غريب عجيب أمر السعودية, بوقت تحظر فيه المظاهرات في بلادها وتعتقل كل صاحب رأي مخالف لحكامها دون محاكمة, ها هي تُشعل تويتر انتصاراً لمظاهرات العراق, إضاءات مع كل مطلب مشروع للشعب العراقي ولأي شعب عربي لا سيما حين يتعلق الأمر بمحاربة الفساد, أما أن ياتي الدعم من دولة الفساد والإستبداد الأولى في الأرض فالأمر يثير الريبة لأن فاقد الشيئ لا يعطيه لغيره.
وصلت وسوم التظاهرات العراقية على تويتر الى الترند العالمي (الهاشتاقات الاكثر تداولا عالميا) لكن ليس من العراق بل من السعودية، فكان نصيب تويتر السعودية 79 بالمئة من هذه التغريدات وأما نصيب العراق ستة بالمئة فحسب.
تبعا للحجم الكبير للتغريدات التي انطلقت وملأت التويتر خلال ساعات ضئيلة فإن من يفهم قليلا في تحليل البيانات يرى بأن من قام بهذه التغريدات هو فريق سايبري مجهز للقيام بذلك خاصة وأن وسوم التظاهرات في العراق كانت موضوعة على تغريدات غير مرتبطة تماما بها، وبالتالي فالهدف الاصلي كان رفع هذه الوسوم.
- الوسوم المرتبطة بالعراق لم تكن ضمن الترند في تويتر السعودية فحسب بل انتقلت الى لبنان والبحرين، والمثير هنا أنها لم تبق سوى 4 ساعات ضمن ترند لبنان ، فيما بقيت ضمن الوسوم الاكثر تداولا في البحرين لمدة 24 ساعة، ما يؤكد ان السعودية لديها أكثر من فريق سايبري يعمل في الدول العربية ايضا وهو ما يكسبها قدرة على التلاعب بأحاسيس الجماهير في هذه الدول.
من الواضح ان السعودية تضع أملا كبيرا على ما يجري في العراق، ومن الواضح أيضا ان ذلك يأتي ليصرف أنظار الناس عن هزيمتها المذلة في اليمن، وبعد الاتهام المباشر الذي قدمه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للكيان الاسرائيلي بقصف مقرات الحشد الشعبي، ومع اقتراب الاعلان عن صفقة القرن الموبوءة.
التظاهر السلمي حق مسلم به لأي شعب والمطالب المحقة يجب ان يدعمها كل حر، لكن التخريب والشغب والخروج عن السلمية وقتل قوى الامن يعني دعم الفوضى وتخريب البلد وتهديد الأمن القومي وهو ما يريده أعداء الشعب العراقي ليحفظوا مصالحهم في المنطقة.