إضاءة على الإنتخابات التونسية, وفوز قيس سعيّد رئيساً\ مها البوسليمي
أخبار وتقارير
إضاءة على الإنتخابات التونسية, وفوز قيس سعيّد رئيساً\ مها البوسليمي
مها البوسليمي
14 تشرين الأول 2019 , 06:07 ص

 

لا شكّ أنّ مناخ الديمقراطيّة الذي تعيشه تونس هذه الفترة وخصوصا الإستحقاقات الإنتخابيّة من الرئاسيّة بدورها الأوّل ثمّ الثّاني وكذلك تشريعيّة الأسبوع الفارط يجعلنا نفتخر ربًما بما وصلنا إليه رغم المخاض العسير ونكبات السّنوات الفارطة والأزمات على جميع الأصعدة من الإقتصاديّ إلى الإجتماعيّ.

نعود إلى الحدث الذي عشناه اليوم وهو الدّور الثّاني من الرئاسيّة, والذي صدقا، كان من أجمل ما عشناه في هذه الإستحقاقات المتتالية حيث أقبل الناخبون بكثافة على صناديق الإقتراع, خلافا لما حدث من مقاطعة في الإنتخابات التشريعيّة.

صوّت التونسيّون حسب قناعاتهم فجاءت النتيجة المتوقّعة تقريبا بفوز أستاذ القانون الدّستوريّ قيس سعيّد بنسبة أوّليّة تفوق 75٪. ولكنّ السؤال المطروح لماذا إختار التونسيّون رئيسا من خارج المشهد السيّاسيّ؟

هل فعلا كره التونسيّون وعود السياسيّين الزّائفة فعاقبوهم بإنتخاب سعيّد؟

هل انتفض التونسيّون في وجه الفساد ووجوهه التّي ملأت المشهد السياسيّ فإختاروا نظافة اليد وخلوّ السيرة الذاتيّة من التجاوزات؟

كثيرة هي التساؤلات التي يطرحها المراقبون للشّأن التّونسيّ بخصوص هذه النتيجة والتي كما أسلفت أوّليّة في إنتظار النتيجة النّهائية غدا. تساؤلات مشروعة في ظلّ محدوديّة نجاعة منصب رئيس الجمهوريّة بصلاحيّاته المحدودة وهو القادم من خارج المشهد السّيّاسيّ.

صحيح ربّما أصاب الملل التّونسييّن من تكرار التّجارب الفاشلة نسبيًا في تغيير الوضع منذ 2011 وإلى اليوم ولكنّ إختيار رئيس لا علاقة له بالسيّاسة قد يكون مقامرة كبيرة في ظلً حساسيّة الوضع الدّاخليّ وخاصّة في دول الجوار وما يتطلّبه من حنكة سياسيّة لمعالجة الملفّات العالقة.

عموما إختار الشّعب التونسيّ رئيسه القادم بأغلبيّة كبيرة وسط مناخ من التنافس المحترم ويبقى للأيّام القادمة مهمّة الكشف عمّا تخبّؤه لنا كواليس السيّاسة ونجاحاتها أو إخفاقاتها.

مها البوسليمي

المصدر: وكالات+إضاءات