كتب الكاتب محمد النوباني:
في معرض تعقيبها على الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبد الفتاح البرهان اليوم الإثنين في السودان أعلنت الإدارة الامريكية بأن وقف الانتقال السلمي للسلطة قد يؤثر على المساعدات التي تقدمها الادارة الامريكية للخرطوم.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل امريكا.جادة في إعلانها هذا؟وهل هي حقاً مع إستكمال انتقال السلطة للمدنيين أم انها تظهر شيئ وتبطن شيئاً آخر، لغاية في نفس يعقوب؟!
من يعرف حكام أمريكا على حقيقتهم،وحقيقة سياستهم إزاء العالم العربي تحديداً، يعرف بانهم يكذبون.
فهم يعتبرون بأن إشاعة الديموقراطية في الوطن العربي بشكل عام وفي السودان بشكل خاص يشكل تهديداً إستراتيجياً لمصالحهم في المنطقة ولذلك فإنهم لن يقبلوا به.
ولكي افسر اكثر فإن قيام انظمة حكم ديموقراطية على انقاض انظمة الإستبداد العربية تعني تهيئة أهم الشروط الضرورية لنهضة العرب وتطورهم وتحرير ارضهم المغتصبة في فلسطين والجولان وحتى في السودان. وبالتالي فإن تحولاً من هذا النوع سيشكل خطراً إستراتيجياً على اهم ثابتين في السياسة الامريكية إزاء المنطقة وهما نهب وسرقة الثروات العربية من جهة وأمن ومستقبل إسرائيل من جهة اخرى.
ولذلك فقد كنا ولا زلنا نجد بان امريكا تدعم على الدوام مخلفات القرون الوسطى من الانظمة العربية والتي لم تشهد في تاريخها إنتخابات حتى لناد رياضي وتحارب بكل ما آوتيت من قوة كل التجارب النهضوية العربية وتستخدم القوة العسكرية الفتاكة لوأد تجاربها .
فوجود طغم عسكرية ونخب سياسية مستبدة في الحكم يعني بقاء بلداننا متخلفة وتابعة للغرب وعميلة لإسرائيل في حين أن قيام انظمة حكم ديموقراطية يعني إنهاء التبعية والتخلف وولوج طريق التطور والنهوض وهذا ما يرفضه الاعداء بكل قوة.
وعود على بدء فإن ما تريده امريكا وإسرائيل اليوم هو منع تحول إنتفاضة الشعب السوداني ضد حكم العسكر وضد الانقلاب العسكري الذي قام به البرهان اليوم إلى ثورة شعبية عارمة تطيح في طريقها بالديكتاتورية وتبني دولة السودان الشعبية الديموقراطية.
ولذلك فإن عيون القوى التقدمية والديموقراطية السودانية يجب ان تظل مفتوحه على التحركات التي يقوم بها الدبلوماسيون الامريكيون،ومن خلفهم مبعوثونفتالي بينيت، لأن هدفهم القديم الجديد هو منع ثورة الشعب السوداني من الذهاب إلى نهايتها المظفرة وآجهاضها وهي في منتصف الطريق كما حصل في مرات سابقة.
فالدفاع بدل مواصلة الهجوم هو مقتل للثورة وانتصار مبين لأعدائها.