كتب د, محمد كاظم المهاجر:
بالتأكيد معطيات عقدين من القرن الحادي والعشرين أعطيت دلالات بعقم ما أراد ريغن وتاتشر بأن القرن الحادي والعشرين قرن امريكي ؛ أحادية القطب الدولي سقطت ، مقولة المفكر الأمريكي فوكوياما ( نهاية التاريخ ) سقطت وعلى لسانه هو بالذات وها هو يعلن أن نهايات الامبراطورية الأمريكية قد بدأت تطلق مؤشراتها ، ولكن الشيء الأهم ما أورده الكاتب الأمريكي باتريك جوبيه بوكانن في كتابه ( موت الغرب ) الذي صدر مؤخرا حيث يدلل وبارقام إحصائية عن تفسخ المجتمع الأمريكي واكذوبة الديموقراطية .
الحالة المعني بها بشكل مباشر انعكاس ذلك على مخاض التغيير في منطقتنا العربية الإسلامية ، وفي عرض جزئي اخصصه البلدي لبنان ، هذا البلد الصغير الذي طبقت عليه استراتيجية الجيل الرابع من الحروب ، وبكل أشكال الضغوط الاقتصادية والحصار ونشر الكم الهائل من الفساد والعملاء وتشويه كل مقومات التماسك الاجتماعي في محاولة لتفتيته وعلية ذلك تكمن في سبب واحد لا غير ، قتل الروح المعنوية لجمهور المقاومة تمهيدا لاضعافها لما تشكله من تهديد وضمن محور المقاومة على وجود الكيان الصهيوني ، بعد أن افشلت المقاومة مشروع الشرق الأوسط الجديد وفرضت معادلة الردع مع هذا الكيان .
واذا كان حزب الله بمنظوره الاستراتيجي قد حرص على تماسك بنية لبنان والعيش المشترك ، رغم كل ظواهر الفساد والتآمر ورغم كل آلام ومعاناة الشعب اللبناني وتحمل ما تحمل من افتراءات ، فإن ذلك لم يكن من موضع ضعف أو تراخي عن أداء مهام تصل إلى مستوى الواجب ، بل وإدراكه حجم التآمر على مستوى المنطقة العربية الإسلامية برمتها ومحاولات تطبيعها مع الكيان الصهيوني واستبدال الصراع العربي الصهيوني بصراع عربي فارسي ، ولأنه أراد تحصين مستوى الإمكان والاقتدار في المواجهة الأكبر التي يخطط لفرضها رغم مخاض التغيير الدولي ، وذلك لتلافيه أحداث مداخل جزئية تؤثر على الأداء في المواجهة الأكبر والمنتظرة .
خطوة جزئية أعلنها سيد المقاومة باستقدام النفط الإيراني إلى لبنان ونفذها . هذه الخطوة لاتحتل اهميتها العظمى بأبعادها المادية بقدوم النفط إلى لبنان رغم كل أشكال الحصار ، بقدر ما تعني أن مفردات المخاض التحولات المنطقة قد أطلقت، إنها تعني بالضبط سقوط مبادىء تعامل الغرب مع منطقتنا .
من معاناة الشعب اللبناني تفرز عوامل القوة ويشتد البنيان المرصوص حول المقاومة من الأحرار القادرين على هزم المعاناة رغم كل اشتداد التآمر والعمالة ومحاولات تشويه المشهد.
أحرار لبنان يعلو منسوب إيمانهم بالمقاومة ومن خلال المعاناة ( ولنبلونكم بشيء من الخوف ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ) الصابرين الأحرار الملتفين حول المقاومة .............هذا هو موقع أهمية قدوم النفط الإيراني إلى لبنان بابعاده الاستراتيجية ، نعم يا سيد المقاومة ( هيهات منا الذلة ) .