغراوي وغيرهم من الضباط الفاسدين العشرات و الجنود الفضائيين مما ادى الى الكوارث بسقوط المدن و المحافظات بيد د ا ع ش الارهابي ولا يمكننا احصاء ا حجم الفساد والفاسدين كلهم بهكذا مقال ولكننا يمكننا القول ان سيطرة المالكي ع الدولة و مجالس المحافظات وتشبثه بالسلطة و هو من اسس عرف الانقلاب على شرعية الفائز بالانتخابات كما حصل مع اياد علاوي الذي فاز ب 91 مقعد لكن الارادة الدولية كانت اقوى من ارادة الشعب لاكمال مخطط الفوضى و الدمار بابقاءه
على كرسي الرئاسة لجعل العراق ضعيفا عليلا بين الحياة الموت ( لا يموت فيها ولا يحيا) لمي تسهُل فيه اطلاق المؤامرات والمخططات الداخلية والخارجية ويكون خاضعا مطيعاً للارادة الدولية المتمثلة بالولايات المتحدة ومن خلفها اسرائيل كل هذه الاخفاقات و الجرائم بحق الشعب العراقي ونسمع ان هناك تحركات مكوكية من قبل قائد الضرورة لاجل الظفر بالولاية الثالثة وهذا حلم ابليس بالجنة فأنت طريد المرجعية والشعب واخيرا بعد كل هذه المقدمات والسرد و التوضيح يجب ان نعرف لماذا انت وحزبك دون غيرك يا ابا اسراء
بقلم : أ.د. عبد الحسن المتيوتي / جامعة الموصل