كتب الأستاذ حليم خاتون:
الديمقراطية في لبنان... كذبة...
الحرية في لبنان... كذبة...
الثورة في لبنان... كذبة...
اليسار في لبنان... كذبة...
كل شيء في هذا البلد، كذب بكذب...
حتى الحزب الشيوعي اللبناني تبين أنه نسخة مزيفة عن الحزب الأصلي...
لا اعرف إذا كانت الكتب في مكتبة الحزب الشيوعي تعود لماركس وإنغلز ولينين، أم تعود لطوني بلير...؟
هلكنا حنا غريب وهو يصرخ ضد حيتان المال... فإذا به لا يستطيع رؤية الفرق بين القناص، والضحية...
عندما عدت الى لبنان في التسعينيات، وجدت البلد قد تغير فعلاََ...
تركت بيروت بعد حرب السنتين وانا ألوم نفسي كل يوم لاني تركت الرفاق، وهجرت النضال...
عدت لأجد معظم هؤلاء الرفاق وقد التحقوا بالقبائل الطائفية...
حتى قعبور، نسيَ نبض الضفة وصار يغني لرفيق الحريري...
لم يكن نجاح واكيم ماركسياََ، لكنه استطاع رؤية مشروع رفيق الحريري التدميري لهذا البلد...
بينما التحق "الرفيق" الماركسي محسن ابراهيم بابن المعلم كمال جنبلاط، الرفيق المعلم الجديد جداََ، آخر طبعة، وليد جنبلاط...
ابن البيك، بيك... ابن الباشا، باشا، وابن المعلم ، معلم... هذا ما رأته "ثورية" الحركة الوطنية في التوريث السياسي...
كما ذابت ماركسية قعبور في براز السنية السياسية، ذابت ماركسية مجموعة من أتباع الرفيق محسن ابراهيم في براز الشيعية السياسية الحليفة للحريري...
في التسعينيات، نجح رفيق الحريري في تحويل لبنان الذي كنا نعرفه، وفي تحويل بيروت التي كنا نعرفها... إلى نادِِ ليلي للمنطقة...
لو أردت أن ترى مناضلا من أيام الحرب، لما كان من الضروري أن تفتش عن مركز حزبه لتسأل عنه...
لن تجده بالتأكيد في إحدى مكتبات دور التقدم أو الطليعة...
سوف تجده بالتأكيد في أحد مقاهي البلد... وقد صار سمساراََ من سماسرة نظام الحريرية الجديدة...
انفجر الوضع في ١٧ تشرين...
بضعة أيام مرت قبل أن يذوب الثلج ويظهر "الخرى"...
في الأيام الأولى، كادت الكذبة تنطلي على الجميع...
كدنا نصدق أن اللبناني صار مواطناً لبنانياََ بالفعل، بدل أن يكون خروفاً سنيا أو شيعيا أو مسيحياً...
لكن الأمر لم يطل قبل أن تظهر الحقائق...
مئات المنصات في "حارة كل مين إيدو إلو"
دخل الاميركيون بقوة، عبر أكثر من منصة...
اشتروا الإعلام...
القوة الوحيدة التي كان من الممكن أن تلعب دورا ٱيجابياََ،
تركت هذه الساحة للأميركيين وأرباب الفساد كي يلعبوا براحتهم...
اليوم خرج الدكتور بلال لقيس على المنار ملمحا ربما، إذا فهمنا فعلاََ أنه يطالب بحظر حزب القوات مثلاً...
هل حزب القوات هو الوحيد الذي يعمل ضد مصلحة البلد؟
ماذا عن الشاشات... بل ماذا عن الأحزاب الحليفة التي لا تقل تبعيةََ، وتخريباََ عن حزب القوات...
ماذا عن الأحزاب الأخرى؟
ثم هل العيب فعلا فقط في القوى الحزبية، أم هو نظام بأكمله، مليء بالعيوب...
الذي لا شك فيه، هو أن كل ما نراه الآن، وكل ما يحصل، كان لا بد سوف يحصل سواء مع ١٧ تشرين أو من دون ١٧ تشرين...
نحن لم نعد نقف أمام وجوب إصلاح الدولة...
نحن وصلنا فعلا إلى مفترق طرق أظهره ما قامت به القوات...
في لبنان، هناك سلطة أميركية منتشرة في كل مفاصل هذه الدولة...
ما لمح به السيد صفي الدين منذ بضعة ايام، يجب أن يبدأ فعلا...
واليوم قبل الغد...
طالما اميركا هي الآمر الناهي في هذا البلد، وهي فعلا الآمر الناهي، لن يكون هناك دولة قوية عادلة...
لأمريكا في هذه المنطقة مصلحة عليا واحدة فقط، المحافظة على إسرائيل قوة نووية فوق الجميع بما في ذلك الأتراك والإيرانيين وكل الدول العربية، جمعاََ أو فرادى...
الحل الوحيد هو إقناع الأميركيين اننا لا نرضى أن نكون نكرة كما كنا منذ أن كان هذا الكيان...
من يمكن أن يقوم بهذه المهمة؟
بالتأكيد ليست السلطة اللبنانية ولا الجيش، ولا اي من الأحزاب اللبنانية...
الكل خائف من الأميركيين...
الذي لا يتبع لهم بخاطره، كما القوات والMTV...
يتبع لهم بلغة التبعية وخضوع العبد للسيد...
شئنا أم أبينا...
القوة الوحيدة القادرة على إحداث فرق، هي المقاومة...
لذا فإن تهديد السيد صفي الدين يجب أن يتحول فورا إلى لغة التنفيذ...
المعركة صعبة؟
بالتأكيد...
المعركة طويلة؟
بالتأكيد...
هل هناك حلول أخرى؟
مجرد إضاعة للوقت...
اين يجب البدء؟
كل النظام بسلطاته الثلاثة تابع بشكل شبه كامل للسفارة الاميركية...
لذا الحرب مع بيطار ليست إلا البداية...
الحرب ضد الأميركيين تفترض حرباً كاملة مع كل الحلفاء بدون استثناء...
حتى اليوم لا تزال كلمات المقاومة مجرد كلمات مبهمة...
اللوم لا يقع فقط على الشعب العاجز...
المقاومة، ومن ورائها كل المحور، لا يزالون في وضعية العجز الكامل... أو على الأقل، وضعية فقدان الإرادة...
كل ١٧ تشرين وانتم بخير...