كتب الأستاذ حليم خاتون:
من يقرأ أو يسمع ما يدور في العقد الأخير من الأمور...
من يسمع أو يقرأ عن الأحداث الكثيرة التي جرت والتي لا تزال تجري في العالم العربي، يقرأ أو يسمع بتعجب عن وجود هيكل تنظيمي إسمه جامعة الدول العربية!!!
يقرأ بتعجب كبير جداً، لأنه بالكاد يرى أثراََ جدياََ حميداً يُذكر لهذه الجامعة، أو لبعض كيانات عربية تحاول أن تستحق لقب دولة...
مجموعة مشيخات من أكياس المال، يحوم حولها بقايا ما كان يوما دول...
منها ما كان ذو سيادة، وإن كانت الأغلبية العظمى منها ذات سيادة منقوصة قبل أن يتحول الجميع الى هياكل كرتونية، وجمهوريات موز...
يبدو أن البؤس الذي أصاب العالم العربي بعد غياب القادة الكبار من أمثال جمال عبد الناصر، وصلت سهامه إلى كل الكيانات التي تؤلف هذه الجامعة العربية اليوم...
ربما يحق للمرء أن يتساءل عن أهداف مسلسل الاستسلام الذي بدأ في الكيلو 101، قبل أن يتكرس مع كامب ديفيد، ثم مع وادي عربة، ثم مع أوسلو، قبل أن يحل مع كل الخزي والعار في الخليج، والذي بلغ مدى لم يكن يمكن لأي كان تصوره مع تلك التبعية الذليلة للإمارات والبحرين خلف الكيان الصهيوني...
ما قام به السادات في مصر لم يؤدِ فقط إلى تقزيم دور مصر الإقليمي والدولي، بل أدى إلى الحرب الأهلية، ثم إلى غزو لبنان...
كما أدى إلى العشرية الدموية السوداء في الجزائر، ثم الى غزو وتدمير العراق، ثم إلى تقسيم السودان، وصولا إلى حرب كونية في سوريا ما لبثت أن صارت شبه كونية في اليمن...
رأس هذه المؤامرات دائما واحد.
إنها اميركا، رأس الأفعى...
أميركا نفسها سوف تظهر في الوقت المناسب لتقوم بترتيب الأمور باتجاه نفس الهدف الذي لم يتغير منذ أن أوجد الغرب ذلك الكيان السرطاني في أرض فلسطين...
كل ما حلت أزمة في العالم العربي وحاول المرء التفتيش عن روح تتحرك في هذه الجامعة العربية، لا يجد سوى بعض الدمى التي تنتظر الأوامر من أكياس المال الخليجية... لكي تنتهى ولا تقوم بأي شيء على الإطلاق...
المخزي في الأمر هو عندما يخرج بعض المنافقين يتحدثون مثلاً عن لبنان أو اليمن اللذان يخرجان عن الإجماع العربي...
عندما يصبح مركز هذا الإجماع العربي عند عبيد ترامب ونتنياهو، وعند خلفاء ترامب ونتنياهو، يعرف المرء إلى أي قعر من الهوان قد وصل العرب، وإلى أي قعر دفعت هذه المشيخات تلك العروبة الحزينة على ذلك المصير...
مشيخات لا تعرف من رموز العرب سوى حطة وعقال ورقصة سيف لم يُرفع يوما ذوداََ عن الأمة وعن كرامتها وعن عزتها...
صبي بالكاد يقرأ العربية، يريد خلافة ملوك لم يفقهوا يوماً لغة القرآن، التي سادت قرونا في شبه الجزيرة العربية قبل أن تُبتلى بأقزام صارت الحضارة عندهم هي في مهرجانات الجنون الموسيقي، وحفلات السكر والعربدة على مرمى حجر من مكة والمدينة...
أليس هؤلاء هم من أرسل التكفيريين الى عمان لتفجير فندق تواجد فيه "بالصدفة" مخرج فيلمي محمد رسول الله، وعمر المختار...
من غير المسموح للمخرج العقّاد أن يعمل في هوليوود، حيث تنمو بروباغندا الأميركيين والصهاينة...
انتظر الغرب حتى عاد المخرج إلى الأردن لعقد قران ابنته،
إلى هناك ارسل ذلك الغرب الملعون التكفيريين...
يا للصدف... !!!
لكن العقّاد أُستشهد ...
أنه مشروع الشرق الأوسط الأميركي...
تتوسط إسرائيل هذا الشرق الأوسط كي تكون هي المركز، وكل الدويلات تدور حولها...
رغم كل إنتهازية اردوغان، إلا أن الرجل رفض أن يكون مجرد دويلة تدور حول إسرائيل... وهو ما تفعله تلك المشيخات القزم...
أردوغان، الذي يفتش عن موقع له تحت الشمس، لم يهتم لأمر بقية الشعوب في هذا الشرق الأوسط...
هو دخل في اللعبة القذرة للقضاء على اي دور عربي يمكن أن تلعبه مصر أو سوريا أو العراق...
هذا الدور القذر الذي كان مرسوما لشاه إيران، رفضته الجمهورية الإسلامية...
على العكس من اردوغان، تسعى إيران إلى تكتل عربي فارسي تركي مع كل الأقليات من أجل خلق شرق أوسط جديد سيد حر مستقل عن أية هيمنة...
تركيا التي كانت يوما أحد مراكز الخلافة الإسلامية لم تتخل فقط عن الحرف العربي، بل تخلت عن اللغة العربية وصار كل ما يعنيها من الإسلام هو أن تصبح هي شريكاً في المركز مع إسرائيل، بينما تدور الكيانات العربية حولهما...
أليس هذا ما فعلته تركيا في ليبيا، وما حاولت فعله في مصر، وما لا تزال تحاول فعله في سوريا...
أصيبت الجامعة العربية بزكام قوي جداً مع كامب ديفيد...
مع كل جرعة ذل من قبل العرب، كان الزكام يزداد سوءاً... حتى صار ورما غير حميد...
استمرت الأمور من السيء إلى الأسوأ إلى أن قام بعض المخبولين ممن وقف أمام مرآة كاذبة صورت لهم الفأر فارساََ، والجبان الرعديد، قيصراََ مقداماََ...
قام هؤلاء بطرد الروح من الجسد...
طردوا سوريا... فبقي هيكل الجامعة العربية جثة هامدة...
أما احمد أبو الغيط...
إن تحرك...
فهو ليس أكثر من زومبي هوليوودي، ينتظر بطلا يقطع رأسه، ورؤوس فئران تلك المشيخات مقدمةََ لعودة الروح إلى جسد الأمة...
منذ أن قرر بن سلمان خنق لبنان بعد أن فشل في خنق اليمن، لا تتوقف الغربان السود عن محاولة النيل من ممن سوف يقود الروح إلى الأمة رغما عن كل جنونهم وجنون "أبو اللي خلفوهم"...
في لبنان، لدينا من هذه الغربان "شتلة".
"هالصيصان، شو حلوين...
عم بدوروا حول امهم مبسوطين..."
لكن... في النهاية هم صيصان...
مصير الصوص معروف...
في احسن الاحوال، سوف يكون حساءََ لمعالجة الزكام...
الشرق الاوسط الجديد آتِِ...
لا ريب في ذلك...
إنه شرق أوسط المقاومة والتحرير...
تحرير كل بلاد العرب، بما في ذلك تلك المشيخات من جور حكام المنشار...
سوف يخرج الأحرار من السجون
سوف تصدح القصائد الحرة من جديد...
سوف نسمع أجراس العودة...
ويعود شاعر المقاومة الكبير عمر
يسرد قصيدة "جنوبيون"، قبل أن يتبعها شعراء اليمن بأهازيج السير إلى مكة صاروخين كما ايام الرسول،
الله اكبر كبيرَ
الله أكبر كبيرَ
يختبئ بن سلمان في بيت أبي سفيان خائفاََ جباناََ، يخشى عدالة الأرض، لأنه لم يؤمن يوماً بعدالة في السماء...
الله اكبر كبيرا... هو صوت الجماهير في كل البقاع...
غير بعيد عن هناك... في غزة...
سوف تخرج تلك الطفلة التي كانت ترتجف خوفاََ ايام حرب سيف القدس وتدمير الابراج...
سوف تردد من جديد كلماتها السابقة...
لا أله إلا الله، والله اكبر...
لكن هذه المرة لن ترتجف خوفا...
لأنها تعرف أن هذه الأمة قد وجدت آباءها من جديد...
جاؤوها من اليمن، من العراق، من سوريا، وبالتأكيد، وبلا أدنى شك،
من لبنان...
جموع تصيح الله أكبر والوجهة فلسطين...
أنه زمن الصلاة في الأقصى...
مع ألحان التحرير في الأذان وفي أجراس كنائس هذا الشرق الذي لن يموت وسوف يعود سيدا حرا مستقلا...
أمة العز...
أمة العروبة... أمة عربية واحدة...
تحمل رسالة خالدة بالتأكيد، حيث لا فضل لعربي على أعجمي إلا بما قدم لتحرير فلسطين والاقصى وكنيسة القيامة...